واصل مسلحو مجموعة أنصار الدين، تدمير أضرحة الأولياء في مدينة تمبكتو التي أدرجت على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر على الرغم من موجة الاستياء التي أثارتها عمليات التدمير. وبعد تدمير أضرحة سيدي محمد (شمال المدينة) وسيدي مختار (شمال شرق) والفا مويا (شرق)، هاجم عناصر أنصار الدين صباح الأحد بالازاميل والمجارف أربعة أضرحة، بينها ضريح الشيخ الكبير، تقع في مدفن دجينغاريبر (جنوب)، حسب شاهد عيان. وقال الشاهد الذي يعمل لوسيلة إعلام محلية، أن عشرات من عناصر جماعة أنصار الدين حطموا الموقع المبني من الطين على غرار كل أبنية هذه المدينة تقريبا الواقعة على حدود الصحراء. وأضاف أن عددا من السكان شاهدوا عملية التدمير وهم عاجزون عن القيام بأي شيء. وتابع الشاهد يقول "الأمر موجع، لكن لا يمكننا القيام بأي شيء... المجانين مسلحون". وبعد بدء عمليات التدمير السبت، أوضح المتحدث باسم أنصار الدين في تمبكتو، سندا ولد بوعمامة، أن المجموعة تتصرف "باسم الله" ردا على قرار اليونيسكو في 28 جوان الذي قضى بإدراج تمبكتو على لائحة التراث العالمي المعرض للخطر. واعتبرت اليونيسكو ان وجود المتطرفين يعرض للخطر هذه المدينة الاثرية التي تضم ما مجموعه 16 مدفنا وضريحا، ويطلق عليها اسم "مدينة ال333 وليا"، في إشارة إلى الأولياء المكرمين في تاريخها ويرقدون في أراضيها. وحسب خبير مالي متخصص بتاريخ تمبكتو وينحدر من المدينة، فانها "تمثل اولئك الذين يطلق عليهم في الثقافة الغربية اسم قديسين". وقال سندا ولد بوعمامة متحدث باسم الجماعة المسلحة، أن أنصار الدين ستدمر "كل الأضرحة من دون استثناء.. كل هذا حرام". وأعربت اليونيسكو عن أسفها لهذه "المأساة الجديدة". وبإعلانها الخميس وضع المدينة على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر على غرار موقع غاو (شمال شرق) التاريخي، حذّرت اليونيسكو المجتمع الدولي من المخاطر المحدقة بها. وأعلنت اليساندرا كامينز رئيسة اليونيسكو في بيان لها "علمنا للتو بالفاجعة الجديدة والأضرار التي لحقت بلا مبرر بضريح سيدي محمود في شمال مالي"، ودعت كل الأطراف المعنية بالنزاع في تمبكتو إلى "تحمل مسؤولياتها". ونددت الحكومة المالية "بقيام جماعة أنصار الدين بتدمير الأضرحة، ووصفت هذا العمل ب"العنف المدمر الذي يرقى إلى مرتبة جرائم الحرب"، كما توعدت بملاحقة المسؤولين عن هذه الأعمال في مالي وفي الخارج. وجاء في بيان صادر عن حكومة مالي "علمت الحكومة باستياء شديد بأن جماعات متطرفة مسلحة هاجمت الأضرحة والمقابر في مدينة تمبكتو". ودانت فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، تدمير الأضرحة في تمبكتو. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في بيان أن "فرنسا تدين التدمير المتعمد لأضرحة تعود إلى أولياء في مدينة تمبكتو من جانب جماعة متطرفة تسيطر على هذه المدينة في مالي". وأضاف "ندعو إلى إنهاء أعمال العنف هذه". ودعت وزيرة الثقافة المالية فاطمة توري ديالو المشاركة في اجتماع اليونيسكو السنوي في سان بطرسبورغ (روسيا)، الأممالمتحدة "إلى اتخاذ إجراءات لوقف هذه الجرائم ضد التراث الثقافي لمالي".