استذكر صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة، "العلاقات التاريخية التي تربط الجزائر بجمهورية الصين الشعبية، واستعرض المقاربة الإصلاحية المنتهجة في الجزائر، بقيادة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على ضوء دستور الفاتح نوفمبر 2020، والخطوات الرامية إلى تعميق الممارسة الديمقراطية وتعزيز دور الأحزاب السياسية في تنوير الساحة الوطنية وتنشيط الحركية المؤسساتية". وبناءً على دعوة من السيد ليو جيانتشو وزير دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي بجمهورية الصين الشعبية، للمشاركة في أشغال الدورة الثالثة لمؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية، والتي حضرها ممثلون عن مكونات سياسية من العالم العربي، ، بعث صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة، ورسالة إلى المشاركين تُليت خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي عقد يومي 08 و09 نوفمبر الجاري، تلاها حسن رابحي، سفير الجزائر ببكين، أكد قوجيل إنّ متانة العلاقات التي تجمع الصين بالدول العربية، تجلّت أيضاً في رسالة التهنئة التي بعث بها الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إلى القمة العربية في دورتها الحادية والثلاثين التي انعقدت في الجزائر يومي الفاتح و 2 نوفمبر الجاري، والتي حملت دلالات عميقة على قوة العلاقة التي تربط الجانبين، والتي ضمّنها استعداد بلاده للعمل مع الدول العربية لتعزيز الدعم المتبادل وتوسيع التعاون.. وفي السياق ذاته، أشاد رئيس مجلس الأمة بما ورد في قرار المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني الذي أكّد على مواصلة التزام الصين في صون السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة، والمثابرة من أجل تطوير الصداقة والتعاون مع جميع البلدان، وكذا استعدادها للعمل مع سائر دول العالم لترقية القيم المشتركة للبشرية جمعاء، ومواجهة كافة التحديات العالمية بشكل مشترك.. وعليه، فإنّ مجابهة التحديات التي فرضتها التغيرات التي يشهدها العالم على أكثر من صعيد، تدفعنا للدعوة إلى تعزيز دور حركة عدم الانحياز في سياق العلاقات الدولية الراهنة، والتذكير في نفس السياق بمقترح رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون من أجل إطلاق تفكير جماعي بين الدول الأعضاء قصد تحديد السبل والوسائل التي من شأنها تمكين الحركة من ممارسة الدور الذي يليق بها في ظرف يشهد تصاعد التوترات على الصعيد الدولي ومناخ الاستقطاب المترتب عنها.. وعن العلاقات الجزائرية-الصينية، وصفها صالح قوجيل ب"تاريخية واستراتيجية شاملة لمجالات متعددة"، مستحضرا – اعتراف الصين باعتبارها أول دولة غير عربية بالحكومة الجزائرية المؤقتة سنة 1958، تلتها فيما بعد علاقات دبلوماسية منذ العام 1962، وهي تُحصي بذلك هذا العام 60 عاماً على إقامتها، كما أستحضر إسهامات الجزائر الرامية لاستعادة الصين لمقعدها في الأممالمتحدة وأنّ البلدين مدعوان في ظل التوجيهات السامية لرئيسي البلدين السيد عبد المجيد تبون ونظيره الصيني السيد شي جين بينغ إلى تعزيز المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية للبلدين على نحو شامل وتعميق التعاون العملي بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين.. وجدد الرجل الثاني في الدولة حرصه التام على العمل مع البرلمان الصيني الصديق، عبر تكثيف الزيارات البرلمانية بين الجانبين وفي الاتجاهين، بالإضافة إلى تفعيل مجموعات الصداقة البرلمانية من أجل مرافقة الديناميكية التي تشهدها حكومتي البلدين. وخاصة في ظل التقدم الملموس الذي حقّقته مبادرة "الحزام والطريق"، الرامية إلى تكريس قيم التعاون على أساس التضامن وتقاسم المنافع والمكاسب.. في انتظار التوقيع بين البلدين على "الخطة التنفيذية للبناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق"..