احتضن المجلس الشعبي الوطني الأحد الاحتفال الرسمي باليوم العالمي للغة العربية، المصادف ل18 ديسمبر من كل سنة، بحضور رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، واعضاء من الحكومة وممثلين عن عدة مؤسسات وهيئات رسمية. كما حضر هذا الحفل، الذي ينظمه المجلس الاعلى للغة العربية تحت شعار "مساهمة اللغة العربية في الحضارة والثقافة الانسانية"، مستشار رئيس الجمهورية المكلف بشؤون التربية الوطنية والتعليم العالي، نورالدين غوالي، ووزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري. وفي كلمته الافتتاحية اكد بوغالي أن الجزائر التي تراهن على "إقلاع حقيقي"، تدرك أن اللغة لها دور في "تحصين الشخصية الوطنية"، وتعزيز روابط التماسك الاجتماعي واللحمة الوطنية لأنها إحدى "ركائز الهوية" الوطنية. واشار بوغالي ان "الجزائر المتمسكة بأركان مقوماتها من إسلام وعربية وأمازيغية" تتفتح على الحداثة والعصرنة وتفتح آفاق الأخذ بأسباب النهضة والتقدم، مشيدا في هذا الصدد بالقرار الذي اتخذه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بإدراج اللغة الإنجليزية في المدارس والذي يعد "دليلا" على الرؤية "المتبصرة" والنافذة من اجل تحقيق ثنائية الأصالة والمعاصرة. ومن جهتها، أشارت ووزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي إلى أن "اللغة العربية صارت منذ نهاية القرن العشرين لغة رسمية في الأممالمتحدة، ولا يجهل احد دور الجزائر في هذا الإعتراف الدولي، وهو دور منسجم مع المساهمة التاريخية للجزائريين في التدوين ووضع الكتب باللغة العربية، ودراسة علومها (…) وتوسيع مكانتها". وفي سياق ذي صلة اعتبرت الوزيرة أن الشعار الذي اختارته اليونسكو للاحتفال بهذا اليوم، "مساهمة اللغة العربية في الحضارة والثقافة الإنسانية"، يؤكد أن "اللغة العربية بما قدمته للانسانية من ابداع لغوي بمختلف الأشكال والاساليب والفنون الأدبية (…) في العلوم الإنسانية والترجمة (…) سمح لها بالاسهام البالغ التأثير في الثقافات العالمية، وفي إثراء الثقافة الإنسانية". وأضافت مولوجي أن الاحتفاء بهذا اليوم العالمي لم يعد مقتصرا على العرب وحدهم، فاليوم تحيي الكثير من الهيئات والبعثات الديبلوماسية والثقافية واكاديميات اللغات الأخرى هذا اليوم و"تسترجع الامم دور العربية في تطوير العلوم والترجمة". بدوره أكد عميد جامع الجزائر، محمد مأمون القاسمي الحسني، أن "اللغة العربية من أهم عوامل الوحدة ومقومات الشخصية الوطنية" في حين ذكر رئيس المجلس الاعلى للغة العربية، صالح بلعيد، بالرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون والذي "يرعى مقومات الهوية الوطنية بما يوليه من اهمية في حفظ الذاكرة ونقلها للأجيال القادمة"، مذكرا بجهود المجلس في ترقية وتعميم استعمال العربية. .. صالح بلعيد: ضرورة تنمية فكرة مجتمع المعرفة لدى الناطقين باللغة العربية دعا رئيس المجلس الأعلى للغة العربية صالح بلعيد إلى ضرورة تنمية فكرة مجتمع المعرفة داخل المجتمعات الناطقة باللغة العربية وبذل كل الجهود واتخاذ القرارت لتطوير لغة الضاد. وأكد بلعيد في كلمته ألقاها بالمجلس الشعبي الوطني بمناسبة احياء اليوم العالمي للغة العربية المصادف ل18 ديسمبر من كل عام على اعتبار أنه لا نهضة لأمة بلغة غير لغتها وجب علينا إجراء مصالحة مع لغتنا الأم وباحترافية عالية وبجهود نيرة وقرارات حاسمة. وأضاف في السياق ذاته أن أمر تطوير اللغة العربية لا يوكل للجهلة وإنما يجب تقديم وصفات تجذير الفصحى كلغة الثقافة والعلم والإمتياز والتفكير. وقال في كلمته "إنه لمن المسرة أن نحتفي بهذه المناسبة الكبيرة بملكة اللغات "اللغة العربية في يومها العالمي بعنوان اليونسكو"مساهمة اللغة العربية في الحضارة وفي الثقافة الإنسانية" ونحن نحتفي به في هذا اليوم الأغر في البرلمان". وقد كان لنا السبق في أننا -يضيف المتحدث ذاته- جسدنا شهر اللغة العربية العام الماضي برعاية سامية من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الذي يرعى مقومات الهوية الوطنية بما يوليه من أهمية في حفظ الذاكرة ونقلها للأجيال القادمة لتجسيد المقولة الخالدة" خير خلف لخير سلف وأنعم بما نراه يتجسد في الجزائر الجديدة التي ترعاها الضمائر الحية في بلد الشهداء ، والمخلصين الفاعلين الذين يسهرون على مواصلة العمل لنيل المقام الذي تعلوبه المواطنة.