يرى وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام الله، أن الوضع الحضاري المهزوز في العالم يدعو إلى توسيع دائرة الاجتهاد في معالجة مشاكل العصر. قال الوزير غلام الله، لدى افتتاح أشغال الدورة العشرين لمؤتمر مجمع الفقه الإسلامي الدولي بمركز المؤتمرات في وهران، "إن التطور الحضاري الذي أورث العالم الغربي اضطرابا شديدا قد أورث المسلمين اضطرابا أشد، مما يجعل مسؤولية العلماء كبيرة لإنقاذ الأمة عبر تمسكها بمقوماتها الحضارية والاستناد إلى المرجعية الدينية". وأشار غلام إلى أن وضع العالم يفرض على المسلمين أكثر من غيرهم "مسايرة التطور الكمي وجعل العالم قرية إلكترونية صغيرة تعقدت فيها شبكة العلاقات الاجتماعية في المجتمعات بفضل الثورة المعلوماتية والعولمة التي تسببت في تداخل الثقافات والحضارات". وأضاف أنه "قد أصبح الإحساس أن نعمة التقدم العلمي قد تنقلب إلى حرب كونية"، وأشار إلى أن "هذا الوضع جعل المفكرين في الشرق والغرب يدقون ناقوس الخطر ويؤكدون أن العالم اليوم ليس في حاجة إلى مزيد من القوة لتسيير النمو والطبيعة، وإنما في حاجة إلى تجديد الصلة بوحي السماء ومرجعية دينية يستمد منها منظومة قيمية روحية وأخلاقية وإنسانية". وذكّر الوزير بمسؤولية العلماء المسلمين في تجديد الأمور الدينية للأمة وإيجاد الحلول الفقهية المناسبة لمشاكل طارئة أفرزها التطور السريع في مختلف مجالات الحياة. وفي السياق نفسه، دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلي، بوهران، إلى محاربة الفتاوي العشوائية للمدّعين وغير المؤهلين تستغل خدمة لمآرب شخصية وسياسية ضيقة. وذكر أوغلي في افتتاح مؤتمر مجمع الفقه الإسلامي الدولي بوهران "إننا نواجه في أيامنا هذه ظاهرة جديدة تتمثل في محاولة البعض استعمال الفرق ما بين المذاهب واختلافها لتحقيق مصالح سياسية وتحويلها إلى إيديولوجية. وحث الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي على ضرورة ضبط العلاقة بين المسائل المذهبية والمجالات السياسية في سياق محاربة هذه الآفة الجديدة التي ينتج عنها التعصب والخلافات في العالم الإسلامي، ودعا إلى "العمل على تدارك هذا التوتر حتى لا يزيد سوءا". واستنكر أوغلي تكفير المذاهب وقال أن المسؤولية ملقاة على عاتق علماء المسلمين والهيئات الإسلامية لوقف الخلافات ودعم التعايش السلمي وتعميق الحوار ما بين المذاهب.