أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله أمس الأول الخميس بوهران أن الوضع الحضاري المهزوز في العالم يدعو إلى توسيع دائرة الإجتهاد في معالجة مشاكل العصر. و أوضح الوزير لدى إفتتاح أشغال الدورة العشرين لمؤتمر مجمع الفقه الإسلامي الدولي بمركز المؤتمرات "محمد بن احمد" أن "التطور الحضاري الذي أورث العالم الغربي إضطرابا شديدا قد اورث المسلمين إضطرابا أشد مما يجعل مسؤولية العلماء كبيرة لإنقاذ الامة من خلال تمسكها بمقوماتها الحضارية و الإستناد إلى المرجعية الدينية". وأشار غلام الله في هذا الصدد إلى أن وضع العالم يفرض على المسلمين أكثر من غيرهم "مسايرة التطورالكمي الذي تتسم به الحياه بكوكبنا الأرضي الذي أصبح قرية إلكترونية صغيرة تعقدت فيها شبكة العلاقات الإجتماعية في المجتمعات بفضل الثورة المعلوماتية و العولمة التي تسببت في تداخل الثقافات و الحضارات". و أضاف أنه "قد أصبح الإحساس أن نعمة التقدم العلمي قد تنقلب إلى حرب كونية" مشيرا إلى أن "هذا الوضع جعل المفكرين الأحرار في الشرق و الغرب يدقون ناقوس الخطر و يؤكدون أن العالم اليوم ليس في حاجة إلى مزيد من القوة لتسيير النمو و الطبيعة و إنما في حاجة إلى تجديد الصلة بوحي السماء و مرجعية دينية يستمد منها منظومة قيمية روحية و أخلاقية و إنسانية". وذكر الوزير في ذات السياق بمسؤولية العلماء المسلمين في تجديد للأمة أمور دينها و إيجاد الحلول الفقهية المناسبة للمشاكل الطارئة التي أفرزها التطور السريع في مختلف مجالات الحياة. وأعرب عن يقينه بأن الموضوعات المطروحة خلال هذه الدورة لمجمع الفقه الإسلامي الدولي ستحظى "بالدراسة المستفيضة و البحث العميق" و أن "الجهود المبذولة ستثمر بثروة فقهية يعتز بها كل المسلمين بصفة عامة و الفقهاء بصفة خاصة". للإشارة سيتناول هذا اللقاء العلمي الذي يتواصل إلى غاية 18 سبتمبر الجاري و الذي يحضره كوكبة من كبار العلماء في العالم الإسلامي و الخبراء محاور تتعلق ب "أحكام الإعسار في الشريعة الإسلامية" و "التأمين التعاوني الإسلامي" و "عقود الصيانة" و "الصكوك الإسلامية" و "حقوق المسجون في الفقه الإسلامي" و "الإثبات بالقرائن و الإمارات أو المستجدات" إلى جانب "الوراثة و الهندسة الوراثية والجينوم البشري الجيني" و "زرع الأعضاء البشرية".