انطلق أول أمس، بالمسرح الجهوي عبد القادر علولة بوهران، وتزمنا مع اليوم العالمي للمسرح، المصادف ل 27 مارس من كل سنة، البرنامج المخصص لإحياء السهرات الرمضانية، والذي يضم مجموعة من العروض المسرحية والأمسيات الموسيقية في مختلف الطبوع، بتقديم عرض مسرحية "ما قبل النور" من تأليف وإخراج يحي بن حمو، وانتاج جمعية "المسرح الجديد". مسرحية "ما قبل النور" تستذكر أحداثها وحشية الاعتداء الإرهابي الذي ارتكبته منظمة الجيش السري الفرنسية بساحة الطحطاحة في قلب الحي الشعبي المدينة الجديدة بوهران قبل نحو ستين سنة، كما تناول جريمة تفجير سيارتين مفخختين بساحة الطحطاحة يوم 28 فيفري 1962 والمصادف ل 23 من شهر رمضان، في الوقت الذي كان الموقع مكتظًا بالمارة وهم يقتنون مستلزماتهم قبل موعد الإفطار تحضيرًا لعيد الفطر وراح ضحيتها العديد من الجزائريين. وتعتبر مسرحية "ما قبل النور" حسب مخرجها يحيي بن حمو أول عمل مسرحي يطرح موضوع هذه الجريمة البشعة، مضيفًا أنّ هذه الملحمة أبرزت دور الشخصيات التاريخية والدينية والثقافية التي ناضلت من أجل استقلال الجزائر والحفاظ على الهوية الوطنية للشعب الجزائري والذي حاول الاستعمار الفرنسي طمسها، وشارك في هذه المسرحية سبعة ممثلين، جسّد كل واحد منهم ثلاثة أدوار، علمًا أنّ الممثلين والتقنيين طلبة من قسم الفنون الدرامية بجامعة وهران 1 "أحمد بن بلة"، وعرفت المسرحية، توظيف ديكور متحرك عبارة عن مكعبات مستوحاة من الموروث الثقافي الجزائري، عبر 12 مشهدًا طرحت ملحمة الشعب الجزائري في كفاحه ضد الاستعمار الفرنسي وجرائم منظمة الجيش السري الفرنسية مع تخصيص مشهد يبرز مختلف المراحل التاريخية التي عرفتها الجزائر منذ الاستقلال لينتهي العرض برفع فوج من الكشافة الإسلامية الجزائرية العلم الوطني بساحة الطحطاحة، واستعان المخرج بالتراث اللامادي من خلال قصائد الشعر الملحون وموسيقى من الطابع الوهراني ممزوجة بالطابع العصري من توقيع محمد عماد الدين حمزاوي مع إقحام حركات كوريغرافية أيضًا. كما يتضمن برنامج المسرح الجهوي، عروضا مسرحية، على غرار مسرحية "نستناو فلحيط" للمخرج حليم زدّام وانتاج جمعيّة نوميديا الثقافيّة لبرج بوعريريج وتشخيص كل من أسامة شلاغة، صلاح الدّين خالدي، صلاح الدّين بن مهدي، عقبة بوعافية، عيسى فراطسة، فارس بن عبد الرّحمان، عماد الدّين عبد السّلام.، ومشاركة الأنفوغرافي يوسف بن حليمة، وتقنيّ الإضاءة شكري عمّاري، وتقنيّ الصّوت عبدون نجيب، أما أحداثها فتدور حول مجموعة من الشّبّان الذين يتّخذون من الجدار أو الحائط في شوارع المدينة، فضاء للتّعبير عن همّهم وتحقيق أحلامهم، وكمحطّة انتظار وحلم وأمل في الغد الأفضل، بالإضافة إلى مسرحية "الحارس" للمسرح الجهوي بسيدي بلعباس، و"العازب" لمسرح وهران الجهوي، و"كواليس" للجمعية الثقافية "الأمل"، و"صاحبي كيما خويا" لتعاونية ورشة الباهية و"خيش والخياشة" لجمعية قطار الحياة، و"واحد النهار في وهران" لفرقة "لي درو مادار". وينتظر تقديم أيضا مونولوج "عدة زين الهدة" لسمير بوعناني، و"وان مان شو" لمحمد خساني، كما سيحتضن مسرح وهران، خلال هذه السهرات الرمضانية، التي تتواصل إلى غاية 18 أفريل القادم، ليالي الفكاهة والضحك لجمعية "نجدة شباب الباهية"، من تنشيط كوكبة من نجوم الفكاهة. أما عن الأمسيات الغنائية، فسيكون الجمهور الوهراني على موعد مع مجموعة من الفنانين المشهورين في طبوع مختلفة، على غرار الوهراني والأندلسي والشعبي، فضلا عن مشاركة فرق في المديح والقناوي.