ما أجمل أن تعيش الباهية أحسن لياليها الصيفية والرمضانية في أجواء احتفالية متميزة وبأشكال متعددة ومستمدة من تنوع تراثها الفني والثقافي، حفلات هنا ومسرحيات هناك، (سكاتشات) وعروض للأطفال بالحدائق والساحات العمومية وقافلات فنية تجوب مختلف بلديات الولاية. وهران تعيش هذه الأيام حركية ثقافية ليلية لا نظير لها حيث تشهد دور الثقافة والشباب وقاعات مسارحها ومعهدها الجهوي للموسيقى فعاليات متنوعة، عروض مسرحية للكبار بالمسرح الجهوي عبد القادر علولة واخرى للصغار بالمعهد الجهوي أحمد وهبي للموسيقى وليالي الضحك بحديقة دار الثقافة بوسط المدينة. وأيام الإنشاد الديني بمسرح الهواء الطلق ومهرجان تامورانوي بمركز الإتفاقيات ومحاضرات وندوات حول الشهر الفضيل بديوان رئيس المجلس الشعبي البلدي بوهران وفضاءات اخرى خاصة تقوم بدورها بالمساهمة في تنشيط (ليالي الباهية) كمعهد الدراسات البشرية ومؤسسة بيليكس وغيرهما. - دار الثقافة زدور ابراهيم بلقاسم حضور دائم كما جرت عليه العادة فإن دار الثقافة زدور ابراهيم بلقاسم كانت في الموعد مع ليالي شهر رمضان وعملت على تنويع برامجها وتكييفها مع خصوصيات شهر العتق من النار، وجاءت الأسابيع الأولى بليالي السمر الطربي لم تكتف بحديقة مديرية الثقافة بل أقامت جسرا للتواصل مع سكان الباهية في البلديات النائية وخصصت قافلة فنية متكونة من عدد من المطربين والمنشطين والعازفين لاحياء السهرات الفنية في الساحات العمومية في كل من قديل وأرزيو وبوتليليس، والعنصر ومكنت شباب وعائلات تلك المناطق مع الترويح على النفس ونسيان الفراغ القاتل الذي يعيشونه ولو الى حين، وجاء الأسبوع الثالث ببرنامج آخر مغاير لسابقه والمتعلق (بمهرجان الفكاهة) حيث استضافت الحديقة المذكورة عدد من الفنانين الفكاهيين المعروفين على المستوى الوطني كزازا وفتيتة وبختة وحرودي، وعبد القادر، وميميش وتابعهم عدد كبير من العائلات والشباب المتعطش لفن الضحك الهادف ليكون ختام البرنامج الرمضاني بحفل ديني لجمعية الرحاب بفرقة «المودة» بدار المسنات بحي السلام، وآخر بمركز اعادة تأهيل الأحداث بڤديل مع فرقة آرت كوم بالإضافة الى إلقاءات شعرية مع «جمعية فن وابداع». * الديوان البلدي للثقافة والفنون زخم فني.. وتنوع جذاب ساهمت بلدية وهران من خلال ديوانها المحلي للثقافة والفنون بإثراء الساحة الثقافية خلال شهر رمضان من خلال تقديمها لبرنامج متنوع انطلق يوم 21 جويلية الماضي وأسدل الستار عنه ليلة أول أمس وشهد مسرح الهواء الطلق حسني شقرون إحياء حفلات فنية مع عدد من نجوم الأغنية الجزائرية كالشاب أنور وعباس وفرق الأطلس والعيساوة والقاسيمية من مستغانم وفرقة الباهية للمايسترو قويدر بركان وإستضاف نفس الركح ليلتي 31 جويلية والفاتح أوت نشاطا دينيا بالتنسيق مع جمعية جزائر الخير حيث حضر المنشد العالمي عماد راضي وشارك في ليالي الانشاد بالباهية برفقه عدد من الجمعيات الانشادية الفنية الجزائرية كالروابي والريحان والأمل. كما إحتضنت قاعة المغرب ليالي الطرب الأندلسي مع «فرقة جمعية النهضة» و«أهل الأندلس» وتمكن عشاق هذا النوع من الطرب من الإستمتاع بأغاني الفنان شاعو عبد القادر وكذلك الفنانة مريم بن علال والفنان حمدي بناني وتم تكريم المرحوم جمال بن مراح من قبل الثنائي زكي وليلى بن مراح وخصص المعهد الجهوي للتكوين الموسيقى لاقامة عروض مسرحية للأطفال طيلة شهر رمضان الفضيل وعرف ديوان رئيس البلدية لقاءات ليلية بعد صلاة التراويح تنظيم عدد من الندوات الفكرية والجلسات الدينية بحضور السلطات المحلية وعدد من المدعويين من الباحثين والمهتمين بالعمل الدعوي وخصص بهو مقر الديوان لعرض اللوحات الزيتية لعدد من الفنانين التشكيلين بالباهية. * المسرح الجهوي وتامورنوي: عروض متميزة.. وجمهور نوعي رغم حركيته المعروفة على مدار السنة إلا أن ما يعرفه ركح المسرح الجهوي عبد القادر علولة من تنوع في الأنشطة الليلية والإقبال المتواصل لجمهور ذوّاق للفن الرابع فاق كل التصورات وإكتشفنا من خلال هذه الفعاليات الثقافية بأن الباهية تزخر بعدد كبير من العائلات والأفراد من المهتمين بأم الفنون وبمتابعة آخر الأعمال في هدوء وإحترام وتنوعت العروض من مسرحيات الى (مونولڤات) وأحيانا الى عزف وغناء. ومكنت إدارة المسرح الجمهور الوهراني من الاطلاع على آخر أعمال المخرجين والممثلين من هواة ومحترفين وسطر لذات الغرض برنامجا ثريا. أما النشاط الأكبر والأكثر تأثيرا واحترافية فكان بدون شك مهرجان تامورنوي الذي أقيم في مركز الاتفاقيات محمد بن أحمد بالباهية والذي عرف نجاحا كبيرا لتنوع محاوره سمر ليلي فني محاضرات وندوات فكرية ورشات تكوينية للأطفال ومعارض للصور وللفنانين التشكيليين من داخل وخارج الوطن ليالي الباهية الرمضانية كانت لهذه السنة إستثناء وجاءت متنوعة ومتميزة وكل التقدير للقائمين على هذه النشاطات الثقافية وأملنا أن يستمر هذا الحراك الثقافي والفني حتى بعد شهر رمضان الكريم.