جدد وزير الخارجية، أحمد عطاف، إدانة الجزائر لتواصل الاقتتال بين الأشقاء في السودان وما أسفر عنه من حصيلة خسائر وصفها ب "المريعة". وفي كلمة ألقاها عطاف خلال الاجتماع الوزراي لحركة عدم الانحياز بالعاصمة الأذربيجانية باكو، قال إن الجزائر "تدعو إلى هبة دولية يشارك فيها أبرز الفاعلين الدوليين والإقليميين للدفع بآفاق الحل السلمي لهذه الأزمة وإخراج السودان من دوامة العنف والانقسام". كما أكد مواصلة الجزائر لمساعيها الهادفة لإعادة تفعيل مسار تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر، ومساندتها للمسار السياسي الذي ترعاه الأممالمتحدة في ليبيا تحضيراً لتنظيم انتخابات حرة ونزيهة تستجيب لتطلعات الشعب الليبي في بناء دولة ديمقراطية عصرية واحدة موحدة. أما فيما يتعلق بالأوضاع في المحيط الإقليمي للجزائر، قال عطاف: "تبقى قناعتنا راسخة أنه لا يمكن مواجهة التحديات متعددة الأبعاد التي ترمي بثقلها على منطقة الساحل الصحراوي دون تفعيل العلاقة الترابطية الوثيقة بين الأمن والتنمية. وهو ما تسعى بلادي للمساهمة في تجسيده، ولو بالقسط المتواضع، عبر عديد المشاريع التنموية التي تم إقرارها لفائدة عدد من الدول الإفريقية الشقيقة". وأضاف: "كما تواصل بلادي مساعيها الهادفة لإعادة تفعيل مسار تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر، ومساندتها للمسار السياسي الذي ترعاه الأممالمتحدة في ليبيا تحضيراً لتنظيم انتخابات حرة ونزيهة تستجيب لتطلعات الشعب الليبي في بناء دولة ديمقراطية عصرية واحدة موحدة". وتطرق وزير الخارجية الجزائري إلى الوساطة الجزائرية في ملف النزاع الأوكراني-الروسي، مشيرا أن "مبادرة الرئيس عبد المجيد تبون للوساطة بين روسيا وأوكرانيا جاءت كمساهمة جدية وفعلية في المساعي الحميدة الرامية لإنهاء هذه الأزمة عبر بلورة وترقية حل سلمي يضمن إعلاء مبادئ ومقاصد ميثاق الأممالمتحدة واحترام الشواغل الأمنية لطرفي النزاع اللذين تربطهما ببلدي أواصر صداقة تاريخية أصيلة". من جانب آخر، اعتبر الوزير أحمد عطاف أن "ما تشهده الساحة الدولية اليوم من تصدعات متسارعة وتوترات متزايدة وسط حالة من الاستقطاب الحاد، تشكل مصدر قلق كبير بالنسبة لنا بالنظر لتداعياتها العميقة على مختلف مناحي الحياة الدولية". وتابع قائلا: "فالعولمة السعيدة كما وصفت في تراجع، والترابطية لم تعد السمة الأولى للتعاون الدولي، ومنظومة الأمن الجماعي في تأزم مضطرد، وأطر الشراكات متعددة الأطراف قد انتابها انتعاش الأنانيات والتشكيك في الغير والانكماش على الذات، ومنظمة الأممالمتحدة لم يعد بإمكانها توفير الملجأ وضمان السند للمعوز والمغبون والمضطهد". وأوضح رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن عدم الانحياز بالنسبة للجزائر لا يعني التنصل من مسؤولياتها الدولية خوفا من ثقلها، أو تجنبا لدفع ثمن تحملها كاملة. وهو -عدم الانحياز- ما لا يمكن في أي حال من الأحوال أن يفسر على أنه إخلال بواجباتنا الدولية، انطلاقا من تقصير إرادي في الاضطلاع بها أو من باب التخوف من إملاءاتها. -يقول عطاف- كما شدد على أن "المسؤولية المنوطة بالحركة هي مسؤولية الإسهام في بناء منظومة علاقات دولية تشرك ولا تقصي، تطمئن ولا تقلق، تسد الحاجة ولا تحرم من سدها. ومعنى هذا، منظومة دولية يكون لبلداننا فيها صوت مسموع، وأمن مضمون، وسيادة مصانة، ومصالح محترمة". الوسوم