من نيروبي مرورًا بجاكرتا إلى نيودلهي ثم العودة لفترة وجيزة إلى نيويورك قبل التوجه إلى هافانا، جولة مكوكية للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش، يضع خلالها رسائل أممية على طاولة زعماء العالم. رحلة حول العالم، يبدأها الأمين العام للأمم المتحدة لحضور أربعة اجتماعات رئيسية قبل الاجتماع الأكبر على الإطلاق – التجمع السنوي لزعماء العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يبدأ في 18 سبتمبر الجاري. وحلّ الأمين العام أنطونيو غوتيريش أولاً بنيروبي السبت لحضور قمة المناخ الأفريقية في الفترة من 4 إلى 5 سبتمبر الجاري، ثم إلى جاكرتا لحضور قمة الأممالمتحدة مع رابطة دول جنوب شرق آسيا المكونة من 10 دول والمعروفة باسم آسيان في الفترة من 6 إلى 7 سبتمبر الجاري. ويسافر غوتيريش من هناك إلى نيودلهي لحضور قمة مجموعة العشرين التي تضم الاقتصادات العشرين الكبرى في العالم في الفترة من 8 إلى 10 سبتمبر ، ثم يعود لفترة وجيزة إلى نيويورك قبل أن يتوجه إلى هافانا لحضور قمة مجموعة ال 77 وهي تحالف يضم حوالي 134 دولة نامية وحكومة الصين، في الفترة من 14-15 سبتمبر الجاري, ومن المقرر أن يعود الأمين العام إلى نيويورك قبيل بدء الأسبوع الرفيع المستوى للجمعية العامة، حيث من المتوقع أن تهيمن الحرب في أوكرانيا على الاجتماع السنوي للعام الثاني. ومن المقرر أن يحضر عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات (ما يقرب من 150) اجتماع زعماء العالم هذا العام. وقال سفير ألبانيا لدى الأممالمتحدة، فريد خوجا، ورئيس مجلس الأمن الدولي لهذا الشهر، للصحفيين يوم الجمعة إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيحضر التجمع العالمي شخصيًا للمرة الأولى، ويتحدث في اجتماع للمجلس في سبتمبر/أيلول الجاري، بشأن دعم ميثاق الأممالمتحدة في أوكرانيا. ..مخاوف أممية ويبدأ الأسبوع رفيع المستوى بقمة لتحفيز العمل العالمي بشأن أهداف الأممالمتحدة الإنمائية المتأخرة بشدة لعام 2030 في 18 سبتمبر ، أي قبل يوم واحد من الافتتاح الرسمي للمناقشة العامة – وهو الاسم الرسمي للاجتماع السنوي لزعماء العالم. ويبدأ الاجتماع في 19 سبتمبر بتقرير غوتيريش السنوي عن حالة العالم، وفي حديثه مع الصحفيين يوم الخميس، قدم نظرة مسبقة على مخاوفه. وقال الأمين العام إن تعدد القمم "يعكس التعددية القطبية المتزايدة في عالمنا"، لكنه أكد أن وجود مراكز قوة مختلفة "لا يضمن السلام والأمن"، بل على العكس من ذلك، فإنه في غياب مؤسسات عالمية قوية "قد تكون التعددية القطبية عاملا لتصعيد التوترات الجيواستراتيجية، مع ما يترتب على ذلك من عواقب مأساوية". وقال غوتيريش، إنه سيوجه نفس الرسالة إلى كل الاجتماعات التي سيحضرها هذا الشهر: الإصلاحات ضرورية "لجعل مؤسساتنا وأطرنا المتعددة الأطراف التي عفا عليها الزمن تتماشى مع الحقائق الاقتصادية والسياسية لعالم اليوم، على أساس المساواة والتضامن". ..رسائل أممية وفي قمة المناخ الأفريقية، قال الأمين العام للأمم المتحدة إنه سيعالج "اثنين من أشكال الظلم الصارخة الناجمة عن أزمة المناخ"؛ أولاها أن البلدان الأفريقية لم تساهم بأي شيء تقريبا في ظاهرة الاحتباس الحراري "ومع ذلك فهي على الخطوط الأمامية للعواصف الشديدة وحالات الجفاف والفيضانات اليوم". أما المسألة الثانية، فتتمثل في: حين تتمتع أفريقيا بوفرة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية والمعادن المهمة، فإن حكوماتها تواجه مستويات عالية من الديون وأسعار الفائدة التي تعيق استثماراتها في الطاقة المتجددة، بحسب الأمين العام للأمم المتحدة، مضيفًا: "نحن بحاجة إلى جهود عالمية لوضع أفريقيا في طليعة ثورة الطاقة المتجددة". وفي قمة آسيان في جاكرتا، قال غوتيريش إنه سيعمل على الترويج للمنظمة باعتبارها أداة بناء الجسور بين الشرق والغرب بالإضافة إلى خطتها المكونة من خمس نقاط والجهود المبذولة لإشراك جميع الأطراف في صراع ميانمار الذي اندلعت شرارته في الأول من فبراير 2021. وفي قمة مجموعة العشرين في نيودلهي، قال الأمين العام إنه سيبلغ أكبر الدول المسببة للانبعاثات على كوكب الأرض أنه "مع تزايد الفوضى المناخية، فإن العالم يتطلع إليهم" لتسريع خفض انبعاثاتهم ودعم البلدان التي تدفع الآن ثمن عقود من الاعتماد على الوقود الأحفوري". وفي القمة الختامية لمجموعة ال77 في هافانا، قال غوتيريش إنه سيركز على إعادة أهداف الأممالمتحدة الإنمائية لعام 2030 إلى مسارها الصحيح، بما في ذلك إنهاء الفقر المدقع والجوع، وضمان حصول كل طفل على تعليم ثانوي جيد وتحقيق المساواة بين الجنسين. وبالنظر إلى الاجتماع السنوي لزعماء العالم في الأممالمتحدة، شدد غوتيريش على أنه سيؤكد على أهمية الدبلوماسية "لتجاوز التوترات في عالمنا الناشئ متعدد الأقطاب"، مضيفًا: "يظل الحوار هو السبيل الوحيد لإيجاد مناهج مشتركة وحلول مشتركة للتهديدات والتحديات العالمية التي نواجهها".