قدمت المطربة ليلى بورصالي بالجزائر العاصمة "وصال، مدخل إلى النوبة" وهو عرض للموسيقى الأندلسية والشعر يحتفي بالحب والسعادة في الالتقاء، أمام جمهور غفير. ويحتفي هذا العرض الذي أقيم بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي والذي يمثل أيضا العودة الفنية لهذه المؤسسة المخصصة للفنون المسرحية بالشعراء الكبار الذين رسموا بكلماتهم المنحوتة الحياة بأفراحها وأحزانها. ويتناول عرض "وصال، مدخل إلى النوبة" على مدار ساعتين من الزمن فرحة اللقاء وألم الفراق و قسوة الغياب ولحظات العزلة الطويلة والانتظار والأمل والبحث عن الخلاص الذي ينتهي إلى اللقاء " مع الآخر الذي يعيد للحياة الألوان المترفة ويسمح للطبيعة أن تستيقظ و تشرق من جديد". وقد عرفت ليلى بورصالي كيف تقدم عرضها سواء من حيث الإيقاع مع الأجواء الودية أو من حيث محتوى برنامجها الذي لم يكن خاليا من المفاجآت. وأظهرت المطربة عمق النصوص الشعرية التي ألقتها بالأغاني الأندلسية و الصوفية مجسدة في جمالية الأشكال المجازية والتلميحية وكذلك في تنويعات شكلية جميلة و إيقاعات مركبة. وقد استمتع الجمهور الحاضر بنوبة "رمل المايا" و"بتنا في هناء" و"حبي يزيد كل يوم" و"بالله يا حمام" و"يا عاشقين" و"لهبت شمس الاصيل" و"حرمتو بك نعاسي" و"عشية". وتكريما للموسيقار والشاعر ورئيس جمعية "سلام" للموسيقى الأندلسية بتلمسان، توفيق بن غبريط، الذي حضر الحفل، ظهرت ليلى بورصالي خلال الجزء الثاني من الحفل مع حوالي ثلاثين طفلا منشدا من جمعية "سلام" الذين أدوا معها مجموعة من المديح بدأتها بنوع سيكا. ومن جهته، أشاد توفيق بن غبريط بالمغنية ليلى بورصالي الذي شجعها على العودة إلى الغناء بعد عدة أشهر من وفاة زوجها سليم بورصالي عام 2013، من خلال المطربة الشابة زليخة بن سهلة التي غنت ببراعة "ليلى يا ليلى" وهي مقطوعة من ألفها و لحنها توفيق بن غبريط خصيصا للمطربة بورصالي التي كانت قد وافقت منذ فترة طويلة على أن تكون عرابة جمعية "سلام".