أسفرت زيارة وزيرة الثقافة والفنون مولوجي صورية لولايتي البيض والنعامة على إطلاق مشاريع ترميم وتأهيل معالم أثرية تاريخية هامة . خرجات مولوجي الميدانية التي قادتها يومي الاثنين وأمس الثلاثاء إلى الولايتين، استهلتها بزيارة قصر الأسعد، المعلم الأثري المسجل ضمن قائمة الجرد الإضافي للممتلكات الثقافية لولاية البيض، المتربع على مساحة 1512متر مربع، والذي يعتبر أحد أقدم روافد العلم والمعرفة لما له من دور محوري في حياة ساكنة المنطقة، بالإضافة إلى تمتعه بعديد الأدوار ذات البعد الاجتماعي والاقتصادي، كما طافت الوزيرة بأرجاء المسجد العتيق الذي يعد تحفة معمارية مميزة. ..إطلاق أشغال ترميم الزاوية التيجانية وخلوة سيدي أحمد التيجاني بعد الاستماع إلى عرض حول الدراسة المتعلقة بترميم الزاوية التيجانية، ومشروع الترميم الذي رفعت الوزارة عنه التجميد شهر مارس 2023، أشرفت مولوجي على عملية إطلاق أشغال الترميم بحضور شركة المقاولة، التي أسديت لها تعليمات بعدم تجاوز الآجال التعاقدية للإنجاز، مع احترام الخصوصية المعمارية والتراثية للبنايات المتواجدة في قلب القصر، كما كلفت الوزيرة مصالح مديرية الثقافة على مستوى ولاية البيض بمرافقة أشغال الترميم وإرسال تقارير دورية حول تقدم الأشغال بهذا المعلم الديني والروحي والثقافي والتاريخي الهام الذي يعود تاريخه إلى أزيد من أربعة قرون ويعد مزارا سنويا للزوار والسياح وموريدي الطريقة التيجانية من داخل وخارج الوطن. وقد رصد لهذه العملية غلاف مالي قدر ب221 مليون دج لترميم مجمع الزاوية التيجانية التي تضم خلوة الولي الصالح سيدي أحمد التيجاني والمصلى والمدرسة القرآنية والمنزل التابع للزاوية ومرافق أخرى، وذلك بغية الحفاظ على هذا المعلم فيما حددت آجال الأشغال ب24 شهرا، مبرزة ضرورة تثمين هذا المعلم الهام وترقية نشاطاته لما تشهده الزاوية التيجانية وخلوة سيدي أحمد التيجاني من استقطاب للوفود وموريدي الطريقة التيجانية من مختلف دول العالم، وعن إمكانية ترميم باقي أجزاء قصر بوسمغون مستقبلا، قالت مولوجي أن مرسوم تصنيف قصر بوسمغون ضمن التراث الوطني سيصدر قريبا، وهوما سيمكن من تسجيل مخطط دائم لحماية وتثمين هذا القصر العتيق، وللرفع من عدد المواقع التراثية والأثرية المصنفة عبر الوطن، طلبت الوزيرة من مدراء القطاع على المستوى المحلي إعداد وإرسال على الأقل خمسة ملفات عن كل ولاية من أجل البدء في اجراءات الدراسة والتصنيف.. ..حماية الممتلكات وترميمها لتجسيد رؤية اقتصادية وبالنعامة أشرفت وزيرة الثقافة والفنون بالمعلم الأثري لقلعة الشيخ بوعمامة ببلدية مغرار على وضع حيز الإستغلال للمجمع الثقافي لقلعة الشيخ بوعمامة الذي يضم متحف تاريخي ودار الضيافة ومحلات للأنشطة الحرفية والتقليدية ، معلنة عن تحويل تسيير متحف الشيخ بوعمامة إلى الديوان الوطني لتسيير الممتلكات الثقافية المحمية وإستغلالها والذي سيمكن من وضع مخطط لحماتيه وتهيئته تحت أشراف خبراء ومختصين في هذا المجال ، معتبرة في ذات الإطار أن إعداد دراسة المخطط الدائم لحفظ وإعادة الاعتبار لقصر مغرار يعد أولوية ملحة من أجل تثمين هذا المعلم نظرا لدرجة الضرر الكبير الذي تعرضت له معالمه بسبب عوامل الطبيعة وهجرة سكانه المحليين. وتضم قلعة الشيخ بوعمامة بقرية مغرار التحتاني مادة توثيقية هامة تخص وصايا الشيخ ومخطوطاته في مجال علوم الدين ومعارف الفقه والتفسير كما تؤرخ وثائق أرشيفية أخرى لمختلف المراحل التاريخية التي شهدتها المنطقة إبان فترة المقاومة الشعبية ضد المستعمر الفرنسي. وفي إطار زيارتها التفقدية إلى هذه الولاية، أبرزت الوزيرة أهمية حماية وترميم الممتلكات الثقافية من أجل استغلالها في ترقية السياحة الثقافية والنهوض بالتنمية المحلية ، موضحة بقصر صفيصيفة العتيق الذي صنف كقطاع محفوظ ، أن مساعي القطاع لحفظ الممتلكات الثقافية من مدن وقصور قديمة مصنفة "تراثا وطنيا" والعمل على تصنيف مواقع أخرى، يقابله سعي الوزارة لتجسيد رؤية اقتصادية في هذا الإتجاه، منطلقها بعث نشاطات استثمارية لجعل القطاعات المحفوظة التي يتوافد عليها عدد معتبر من الزوار كمساهم في ترقية السياحة الثقافية مع الاعتماد أساسا على احترام التشريعات المعمول بها لحماية التراث. وصنفت اللجنة الوطنية للممتلكات الثقافية التابعة لوزارة الثقافة والفنون مؤخرا الموقع الأثري لقصر صفيصيفة كقطاع محفوظ ضمن التراث الثقافي الوطني نظرا لأهميته المعمارية والأثرية والسياحية والتاريخية كما أنه يتوسط واحة للنخيل وتوجد محطات النقوش الصخرية بمحيطه ولا يزال رغم أنه شيد في القرن العاشر الميلادي آهلا بالسكان وبعض مرافقه مثل المسجد . ..توزيع 5000 كتاب على المؤسسات التربوية كانت مكتبة المطالعة العمومية "الشهيد بن يحيى بوعمامة" إحدى محطات مولوجي خلال زيارتها لولاية النعامة ، أين طافت بمختلف أرجاء المكتبة واستمعت إلى شروحات وعروض تخص مختلف النشاطات والخدمات التي تقدمها هذه المنشأة الثقافية، كما كانت هذه الزيارة مناسبة أشرفت فيها وزيرة الثقافة والفنون على عملية توزيع 5000 كتاب موجهة للمؤسسات التربوية بالمناطق الحدودية ومناطق الظل قصد تشجيع وترقية القراءة لدى الناشئة، كما كرمت عدد من الكتاب والشعراء المحليين، مؤدية عقب ذلك زيارة للإطمئنان على صحة عميد أغنية الديوان وتراث القناوة رحماني محمد بمسكنه بمدينة عين الصفراء . تدشين المسرح الجهوي أمحمد بن قطاف استغلت الوزيرة مولوجي زيارتها للنعامة لتدشين المسرح الجهوي " أمحمد بن قطاف " الذي يعتبر مكسبا ثقافيا هاما للمنطقة، ومتنفسا للجمهور العاشق للفن والمسرح، مؤكدة على ضرورة فتح هذا الفضاء الثقافي أمام المواهب الشابة والتعاونيات والجمعيات المسرحية وجعل النشاط الثقافي مكثف ودائم مع الفاعلين في مختلف المجالات الثقافية واستضافة المسرحيات المنجزة من طرف المسارح الجهوية والمسرح الوطني، وفي آخر محطة من الزيارة انتقلت الوزيرة لبلدية المشرية، حيث قامت بزيارة تفقدية لمشروع انجاز المركز الثقافي " بن ناسي لحبيب" والذي بلغت نسبة الاشغال به 97% والإعلان عن تسجيل غلاف مالي في قانون المالية لسنة 2024، لإتمام التهيئة الخارجية واقتناء التجهيزات الضرورية لوضع هذا المرفق الثقافي الهام حيز الخدمة خلال السداسي الأول من سنة 2024.