ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن 14 فلسطينياً على الأقل استشهدوا في غارة جوية إسرائيلية على غزة، السبت. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) بأن الغارة أصابت وحدة سكنية في حي التفاح شرق مدينة غزة. وذكرت الوكالة أن اثنين آخرين استشهدا في قصف إسرائيلي على مدينة غزة وجباليا في الشمال، وثلاثة في المواصي بالجنوب. وأفادت وكالة «أسوشييتد برس» السبت، بأن الغارات الجوية في مدينة غزة أصابت منزلاً يسكنه 11 شخصاً، بينهم 3 نساء و4 أطفال، وأصابت ضربة أخرى خيمة في خان يونس يسكنها فلسطينيون نزحوا بسبب الحرب، وفقاً لما ذكره الدفاع المدني في غزة السبت. وجاءت هذه الغارات في أعقاب غارات جوية في وقت سابق من هذا الأسبوع، أصابت مخيماً للخيام يوم الثلاثاء، ومدرسة تابعة للأمم المتحدة تؤوي النازحين يوم الأربعاء. وتسببت الحرب في دمار واسع النطاق، وشردت نحو 90 في المائة من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، غالباً عدة مرات، وأغرقت المنطقة في أزمة إنسانية حادة. وتقول وزارة الصحة في غزة، إن أكثر من 41 ألف فلسطيني استشهدوا منذ بدء الحرب. ويشكل النساء والأطفال أكثر من نصف الشهداء. وتقول إسرائيل إنها قتلت أكثر من 17 ألف مقاتل في الحرب. إلى ذلك، أعلن رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا الجمعة أن بلاده مصممة على متابعة قضية "الإبادة الجماعية" ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، مشيرا إلى أنه سيتم تقديم المزيد من الأدلة الشهر المقبل. ورفعت جنوب افريقيا القضية في ديسمبر الماضي مؤكدة أن الهجوم الذي شنته إسرائيل على غزة ردا على هجوم حماس الدامي في 7 أكتوبر، ينتهك اتفاقية عام 1948 في الأممالمتحدة بشأن منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها. ونفت إسرائيل بشدة هذا الاتهام. وقال رامابوزا للصحافيين عندما سئل عن القضية "نحن عنيدون"، مؤكدا تصميمه "على المضي قدما في قضيتنا". ومن المقرر أن تقدم جنوب إفريقيا بيانا بالحقائق والأدلة إلى محكمة الأممالمتحدة الشهر المقبل لدعم قضيتها. وأضاف الرئيس أن الاستعدادات جارية لتقديمه "وهو مجلد ضخم من مئات ومئات الصفحات". وتابع "نواصل القول إن الإبادة الجماعية يجب أن تتوقف ويجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار، وبشكل مماثل، يجب أن يكون هناك إعادة للرهائن". وانضمت إلى جنوب أفريقيا في الدعوى دول عدة بينها كولومبيا وليبيا والمكسيك وإسبانيا وتركيا. ..قائد سابق بالجيش الإسرائيلي: علينا الخروج من غزة في أسرع وقت قال قائد عسكري سابق بالجيش الإسرائيلي إن بلاده عالقة في قطاع غزة وتنزف هناك، داعيا إياها "للخروج منه في أسرع وقت ممكن". جاء ذلك في مقال للرئيس السابق لشعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي اللواء يسرائيل زيف، نشره السبت، على موقع القناة (12) العبرية الخاصة. واعتبر زيف، وهو أيضا قائد سابق ل "فرقة غزة" بالجيش الإسرائيلي، أن الحرب على غزة "أصبحت في حد ذاتها الهدف الذي يشكل مصدر استقرار لنتنياهو وحكومته". ويرى إسرائيليون أن نتنياهو يريد إطالة أمد الحرب من أجل الحفاظ على بقائه السياسي، وتعطيل محاكمته في تهم تتعلق بالفساد منذ 2019، ويمكن أن تزج به في السجن، فضلا عن اتهامات تطاله بالإخفاق في منع عملية 7 أكتوبر، واتهامات على المستوى الدولي بارتكاب جرائم إبادة بحق الفلسطينيين بغزة. وقال زيف: "في الشهر الثاني عشر من أطول حرب وأكثرها إنهاكا في تاريخنا، تجد دولة إسرائيل نفسها عالقة في دوامة أمنية، حيث تتوالى الأحداث وتتبعها ردود الفعل بلا نهاية في جميع الساحات المحيطة بنا". وأضاف: "من الناحية الأمنية، فإن وضعنا ليس فقط لا يتحسن، بل يزداد تعقيدا، ومن ناحية أخرى لا يوجد أفق يشير إلى نهاية الحرب أو حتى اتجاه لحل الوضع". وشدد "زيف" على أن إسرائيل في غزة "عالقة وتنزف". وأشار إلى أن الحرب التي "كان من الممكن أن تنتهي قبل نصف عام عندما "باع" نتنياهو للجمهور شعار "نحن على بعد خطوة من النصر"، قد بدت بلا نهاية. ومضى بقوله: "الجهد الرئيسي الذي يبذله الجيش الإسرائيلي اليوم هو كبح انتعاش حماس، التي تواصل السيطرة على القطاع".