أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، الدكتور حمزة حسام، أن "طوفان الأقصى" أعاد إحياء القضية الفلسطينية كقضية تحرر أولى، مشدداً على أن الجهد الجزائري لم ولن يتوقف عن دعم القضية الفلسطينية ونصرتها. وعشية حلول الذكرى ال36 لإعلان قيام الدولة الفلسطينية من الجزائر في 15 نوفمبر 1988، أشار الأستاذ حمزة حسام إلى أن الجهد الجزائري لا يقتصر فقط على الدفاع عن حقوق الفلسطينيين وشرعية مقاومتهم، بل يركز أيضاً على فضح جرائم الكيان الصهيوني والعمل على عدم إفلاته من العقاب.
وأضاف المحلل السياسي أن الجزائر لعبت دوراً ريادياً في القمة العربية التي انعقدت على أرضها، حيث سعت لإعادة القضية الفلسطينية إلى صلب العمل العربي المشترك. وهي اليوم، ومن موقعها كعضو غير دائم في مجلس الأمن، لا تفوت أي فرصة لحشد الدعم للقضية الفلسطينية ونصرتها. إلا أن العائق الأساسي، بحسب نظرة الدكتور حمزة، يكمن في القوى التي تدعم الكيان الصهيوني، والتي باتت تشكل طرفاً مباشراً في هذه الحرب.
وأشار حمزة حسام إلى المكاسب التي تحققت بعد إعلان دولة فلسطين، مثل الاعترافات الدولية والدبلوماسية، ووجودها في وكالات الأممالمتحدة، وصولاً إلى تصويت 143 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لدعم طلب فلسطين الحصول على العضوية الكاملة في المنظمة الأممية. كما نبّه إلى المنحى الجديد الذي اتخذته القضية الفلسطينية بعد "طوفان الأقصى"، والذي ساهم بشكل كبير في تغيير مواقف بعض الدول الأوروبية التي كانت تصطف مع الكيان الصهيوني، وأخرى كانت تتردد في التعبير عن مواقف مؤيدة للفلسطينيين، داعياً إلى مواصلة النضال لحشد المزيد من الدعم والتأييد للقضية العادلة.
وأوضح ضيف القناة الأولى أن "طوفان الأقصى" أعاد إحياء القضية الفلسطينية كقضية تحرر، وهو مطلب كاد أن يُهمل على المستوى الإقليمي، حيث كان الحديث يدور حول التطبيع دون تحقيق السلام. وأكد أن اتجاهاً في الفضاء الإقليمي العربي كان يقبل بوجود الكيان الصهيوني دون إحراز أي تقدم في القضية الفلسطينية. واختتم الدكتور حمزة حسام حديثه بأن "طوفان الأقصى" كسر هذا الاتجاه، وأعاد طرح القضية الفلسطينية كقضية تحرر أولى على أجندة المنظمات الدولية، في وقت كان فيه الكيان الصهيوني يسعى لطمس القضية وشطبها من التاريخ من خلال حصار غزة، وقمع الفلسطينيين، ونهب أراضيهم بشكل متسارع.