تباينت ردود فعل التشكيلات السياسية التي أعقبت إعلان النتائج النهائية لاقتراع تجديد المجالس الشعبية البلدية والولائية. وتوالت البيانات الصحفية من مقرات الأحزاب التي أجمعت رغم تباين رؤاها ومصالحها على كون هذه الانتخابات خطوة أخرى في طريق إرساء الممارسة الديمقراطية في الجزائر. ..بن عبد السلام يشكك في نزاهة وشفافية الانتخابات ويرى الأمين العام لحزب جبهة الجزائرالجديدة "أن ما حدث يوم 29 نوفمبر 2012 هو "مهزلة" انتخابية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، قائلا "لم تتخلى حليمة على عادتها القديمة" ، وأن هذه النتائج أساءت إلى صورة الجزائر وإلى القضاء وإلى الإدارة بما أقدم عليه من أمر ب"التزوير". ويعتقد بن عبد السلام ، أمس، خلال ندوة صحفية نشطها بمقر الحزب "أن نتائج المحليات المعلن عنها من طرف وزير الداخلية تؤكد مرة أخرى غياب الشفافية والنزاهة مشيرا إلى أن المحليات "زورت بشكل مفضوح". وتحدث بن عبد السلام "عن تسجيل العديد من التجاوزات خلال العملية الانتخابية والذي قال أنها تؤدي إلى مؤشرات خطيرة وأعطى مثالا على ذلك لما حدث بولاية البويرة في أحد مراكز التصويت أين تم تجميد مكاتب المجالس الشعبية الولائية إلى غاية الساعة الواحدة وكذا قائم حزب الافافاس بالولاية البرج وضعوها بولاية البويرة، واعتبر بن عبد السلام "أن هذا تزويرا في حد ذاته بقوله أن البصمة يمكن تنسخ لثلاث صفحات أخرى، واعتبر "أن تصويت الجيش الوطني بالطريقة المباشرة و الوكالة يعتبر تزويرا لصالح حزب معين لان الجيش وطني شعبي وليس حزبي –حسبه- متهما في ذلك السلطة باعتبارها هي التي قامت بتحزيبه لصالح حزب جبهة التحرير الوطني". ...بلخادم : نطمح إلى ترؤس حوالي 1000 مجلس بلدي بعد تشكيل تحالفات وأعلن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم أن حزبه قد حقق "نتائج جيدة" خلال الانتخابات المحلية وأنه يطمح الى ترؤس حوالي ألف مجلس بلدي بعد تشكيل تحالفات مع أحزاب أخرى. وأوضح بلخادم أن حزبه احتل المراتب الأولى بعد حصوله على أكبر عدد من أصوات الناخبين والمقاعد في المجالس الشعبية البلدية والولائية، مشيرا الى أنه قد حقق ما كان يصبو إليه من قبل. وبشأن الاحزاب التي سيشكل معها تحالفات قال بلخادم أن المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير سيعقد اجتماعا لدراسة هذه القضية وأنه في حال الموافقة عليها سيمنح "حرية المبادرة لمنتخبيه في المجالس الشعبية البلدية" في حين "سيتحالف مع التجمع الوطني الديمقراطي وجبهة القوى الاشتراكية وأحزاب معروفة في المجالس الولائية". .."الأرندي" يعرب عن ارتياحه للنتائج التي حققها في الإنتخابات المحلية أعلن التجمع الوطني الديمقراطي عن ارتياحه للنتائج التي حققها خلال الإنتخابات المحلية والتي أحرز فيها تقدما بأكثر من 400 بلدية حاز فيها على الرتبة الأولى خلال هذا الاستحقاق مقارنة بسنة 2007 التي تحصل فيها على مجموع 388 بلدية . وكشف التجمع الوطني الديمقراطي في بيان له "أنه فضلا عن هذه النتائج فانه يتواجد في وضعية التساوي مع تشكيلات سياسية أخرى على مستوى ما يقارب 100 بلدية إضافة إلى النتائج المحترمة التي حققها على مستوى المجالس الشعبية الولائية"، وأضاف التجمع "أن قيادة الحزب ستكلف هيئاته المحلية بالحرص على تقديم كل طعن تراه مؤسسا وكذا عقد التحالفات التي من شأنها تعزيز النتائج التي تحصل عليها الحزب في هذا الإستحقاق في ظل احترام مبادئه الأساسية "، وثمن الارندي الجهود التي بذلها مرشحوه ومناضلوه عامة كما حيا إخلاصهم ووفاءهم وتمسكهم بمبادئ الحزب رغم الظروف التي ميزتها بعض الصعوبات والعراقيل"، متعهدا منتخبيه في المجالس البلدية التي سيترأسها على الوفاء بتعهداتهم تجاه المواطن". .. الارسيدي "الابقاء على الأمل" صرح رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية محسن بلعباس أن هدف الحزب من خلال مشاركته الانتخابات الأخيرة كان "الابقاء على الأمل" و أن "النضال من أجل الديمقراطية السياسية والاجتماعية متواصل. وفي مداخلة له خلال ندوة صحفية عقدها غداة إجراء الانتخابات المحلية أكد بلعباس أن التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية ورغم "استهدافه وتعرضه للاعتداء و تشويه صورته يتشرف بحماية مواقفه على وجه الخصوص بفضل التفاني البطولي لمناضليه الذين نشطوا حملة جوارية دائمة . و يرى بلعباس أن "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية أبقى على هامته" وأنه "فقط بديل يمكنه إنقاذ البلد لأنه مبني على معايير واضحة ومنسجمة. حركة النهضة: الجزائر فوتت مرة أخرى التغيير السلمي أعلنت النهضة رفضها "وبشكل نهائي الزج بالأسلاك النظامية في العملية الانتخابية لتغليب كفة طرف على طرف آخر، ورسم معالم خارطة سياسية بعيدا عن الإرادة الشعبية" وقالت حركة النهضة عقب اجتماع المكتب الوطني أمس،أن السلطة في الجزائر "فوتت مرة أخرى وبصفة متعمدة فرصة ثمينة لتحقيق التغيير السلمي، من خلال صناديق الاقتراع في انتخابات 29 نوفمبر 2012 المحلية". وقالت الحركة في بيان لها امس، أن ما حدث من "تزوير" يكرس مرة أخرى الإرادة في بقاء الواقع على ما هو عليه وعدم الاستجابة لطموحات المواطنين في تجسيد دولة الحق والقانون، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة تكون الكلمة فيها للشعب وحده دون غيره. ودعت الحركة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة بناء الثقة في العملية الانتخابية مستقبلا". وعبرت عن إدانتها "طريقة التعاطي الإعلامي للسلطة مع نتائج الانتخابات ومحاولة تسويقها على أساس أنها واقع حقيقي يعكس كل طرف ووزنه في الساحة السياسية، وتؤكد بالمناسبة أن عدد الفائزين بمقاعد انتخابية باسم التكتل يتجاوز 1400 منتخب مما يرتب التكتل كثالث قوة سياسية في البلاد بالرغم من التزوير والتلاعب بنتائج التصويت، ورغم الدخول السياسي والانتقائي". كما أعلنت تمسكها بضرورة تصحيح مسار الإصلاحات المزعومة وتحقيق التغيير الفعلي بتبني دستور توافقي يحقق الفصل بين السلطات وتوازن الصلاحيات، وإعادة الكلمة للشعب من خلال قانون انتخابات جديد يبعد هيمنة الإدارة على ال عملية الانتخابية". وأكدت "أن السلطة تعاملت سلبيا مع مختلف التوصيات والتقارير التي تلت تشريعيات 10 ماي الفارط، لاسيما تقرير اللجنة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات، وأن السلطة باستثناء بعض الاجراءات الشكلية التي اتخذتها لمعالجة الاختلالات خلال هذه المحليات لم تأخذ بعين الاعتبار التوصيات مما يؤكد الاصرار على تنظيم انتخابات بعيدا عن إرادة الشعب وشفافية الصندوق. موضحة أن نسبة المشاركة الضعيفة بالرغم من التضخيم الواضح، ونسبة الأوراق الملغاة تعتبر رسالة قوية من الشعب للقائمين على الأمر وتؤكد جو عدم الثقة بين الحاكم والمحكوم والميل الغالب نحو الاستقالة من الحياة السياسية لشرائح واسعة من المجتمع، وهو ما يهدد بانهيار أركان الدولة والمجتمع على حد سواء، وهو ما يوجب على السلطة أخذ الدرس والسهر على تجسيد الإرادة الشعبية تجنبا لأي اهتزاز من شأنه المساس بحاضر الجزائر ومستقبلها.