قال عبد الرحمان عرعار، رئيس شبكة ندى للدفاع عن حقوق الطفل، أنه يوجد في الجزائر 13 مليون طفل أقل من 18 سنة وهناك مجموعة تعاني في صمت نتيجة تصرف الأولياء اللاعقلاني والممارسات اليومية. دعا عبد الرحمان عرعار رئيس شبكة "ندى" للدفاع عن حقوق الأطفال، أمس، والعضو في اللجنة الوزارية المشتركة التي نصبت مؤخرا في تصريح للإذاعة الوطنية، إلى ضرورة تعميم مشاركة شريحة الأطفال المقدر عددهم ب13 مليون طفل بالجزائر واستشارتهم في جميع الميادين، سيما المتعلقة بهم، بدء من المدرسة، الفضاء العمومي وحتى المستوى السياسي وصنع القرار، وذلك بالنظر الى أنهم يمثلون ثلث الشعب الجزائري. وأكد رئيس شبكة "ندى"، أنه قد تم تقديم 50 مقترحا خلال اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة مع وزارة الداخلية، كما تم ضبط مخطط استعجالي لحماية الطفولة، والذي أكد المتحدث بأن نتائجه بدأت تتجسد على أرض الواقع، واضاف أن الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل، قد قطعت شوطا كبيرا فيما يتعلق بقانون حماية الطفولة والموضوع حاليا على مستوى وزارة العدل ومن ثمّ إلى نواب البرلمان للمصادقة عليه، وأوضح ان مشروع القانون الجديد تميز بدقة وصرامة أكبر في التعامل مع مختلف المخاطر التي يتعرض لها الطفل، على غرار التشرد التسّول والانتهاكات الجنسية، وكذا قضية العنف ضد الأطفال من طرف الأهل في حالات طلاق الأبوين، بالنظر للعدد الكبير لهاته الحالات التي تتلقاها الشبكة، موضحا في هذا الشأن أن المجتمع افتقد للآليات التقليدية التي كانت سائدة قديما، مثل تدخل الأهل والأقارب ولا توجد الأن حتى الوساطة للأطفال، والتي قال بشأنها أنها ستدرج ضمن القانون المتعلق بحماية الطفل مستقبلا. وفي سياق الأزمات التي يعيشها الأطفال بالجزائر، تحدث عرعار عشية احتفالهم بعيدهم العالمي عن ظاهرة استغلال الأطفال والعمل بهم، مشيرا الى أن الأطفال حاليا يبيعون الخبز والسجائر على حافة الطرق السريعة، رغم الأخطار التي قد تنجر عن هاته المهمة التي كلفوا بها إجبارا، مؤكدا أن هذا يأتي في الوقت الذي تمنع فيه القوانين منعا باتا مثل هذا الاستغلال العلني، مرجعا في الوقت ذاته استفحال الظاهرة الخطيرة الأبعاد إلى انعدام آليات العمل بهاته القوانين، مطالبا السلطات بالمناسبة بفتح المجال أمام الجمعيات والتي من شأنها الأخذ على عاتقها مهمة التكفل بهاته الفئة المستغلة. ودعا المتحدث هيئات الدولة للعمل على تحسين يوميات الأطفال من خلال وضع آليات واستراتيجيات، بدء من البلدية، متسائلا لماذا لا تخصص هذه الأخيرة مصلحة خاصة، تعنى بشؤون الأطفال، مضيفا أنه حتى مصلحة الشؤون الاجتماعية وقد تم إزالتها مؤخرا من مصالح البلديات، وتأسف عرعار على عدم الاهتمام والاكتراث بالأطفال إلا في المناسبات المتعلقة بهم، مطالبا المجتمع المدني ببناء قدراته بنفسه من أجل أحداث البدائل، ووجه رسالة إلى الجمعيات للاعتماد على نفسها وعدم انتظار المساعدات من جهات أخرى لكن في الايطار الذي يضمنه القانون لها.