شجب المطرب الفرنسي-الجزائري رشيد طه المقاطعة الإعلامية التي خصت ألبومه الجديد "زوم" في فرنسا، معتبرا أن استقبال عمله الفني يعكس "تطور البلد نحو العنصرية". وبعد أن أعرب عن ارتياحه لاستقبال ألبومه الأخير من طرف الصحافة "دون مشاكل" أكد الفنان في حديث للأسبوعية الفرنسية "بوليتيس" انه "مضطر مرة أخرى ليسجل أن اللغة العربية لا تمر في فرنسا". في أحدث أسطواناته "زوم"، يقدم طه مجموعة من الأغنيات القديمة المنتمية إلى لوني الشعبي والراي، ويمزج بين الأنغام العربية والأرجنتينية ببراعة فائقة، ما يبرهن على أن العولمة في الموسيقى ممكنة ومحبذة، إذا كانت من صنع فنان موهوب. وتأسف قائلا "ما من إذاعة أخرى سوى 'راديو فرانس' تريد بث الألبوم". البعض يقولون انه يحمل الكثير من الروك والبعض الأخر يقول انه يحمل الكثير من الرأي، ولكن أنا اعرف جيدا لماذا لا تريد بثه ..." مشيرا إلى انه في الخارج "خارج فرنسا" لا "ينظر إليه كعربي وإنما كفنان". وأراد الفنان المهاجر أن يكرم في ألبومه "زوم" أم كلثوم، فسجل على طريقته بعض أغنياتها أو مقاطع منها، وفي إحدى وصلاته الغنائية في باريس، قدّم بعض هذه المقطوعات، ولكنه حافظ على صوت كوكب الشرق، فأعجب هذا الابتكار الموسيقي الجمهور، وصفق له طويلاً، خصوصاً الجاليات العربية التي كانت حاضرة. وأضاف صاحب باربيس (نجاح كبير سنة 1991) انه عندما تكشف منظمة العفو الدولية عنصرية فرنسا فهو يرى أنها "حقيقة يومية". وأوضح يقول "أجد دوما صعوبات كبيرة في الدخول إلى البعض الأماكن. منذ الفترة التي كان يمنع فيها أصحاب البشرة السمراء الدخول إلى الأماكن الفخمة لم يتغير شيء". وفي "زوم"، يقدم طه أيضا أغنيات باللغة الفرنسية، تحية إلى البلد الذي يؤويه، وإن كان قد عرف فيه سابقا، أي قبل أن يشتهر، المشاكل ذاتها التي تعترض العدد الأكبر من المغتربين، خصوصا القادمين من المغرب العربي. وبغير العربية والفرنسية، يغني طه بالإنكليزية تكريما لعمالقة من طراز إلفيس بريسلي وكورت كوبين وجون لينون ودانيال دارك، وكلهم رحلوا في سن مبكرة تاركين نخبة من الأعمال الموسيقية الأصيلة التي أدخلتهم التاريخ. وسجل الفنان الذي اشتهر بأغنية دحمان الحراشي "يا الرايح" التي أعطاها تلحين هارد روك أن العنصرية تفاقمت في فرنسا وأضحت تظهر بشكل "مختلف". وقال في هذا الصدد "رغم أنني لا أشاهد في التلفزيون إلا الأفلام يصادفني مع ذلك في وقت أو في أخر لو بان 'رئيسة الجبهة الوطنية' وذلك يعني أن خطابه وجد مكانا له". وبعد أن تأسف لكون الفكر اليوم في فرنسا صار "يميني" حمل الحزب الاشتراكي (الحاكم) "المسؤولية الكبيرة" لتصاعد كره الأجانب والعنصرية في فرنسا. وذكر المغني بهذا الصدد رفض حق التصويت للأجانب. وكان الرئيس فرنسوا هولاند خلال ندوة صحفية سداسية يوم 16 ماي قد أجل تصويت الأجانب غير الأوروبيين إلى ما بعد الانتخابات البلدية 2014.