قررت النقابة الوطنية المستقلة لعمال البريد استئناف العمل اليوم الخميس ومنحت الإدارة الوصية مهلة أقصاها شهران لمعالجة وتنفيذ جميع مكتسبات إضراب جانفي 2013 مهددة بالعودة إلى الاحتجاج من جديد في أواخر شهر أكتوبر القادم إذا أي بعد عيد الأضحى مباشرة لم تلبى مطالبهم وذلك بعد اجتماع طارئ عقدته النقابة مساء أمس بالجزائر العاصمة. عاش الجزائريون سيما زبائن بريد الجزائر 7 أيام سوداء جراء إضراب عمال البريد حيث اضطر مئات الآلاف إلى الانتظار في طوابير لا متناهية لساعات من اجل سحب اموالهم، مستنكرين غياب الحد الأدنى للخدمات وفق ما تنص عليه قواعد الإضراب في وقت لم تعترف الإدارة بالإحتجاج ووصفته ب"غير شرعي". وقدّر أحد العمال المشاركين في الإضراب –فضّل عدم ذكر أسمه- "أن الخسائر الناجمة عن الإضراب خلال الستة أيام الماضية قدرت بأكثر من 180 مليار سنتيم، شاركت فيه 36 ولاية وبلغت نسبة الاستجابة 95 بالمائة". على حدّ قوله كما طالبت عاملة بالبريد الوصاية بإعادة النظر في المطالب المرفوعة، والتخلي عن سياسة الصمت والوعود الكاذبة، وقالت : "رانا كرهنا من الكذب وسوء تسيير القطاع". واعتذرت السيدة المشاركة في الإضراب عن الضرر الذي سببوه لزبائنهم وصرحت قائلة "باسم عمال البريد نعتذز للمواطنين والمتقاعدين لهذا الإضراب. وقبل هذا، وجه المدير العام للبريد، محند العيد محلول، مراسلة إلى المديريات الولائية، اعتبر فيها أن إضراب عمال البريد غير شرعي ويتنافي مع القانون، مهددا باتخاذ إجراءات صارمة في حق هؤلاء العمال، وطالبهم في الوقف الفوري له، بينما رفضت النقابة الوطنية المستقلة لعمال البريد ما أسمته تهديد الإدارة للعمال، ودعت النقابة رئيس الجمهورية التدخل إلى تنحية المدير العام محند محمد العيد الذي قالت في شأنه "انه ينتهج سياسة عدوانية اتجاه عماله ويدفع بهم نحو العنف". وطالب عمال البريد وزير القطاع، موسى بن حمادي إصدار بيان عاجلا يأمر فيه بإيقاف جميع المتابعات والعقوبات التي لها علاقة مباشرة مع الإضراب الأخير، وإلغاء أعمال المدير العام محلول فيما يتعلق بحساب الأثر الرجعي 2008 الذي أرسله الثلاثاء "كونه خاطئا ولم يتم احتساب مختلف المنح والعلاوات"، مع إنشاء لجنة تابع له لاحتساب الأثر الرجعي من جديد وإيفاد كل عمل بمبلغ مستحقاته. كما طالبت بتعبئة كل الوسائل لتسريع تنفيذها وجعل كل الاحتياجات الخاصة بها للتوضيح حول هذا الموضوع، في وقت قد تم التحضير لها وتقديم الحسابات للعملية، والجدير بالذكر أن المستفيدين من منح 2008 هم العمال الذين كانوا يشتغلون منذ الأول جانفي 2008 إلى غاية 30 جوان 2011. المواطنون الذين تحوّلوا الى كبش فداء في الصراع الدائر بين الادارة والنقابة استنكروا اضراب العمال البريد، حيث عبروا عن استيائهم من سوء التسيير والخدمة ونقص الأموال والاكتظاظ داخل مراكز البريد، مطالبين بوضع حد للمعاناة التي تتكرر بمجرد نشوب خلاف بين الطرفين.