بدأت مظاهر الدخول الاجتماعي الذي يصادف مطلع الشهر المقبل، والذي لم يعد يفصلنا عنه سوى 12 يوما، تغزو مختلف الأماكن لا سيما الأسواق منها، وهذا منذ اقتراب نهاية العطلة الصيفية، حيث عادت إلى الواجهة مختلف السلع والبضائع المتعلقة بالدخول المدرسي، من محافظ وأدوات مدرسية، على تنوعها، وكذا المآزر، مشكلة بذلك السلع الأكثر طلبا في السوق، كما أن المواطنين بدأوا بمساومة ما يعرض، لاستطلاع الأسعار، ومن ثمة تحديد ما يتطلبه هذا الدخول المدرسي من ميزانية. ..المكتبات في أتم الاستعداد وتعد هذه الفترة من أخصب الفترات بالنسبة للمكتبات، فعلى مدار السنة كاملة، لا تصل ذروة اقتناء المستلزمات المدرسية ما تعرفه خلال الفترة التي تسبق الدخول المدرسي، لذلك يحرص العاملون في هذا المجال، على استغلال هذه الفترة قدر الإمكان، من خلال توفير واقتناء السلع المدرسية على اختلاف أنواعها، وأشكالها، وتكفي جولة خفيفة في أحد الأسواق للوقوف على حجم الاستعدادات التي تقوم بها المكتبات، تأهبا للدخول الاجتماعي، فالمخازن ممتلئة، والواجهات مرتبة أفضل ترتيب، تزينها ألوان ورسومات الحقائب المدرسية، والدفاتر والكراريس التي تتعدد هي الأخرى أشكالها وألوانها. أما عن الأسعار، فقد ضبط أغلب أصحاب المكتبات، أسعار سلعهم وبضائعهم، لكن ما لمسناه من خلال جولتنا الاستطلاعية، هو تفاوت الأسعار من محل لآخر، ومن تاجر لآخر، فهناك من أكد لنا أن أسعار الأدوات المدرسية في مكتبته، خلال هذه الفترة لا تختلف إطلاقا عما كانت عليه خلال سائر الأيام، وأن الفروقات البسيطة في الأسعار تتعلق بنوعية السلع، فكلما كانت جودتها أكبر كلما زاد سعرها، أما فيما يتعلق بفترة ذروة الشراء، فهي لا تؤثر بالنسبة له على الأسعار، في حين اعتبر آخرون أنه من الطبيعي أن ترتفع أسعار الأدوات المدرسية قبيل الدخول المدرسي، نظرا لأن هذا النشاط موسمي، يتزايد الإقبال عليه، خلال فترة واحدة من السنة. .. إعلانات وتخفيضات بالمناسبة وفي هذا الصدد بادرت العديد من المؤسسات والشركات المختصة في تصنيع، أو استيراد هذا النوع من السلع، الخاصة بالأدوات المدرسية، ومستلزمات الدخول المدرسي، إلى طرح إعلاناتها في الأسواق للتعريف بجديد منتجاتها، وما توفره من بضائع متنوعة، وهذا عن طريق القنوات التلفزيونية، اللافتات الإشهارية، والمطويات، بالإضافة إلى توضيح نسب التخفيضات، وكذا الهدايا التي تقدم من الشركة لمن يقتني عدد كبير من السلع، وغيرها من الحملات الإشهارية التسويقية، التي تسعى لتوجيه الزبون من سلع، ومن ماركات معينة لأخرى. .. طاولات بيع الأدوات المدرسية تنصب في الأسواق ومن جهتهم يستغل الباعة الفوضويون مثل هذه الفترة التي تنتعش فيها تجارة الأدوات والتجهيزات المدرسية، للعمل في هذا المجال، حيث بدأت الأسواق تعرف انتشارا للطاولات التي تنصب على الأرصفة والتي تبيع الأدوات والمحافظ المدرسية، والتي تجد بدورها إقبالا كبيرا من المواطنين أكثر من غيرها، نظرا لتدني أسعار هذه السلع مقارنة بما هي عليه في المكتبات، كما أنها في الغالب تكون من نفس النوعية و الجودة، فضلا عن أن المواطنين كما أوضح لنا أصحاب هذه الطاولات، لا يبالون بنوعية مثل هذه السلع، فهي لا تشكل خطرا على الصحة كما هو الحال بالنسبة للسلع والمواد الاستهلاكية. .. التصاميم الجذابة الأكثر طلبا من جهتهم ينجذب الأطفال للألوان الساحرة ورسوم أبطال المغامرة التي تفننت الأيادي الصينية في تشكيلها، وتجدهم كثيرا ما يصرون على اقتنائها ويدخلون في "جدال" كبير مع أوليائهم، كما تستهويهم التصميمات الجذابة والأدوات الملونة والتي بطبيعة الحال ترتفع أسعارها عن العادية منها، ما يضع الأولياء أمام أعباء جديدة إهمالها ينتقص من فرحة الدخول المدرسي، لدى أطفالهم ومسايرتها تجلب مصروف إضافي هذا ما ذهب إليه السيد حسان الذي قال "مسطرة عادية ب20دج ومسطرة ملون وجذابة يصل سعرها إلى 70 دج "، وأضاف قائلا "الأطفال يتنافسون فيما بينهم من اجل شراء أجمل التصاميم ونحن ندفع الثمن". من جهة أخرى أكد "عبد القادر" بائع أدوات مدرسية ببومعطي، أكد لنا خلال حديثه، أن الزبائن يقبلون عليه بقوة خصوصا مع قرب الدخول المدرسي بأيام فقط وأكد لنا بأنه بالرغم من تلميح العديدين إلى أن هذه السلع سريعة التلف والاهتراء، إلا أنهم يأتون لشرائها من عندنا فما بيدهم حيلة فالماركات الأصلية للوازم المدرسية كالحقائب باهظة الثمن وليست في مستطاع الجميع لذا فنحن نقدم لهم سلعا بمقدورنا. إن هذا الواقع يؤكد أن الرقابة على الأسواق لا تزال بعيدة عن التطبيق، وبالرغم من مرور سنوات على موضة السلع المقلدة التي كانت ولا تزال تغرق السوق فإن الضحية الأكبر لها لا يزال الطفل المتمدرس. .. سلع مدرسية مغشوشة والأمر الذي بات يقلق الكثير من الأسر بشكل هو خوفها من السلع المدرسية وحتى الملابس الجديدة التي يطالب بها الأبناء، التي يكون مصدرها الأول في الغالب دول جنوب شرق آسيا والصين، لوازم قال عنها الكثير من الاولياء الذين تحدثنا إليهم أنها قد تكون، غير صالحة تماما أو حتى أن مدة استعمالها جد قصيرة ولا تتعدى بضعة أيام أو أسابيع، وذلك في أحسن الأحوال، نفس الشيء بالنسبة للسيدة "نادية" والتي التقينا بها إلى جانب أحد المحلات لبيع اللوازم المدرسية والمحافظ والتي قالت لنا "بأنها متأكدة بأن المحافظ التي ستحاول شراءها من هنا ليست بأجود من التي اشترتها العام الماضي"، حيث أنها تتمزق بسرعة وهذا لهشاشتها ورداءتها، بالإضافة إلى عدم جودة صنعها، مضيفة بأنها تعيد شراء محافظ لأبنائها بعد شهرين أو ثلاث أشهر من الدخول المدرسي لأنها تتمزق بسرعة، هذا الأمر أكدته السيدة عائشة التي قالت "نعن هذا حال ابني العام الماضي ثلاث محافظ جديدة في عام واحد والسبب في الآمر هو العدد الكبير للكتب والكراريس التي يجب أن يحملها معه والتي تتجاوز طاقته وطاقة أي محفظة من الحجم الذي يقدر على حمله، خصوصا مع أن الأطفال لا يحافظون على أدواتهم المدرسية بشكل جيد، ومع ذلك تشتريها لأنه ما باليد حيلة والميزانية تتحكم في زمام الأمور". أما السيدة ليندة فقالت بأنها لن تتجرأ هذه المرة على شراء أي لوازم مدرسية من المنتجات الصينية و"تايوانية" وأضافت "هي منتجات أثبتت بأنها لا تصلح لوظائفها التي صنعت من أجلها، برغم أسعارها المتدنية" وقالت "لي يعجبك رخسو فالسوق ترمي نصو"، مشيرة بأنه بالرغم من كون أسعارها تتراوح بين 500 -800 إلى 1200 دينار، إلا أنني أفضل زيادة مبلغ إضافي لهذا الثمن وأشتري حقيبة جيدة لأبنائي، أما بشأن باقي اللوازم الدراسية فقالت حتى بشأن المآزر وباقي الأدوات فنحن نعاني من هذه المنتجات والتي تعتبر مقلدة على ماركات عالمية كبيرة ذات جودة جيدة.