تعرف الأرجيلة تزايدا مشهودا في نسبة الإقبال عليها وذلك في دول العالم عامة وفي الجزائر خاصة ولعل الدافع الكامن وراء هذا الارتفاع هو الظن الشائع والخاطئ بأنها اقل ضررا من السجائر، كما لوحظ في السنوات الأخيرة انتشارها الواسع في الجزائر، بحيث صارت محل استهلاك الكثيرين لاسيما الشباب من كلا الجنسين ويزداد الإقبال عليها في فصل الصيف أين تكثر اللقاءات ويحلو السهر على ضوء القمر دون الإدراك بمخاطرها الجمة والتي تفوق أضرار السجائر بكثير وذلك حسب رأي بعض المختصين. .. الأرجيلة عنوان للهروب من الواقع وتفريغ للهموم انتشرت الأرجيلة بشكل كبير في الجزائر ولم يعد وجودها مقتصرا على الصالونات الفخمة بل أضحت موجودة في المقاهي الشعبية ويتراوح سعر استخدامها بين 300 دج و800 دج وذلك حسب مستوى المكان ونوعية الخدمات كذلك اتسعت رقعة استخدامها وتعدت حدود العاصمة وأصبحت تستهلك في عموم الولايات الكبرى كقسنطينة ووهران وغيرهما وتعتبر عند الشباب موضة ووسيلة للهروب من الواقع بكل مطباته السيئة ووسيلة لتفريغ الهموم كما يقول احمد الذي ببلغ من العمر 30 سنة والذي يعتبر "الأرجيلة علاجا لضغوطه الحياتية ووسيلة فعالة لتفريغ الهموم"-على حد قوله- صهيب (28 سنة) قال انه لا يتوانى عن استخدام الأرجيلة رفقة أصدقائه، ويعتقد أنها وسيلة "جيدة" لنسيان إحباطه ومشاكله ولو لفترة وجيزة، مشيرا انه بات يسعل كثيرا في الليل. ويرى زكي الذي يبلغ من العمر41 سنة انه يجد في استعمال الأرجيلة متعة كبيرة خصوصا بتعدد نكهاتها على عكس السجائر والشمة التي يعتبرها مقززة، كما قال أن متعتها تزيد بحضور الأحباب وتأخر ساعات الليل. أما نجيب الذي يبلغ من العمر25 سنة يعتقد أنه تساعده على "منح ذهنه الصفاء والهدوء" بعيدا عن متاعب الحياة ومشاكلها، مضيفا انه لا يستطيع الاستغناء عنها وبات يستهلكها كثيرا وذلك لتعدد نكهاتها خصوصا عندما تكون بنكهة التفاح. .. تدخين الأرجيلة لمدة ساعة يعادل تدخين 100 سجارة عادية كثير من الأشخاص يعتقدون أن خلطة المعسل التي تحتوي على تبغ ودبس السكر، وبعض المنكهات أنها خلطة غير مضرة بالصحة على عكس السجائر والشمة جاهلين بذلك العواقب الصحية الوخيمة التي تحدثها الأرجيلة، فمراد الذي يبلغ من العمر 28 سنة يعتبرها غير مضرة بالصحة بتاتا وأنها مختلفة عن السجائر باحتوائها على المنكهات والسكر قائل أنها مواد طبيعية استنشاقها لا يضر جسم الإنسان وبالتالي لا ضرر من استهلاكها، مضيفا آن السجائر هي التي تضر باحتوائه فقط على التبغ. أما علميا، فقد كشف تقرير منظمة الصحة العالمية ان الأرجيلة ليست آمنة مطلقا وان التبغ باختلاف أشكاله وألوانه يبقى خطرا وان تدخين الأرجيلة (الشيشة) لمدة ساعة واحدة يساوي تدخين 100 سيجارة عادية وان مرور الدخان عبر الماء لا يعني ذلك خلوه من السموم حيث يبقى الدخان يحمل في طياته كميات معتبرة من المواد الكيميائية السامة والمعادن الثقيلة هذه المواد التي ترفع نسبة حدوث السرطان لدى الشخص المستهلك. كما توضح دراسات وأبحاث علمية أن استخدام الفحم في إحراق المعسل يشكل خطورة كبيرة جدا على صحة الإنسان ناهيك عن خطورة اشتراك أكثر من شخص على نرجيلة واحدة فتبادل الأفواه هذا يتسبب في الإصابة بمرض السل والتهاب الكبد الفيروسي كما تبين الأبحاث العلمية أيضا أن إضافة المواد السكرية للتبغ تزيد من رفع نسبة المدخنين نتيجة للطعم والرائحة الأكثر جاذبية تجعل الأشخاص دائما يواظبون على استهلاكها. .. مرض السل ينتشر عن طريق الأرجيلة في الوقت الذي يؤكد فيه أطباء ومسؤولون أن تدخين الأرجيلة المشترك ينقل أمراض السل والكبد الوبائي فإن رواد المقاهي لتدخين الأرجيلة يجهلون حجم المخاطر التي قد تسببها الأرجيلة. وأكدت إحصائيات أن ارتفاع نسبة تدخين الأرجيلة من 6% - 22% في غضون أربعة أعوام، وشملت الفئة العمرية من 13 الى 15 سنة من طلبة المدارس البالغ عددهم حوالي 1.5 مليون طالب، ووجدت الدراسة ارتفاعا في نسبة مدخني الأرجيلة لدى هذه الفئة التي توزعت بنسبة 27.3% على الذكور و16.7% على الإناث. تدخين الأرجيلة باتت عادة مقبولة اجتماعيا من الرجال والنساء، وكما أن توفرها في أماكن عديدة سياحية يسهم في زيادة أعداد المدخنين كنوع من الرفاهية. .. الأرجيلة والأمراض الجلدية وهنالك أيضا ظاهرة أمراض الجلد ومنها ما يطلق عليه اسم أكزيما مدخني الارجيلة، والتي تظهر على الأصابع التي يمسك بها المدخن أنبوب الارجيلة، وكما ذكر فإن تبغ الارجيلة يحتوي على مادة النيكوتين التي تؤدي إلى الإدمان إن تعرض الجسم للمواد المضرة عند تدخين النرجيلة يدوم فترة طويلة، وذلك بسبب أن تدخين نفس ارجيلة واحد قد يستمر 45 دقيقة وربما أكثر. الشيخ رابح :"الأرجيلة تعتبر من الخبائث" أفاد تقرير منظمة الصحة العالمية أن الأرجيلة تعتبر نوع من أنواع السجائر مادامت تحتوي على مادة التبغ وأنها أكثر خطورة منه نتيجة لإضافة مواد أخرى له زيادة على ذلك استخدام الفحم في استعمالها سواء الطبيعي أو الاصطناعي والذي يحمل كمية كبيرة من أكسيد الكربون، ما جعل رجال الدين لا يجيزون استعمالها ويعتبرونها من المحرمات، حيث قال الشيخ رابح وهو إمام وخطيب بالمسيلة أن الأرجيلة محرمة لأنها تعتبر من الخبائث، موضحا أن الدراسات أثبتت أن التبغ يحتوي على مادة النيكوتين التي تنتشر في جسم الإنسان عن طريق الدم محدثة أمراض كثيرة كالعقم والسرطان وغيرهما، مشيرا أنها أشد من السجائر وان فعلها مقصود كما قال لنا أنها غير منتشرة في الجزائر كثيرا على عكس دول المشرق العربي كمصر وغيرها والتي تستعملها بكثرة. كما أكد الشيخ رابح أنها محرمة بالإجماع استنادا لقوله تعالى "يحرم عليهم الخبائث"، موضحا أن من الكليات الخمس في الشريعة الإسلامية هي الحفاظ على النفس وان المدخن ينافي بذلك هذا المقصد باستهلاكه لهذه الأشياء فالمدخن قاتل لنفسه على اعتبار انه يدخن مواد سامة تؤدي به إلى أمراض خطيرة وبالتالي الوفاة موضحا أن الله تعالى قال في كتابه الكريم "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما "مختتما قولة أنها إهدار للصحة والمال.