الفنان الكبير محمد بن محمد هو احد فرسان المسرح الجزائري الذي صال وجال على خشباته في أعمال خلاقة ومتميزة لا تهملها الذاكرة وهو احد رهاناتنا المسرحية للمرحلة المقبلة في التطلع نحو واقع مسرحي أكثر تطورا ومواكبة لحاجات الناس واستيعاب مشكلاتهم بخطاب لغته الجمال والحب والإبداع. . كيف كانت رحلة اكتشافك لعالم المسرح؟ حي تيجديت منبع كياني وسط حي شعبي ساهم في نشأتي وشق طريقي إلى الفن، التحقت بفوج الكشافة الإسلامية الجزائرية عن عمر يقارب 6 سنوات وفضلت الدخول عالم المسرح قبل ولوجي عالم الدراسة، أين تلقيت الأدب، التربية، التكوين والمبادئ الأولية للمسرح مع نخبة من أمثال بن مقدم، الحاج المكي بن سعيد، عبد المجيد خليل، شيوخ محمد بقيادة الأستاذ كاكي أحد أعمدة المسرح الوطني الجزائري، والتي جعلت مني فنان ساهم في الكثير من المسرحيات سواء من ناحية التمثيل والتأليف بداية من الكشافة إلى تأسيس فرقة القراقوز والمسرح التجريبي المخبري ومشاركتي في مسرحيتين الشبكة والكوخ كأول تكوين في التمثيل، أين يعبر الممثل بأدائه الجسمي فقط والتي كانت تحت إشراف كاكي لأجل تكوين فرقة هي القراقوز، هذا لم يمنعني من مزاولتي للدراسة ونيل الشهادة الدراسية في 02 جوان 1958 وهي السنة التي زادت فيها علاقتي واحتكاكي مع المسرح، حيث في 31 أكتوبر 1962 شاركت في أول عرض بالجزائر العاصمة في مسرحية" قرون و32سنة" أمام المسؤولين والوزراء والتي كانت معبرا نحو المسرح الوطني الجزائري. كيف كان الانتقال من الناحية المركزية إلى الناحية اللامركزية؟ بالفعل لم تبقى الأعمال الفنية منحصرة على الخشبة المسرح الوطني الجزائري، وإنما فتحت مسارح جهوية، وبالضبط في جوان 1972 انتقلنا إلى المسرح الجهوي بوهران بقيادة كاكي أين جمعتني أعمال فنية مسرحية معه نذكر منها ديوان لملاح، بني كلبون وغيرها، ثم مع علولة في أول تجربة مع الكتابة في مسرحية " الحوت يكل الحوت" سنة 1979، وأعمال فنية أخرى. ماهي أهم المسرحيات التي مثلت فيها؟ تقريبا في كل مسرحيات كاكي من بينها: شعب الظلمة، القرب الصالحين، كل واحد وحكموا، ديون القراقوز، كذلك مسرحية مغامرا رأس مملوك جابر. صف لي مسيرتك مع مهرجان الهواة؟ 44 سنة مرت من عمر مهرجان مسرح الهواة وكل سنة هي أحسن من سابقتها، ترك محمد بن محمد بصماته عليها ومنذ تأسيسه لسنة 1967، سواء من ناحية إشرافي على التصفيات الفرق المسرحية من ربوع الولايات، وكذلك من ناحية التنظيم والتسيير الفرق داخل مهرجان الهواة، كما اشتغلت على نحو 3 مرات في لجنة المسابقة أما حاليا عضو بلجنة المحافظة. فمهرجان الهواة مسيرة طويلة حافلة، لا تزال مستغانم تعيش على موقعه تألقا انتعاشا ثقافيا حيويا، لا مثيلا له. من بعد التقاعد قل تواجدك على الساحة الفنية هل أخذت كل ما تريد من المسرح؟ المسرح هوايتي رغم الظروف، مازالت وفيا وحاضرا في موعده لأنه أكسجين حياتي، فهو يمثل الأخلاق التربية التعليم، المعاملة واحترام الإنسان لإنسان ومبدأ الاتصال كعنصر أساسي في المجتمع من أجل تقديم الأجمل. ماذا تقول لنا في آخر هذا الحوار؟ مستغانم عاصمة المسرح وقلعة الهواة، لذا علينا الحفاظ على هذا الزخم والموروث اللامادي حتى لا يضيع مع تثمينه ونقله للجيل الحالي وضرورة التكوين على أنه مهم في أداء الفنان لإعطاء الأحسن والأفضل.