صرحت الأستاذة الباحثة فاطمة الزهراء سعيداني أنه يجب على الفرد أن يتخلى عن المؤثرات التي تجعله محاطاً بمشاعر الأنانية ليكتسب سمات إنسانية وتفاعلية مع الطرف الآخر. وأكدت سعيداني، خلال مؤتمر حمل شعار "العلاقة مع الآخر في إطار شبكة العلاقات الاجتماعية" في الذكرى الأربعين لوفاة المفكر المبدع المهتم بشؤون الحضارة مالك بن نبي، نظمه أمس المركز الثقافي الإسلامي بالتنسيق مع معهد المناهج، "أنه على مجتمعاتنا أن تنشئ أطفالنا على حب الآخر ليعرف كيف يتعامل معه وكيف يعيش في جماعة، ويدرك في الوقت ذاته الأهمية الرئيسية لشبكة العلاقات الاجتماعية في تنظيم الحياة الإنسانية، من أجل وظيفتها التاريخية". وأشارت أن العلاقات الاجتماعية هي عبارة عن عملية انتقاء أو إحساس تجعل الفرد قابلاً لمثيرات ذات طابع أكثر سمواً، إذ يجد الفرد نفسه متخلياُ عن عدد من الانعكاسات المنافية للنزعة الاجتماعية ليكسب منها مكانها الأكثر توافقاً مع الحياة الاجتماعية. ومن جهة أخرى، قالت الأستاذة فاطمة الزهراء سعيداني أن المجتمع يعاني من خلل مرضي في علاقاته الاجتماعية، وهذا ما يمنعه من الرقي إلى مستوى أعلى في حواراته كحوار الأديان وحوار الحضارات، خاصة وأنه اليوم أصبح الحوار الداخلي في المجتمعات العربية يكسوه الطابع العدواني لتصبح لغته المدافع والرشاشات، وأضافت أنه على أفراد المجتمع أن تتبع طريقة صحيحة للحوار وهي الابتعاد عن المديح وتبني حوار المصالح المشتركة، فالعلاقات الاجتماعية تكون فاسدة عندما تصاب الذوات بالتضخم. ودعت سعيداني الأساتذة والباحثين إلى البحث عن إسقاطات لفكر مالك بن نبي على أرض الواقع ، ليبدأ بذلك علاج علاقاتنا الاجتماعية وهذا استناداً لما يقوله هذا الأخير في كتابه شروط النهضة: "يجب أن نصنع رجالاً يمشون في التاريخ مستخدمين التراب والوقت في بناء أهدافهم الكبرى". لتؤكد أن أول مراحل الحلول لبناء علاقات اجتماعية متماسكة هو الإحساس بالمشكلة لإيجاد الحلول، كما يجب أن لا نقرأ عن مالك بن نبي بل أن نقرأ لمالك بن نبي.