تقضي أغلب النساء العاملات ساعات طويلة في العمل مقارنة بما تقتضيه في المنزل فيتسنى لبعضهن من تكوين علاقة صداقة بين العديد منهن. لكن في اغلب الاحيان يصطدمن بواقع الخيانة او النفاق من زميلاتها في العمل والسؤال الذي يطرح نفسه. هل تساعد مثل هذه الصداقات المبنية على اسس النفاق قُدماً بحياتنا المهنية، أم أنّها تعود بالضرر على المردود ؟. لطيفة مروان عادة ما تنشأ في العمل علاقات بين العاملات تظن اغلبهن أنها صداقة، لكنها تكتشف أن تلك العلاقة كانت مجرد علاقات عابرة أساسها مصالح مشتركة بينهن لا أكثر ولا أقل ولا يمكن أن تتوطد لتتحول لصداقة متينة تمتد إلى خارج نطاق العمل. وفي حالات نادرة يطبع تلك العلاقات التوتر والغيرة والدسائس والمؤامرات، وكل ذلك على أجواء العمل ونتائج الأداء بشكل عام ينعكس بطريقة أو بأخرى على طبيعة العمل. "الحياة العربية" التقت بمجموعة من الموظفات واستطلعت آراء بعضهن عن علاقات الصداقة وما يمكن للنفاق أن يؤثر على وتيرة العمل، وأكدت "الهام" أن النفاق في العمل أمر وارد جدا فالنساء إذا التقين في مكان واحد فلا يخلو الأمر من هذا المشكل، كما أن الكلام في غير محله يسبب العديد من الحساسيات، والأمر سيان إذا كان المسؤول يعطي لحديث النساء والقال والقيل حصة الأسد من مجمل اهتماماته ويعمل بكل جهد لإيذاء فلان وفلانة بسبب او بدونه، ناهيك عن تمتعه بالغرور وتعامله بتكبر مع فريق عمله، تستطرد محدثتنا " من المهم جداً تحقيق الانسجام بين فريق العمل الواحد، خصوصاً في الأقسام النسائية، فهي أسهل السبل لتحقيق النجاح، وهذا بالتأكيد لن يتحقق إلا بتهيئة الظروف المناسبة للعمل بروح الفريق الواحد". اما ليلي فقالت تولد علاقة بين العاملات بسبب الاحتكاك المتواصل بينهن طوال النهار في الفترات التي تقضيها في العمل الأمر الذي لا يمنع من وجود خلافات بينهن بين فينة والأخرى، فالأمر وارد لكن إن تعدى الخصام محاولة الإيذاء وتحقيق مأرب البعض على حساب الاخر، فلا بد من تدخل جهات اخرى لفك هذا الاحتدام عن طريق ابعادهن في العمل او حتى اتخاذ إجراءات إدارية من شأنها ان تحله. سياسة فرق تسد الحل الأسوء لحل مشاكل العمل من جهتها ترى "نزيهة " ان المشاكل في العمل لاسيما اذا ما تعلق الأمر "بالقال والقيل" هي مضيعة للوقت ولابد من إعطائها الحيز الذي يستحقه لا اكثر ولا اقل، لأنه إضاعة الوقت كما انه في الوقت نفسه لابد من عدم استصغار الامر الى درجة تقزيمه ومن تم وكما يقول المثل "كثرت الضغط سيولد الانفجار". وعن إتباعها للقاعدة المعروفة "فرِّق تسد" أجابت ضاحكة: "هذه لا يعمل بها سوى المدراء والمسؤولون الذين يعانون من اضطرابات نفسية واهتزاز في الشخصية، ومن الخوف من ضياع مناصبهم". أما الممرضة، نور الهدى فترى أنه من الطبيعي أن يكون للموظفة صديقات عمل للتخفيف من الضغوط والظروف النفسية التي تمر بها الموظفة سواء كان في العمل أو في الحياة، ولذلك يجب أن تكون العلاقة قائمة على الصدق والإخلاص والوفاء، وبعيدة عن المصلحة أو الغيرة، أو على أية غاية من الغايات، وبذلك قد تتحول لصداقة حقيقية وغير مزيفة. تنتهي بانتهاء علاقتها بالعمل. أما نوال، فتنفي وجود أي منافسات غير شريفة، ودسائس بين الموظفات في بيئة عملها، وأنها على العكس تماماً، فالعلاقات قائمة على الود والاحترام والمنافسة الشريفة. وتضيف نوال: «أسمع كثيراً عن بعض المسؤولات ومديرات العمل، خصوصاً في البنوك، واللاتي يتعمدن إثارة العداوة والتفريق بين الموظفات؛ ليضمن عدم اتحادهن، ولكي يكنّ الجهة الوحيدة التي تقصدها الموظفات للفضفضة عما يشغلهن، وبذلك تضمن السيطرة وبشكل كامل على الوضع، وفي معرفة كل صغيرة وكبيرة تدور بين الموظفات".