خيّم الغموض على مؤتمر "جنيف 2" حول سوريا، خلال الساعات القليلة الماضية، في أعقاب إلغاء الجلسة المسائية الثلاثاء، وسط تبادل اتهامات بين دمشقوواشنطن حول المأساة الإنسانية التي تعيشها مدينة "حمص" المحاصرة. وبينما أقر المبعوث الدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، بوجود ما أسماها "صعوبات" تعترض المفاوضات الجارية في مدينة "مونترو" السويسرية، فقد أعرب عن "تفاؤله" باستمرار وفدي النظام والمعارضة في حضور المفاوضات، التي من المتوقع أن تستمر حتى الجمعة. وبينما أعلنت المتحدثة باسم الأممالمتحدة، كورين مومال فانيان، إلغاء الجلسة التي كانت مقررة بعد ظهر الثلاثاء، اليوم الخامس لمؤتمر "جنيف 2"، قال الإبراهيمي إنه لم يتعرض لأي ضغوط لإلغاء الجلسة، في وقت وصف فيه الجلسة الصباحية بأنها "كانت صعبة." وخلال الجلسة الصباحية، تقدم الوفد، الذي يمثل حكومة بشار الأسد، ببيان أدان فيه ما وصفه ب"قرار الولاياتالمتحدة باستئناف تسليح المجموعات الإرهابية في سوريا"، وطالب واشنطن، وبقية الدول الأخرى، التي قال إنها "تزود الإرهابيين بالسلاح"، بالكف فوراً عن ذلك. وجاء في بيان، أن "هذا السلوك غير المسؤول" من شأنه "تقويض مؤتمر جنيف 2، وإفشال الجهود المبذولة لضمان نجاحه"، وذكر البيان أن "هذا القرار الاستفزازي الأمريكي، يُفهم منه محاولة مباشرة لإعاقة أي حل سياسي في سوريا." وردت الخارجية الأمريكية، على لسان المتحدث باسمها، إدغار فاسكويز، على بيان وفد الحكومة السورية باتهام نظام الأسد بمواصلة إصراره على زيادة المعاناة التي يعيشها آلاف السوريين المحاصرين في حمص، كما وصفت البيان بأنه "لا يساوي ثمن الورق الذي طُبع عليه." أما عن اتهام سوريا ب"عدم جدية" الولاياتالمتحدة في التوصل إلى حل للأزمة السورية، فقد أكد المتحدث نفسه: "الولاياتالمتحدة أكدت مراراً أن جنيف 2 يهدف في الأساس إلى التطبيق الكامل لما صدر عن وثيقة جنيف، بما في ذلك تشكيل حكومة انتقالية."