أعربت وزيرة الثقافة خليدة تومي عن حزنها لرحيل الروائي الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، الحائز على جائزة نوبل للآداب لسنة 1982، والذي فارق الحياة الخميس الماضي بالمكسيك. وقالت تومي، في رسالة تعزية وجهتها للشعب الكولومبي وعائلته والمقربين منه، إن الراحل كان أحد "مؤلفي الأدب الغربي العالميين"، مبرزة أن "أعمال غابرييل غارسيا ماركيز، التي تجسد ذاكرة روح أمريكا اللاتينية، خلقت لغة عالمية شكلت مثالا لأجيال عديدة من المؤلفين والكتاب". وقالت أنه أثرى فن السرد الروائي العالمي، وكان رائدا من رواد الفكر والأدب الواقعي السحري، وإنه برحيله خسرنا قامة كبيرة ومناضلا قويا سنظل نذكر أعماله ومواقفه بإكبار وإجلال. وأضافت وزيرة الثقافة أن غارسيا ماركيز خلق "عالما وجغرافيا حيث التقي الخيال والأسطورة والواقع واللاواقع بالمعيش اليومي لشد القارئ إلى فضاء من التأمل والتخيل والقلق"، مشيرة إلى أن مؤلف كتاب "مائة عام من العزلة" ساهم و"بشكل حاسم" في وضع الأدب المكتوب بالاسبانية "في طليعة" الأدب العالمي. وقالت تومي أن ماركيز تأثر كثيراً بثورة الجزائر، وتقاسم السجن مع المواطنين الجزائريين، بعد أن اعتقد رجال الدرك الفرنسيون أنه جزائري، فأشبعوه ضرباً ونقلوه إلى مقر الشرطة في "سان جيرمان ديبريه" مع جزائريين، حزينين وذوي شوارب مثله، وتلقوا هم أيضاً الضربات. وكي يُهدِّئوا من ضيقهم أطلقوا العنان طوال هذه الليلة لترديد أغاني الفرنسي "جورج براسانس". فارتبط ماركيز بصداقتهم، وبالأخص بالدكتور أحمد طبّال الذي نجح في تحسيسه بقضية وطنه. في هذه الحقبة أنجز غابرييل ماركيز العديد من الريبورتاجات عن حرب الجزائر وعن حرب قناة السويس. وتوفي غابرييل غارسيا ماركيز، الحائز على جائزة نوبل للآداب لسنة 1982، وأحد وجوه "الواقعية السحرية" الخميس الماضي بالمكسيك، حيث كان يقيم رفقة زوجته مرسيديس بارشا منذ مدة، عن سن السابعة والثمانين. وكان ماركيز، الحائز على جائزة نوبل عام 1982، يقضي فترة نقاهة بعد خروجه من المستشفى، حيث كان يعالج من جفاف والتهاب في المسالك التنفسية والمسالك البولية. ترك الراحل وراءه مجموعة من الإبداعات الأدبية الرائعة من أبرزها "مائة عام من العزلة" و"الحب في زمن الكوليرا "، وقد بيعت الملايين من النسخ من مؤلفاته، التي جعلت منه واحدا من الكتاب الأكثر شهرة في أمريكا اللاتينية.