"إفطار في سبيل الله"، "هنا إفطار مجاني"، مائدة الصائم "، هذه بعض من العبارات التي تتزين بها شوارع وأزقة معظم الأحياء الشعبية على الخصوص خلال شهر رمضان ، ولا يكاد المرء يمر من هذه الأماكن عند غروب الشمس في شهر رمضان إلا ويجد مائدة كبيرة قد جُهزت لاستقبال الصائمين. لطيفة مروان عمدت جمعية الإصلاح والإرشاد فرع بلدية دار البيضاء بالعاصمة من رسم البهجة على وجوه المحتاجين والفقراء وحتى على عابري السبيل الذين التقوا حول مائدة الإفطار، حيث يجلسون بانتظام في صفوف متراصة منتظرين موعد الإفطار، في مشهد رمضاني يعكس تنامي الشعور بالتكافل الاجتماعي بين الجزائريين، وغالبا ما يقف على رأس كل مائدة أحد القائمين عليها يدعو السائرين في الشوارع أثناء أذان المغرب إلى تناول الإفطار، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى حد الإلحاح رغبة في الحصول على الثواب الديني. وشارك فيها مجموعة من المتطوعين والمتطوعات ، حرصوا على تقديم يد المساعدة والعون للمحتاجين قال عضو بجمعية الإصلاح والإرشاد محمد حوج أن المبادرة تأتي تزامناً مع شهر رمضان الكريم، الذي يدعو إلى توطيد أواصر التراحم مع القريب والبعيد، وتوقير الكبير واحترامه وتقديره، إتباعا لتعاليم الدين الإسلامي"، لافتا إلى أن الشهر رمضان هو المدرسة التي يجب على أجيال المستقبل التعلم منها، وأشار إلى أن نجاح المبادرة أتى نتيجة تعاون مع أهل الخير، ومجموعة من المتطوعين، التي حرص أفرادها على تقديم يد المساعدة والعون للمحتاجين. أعضاء الجمعية القائمين على هذه التظاهرة الاجتماعية، وأغلبيتهم شباب من كلا الجنسين تطوعوا للقيام بهذا العمل الخيري، كانوا يشتغلون بحيوية ونشاط ويلبون رغبات المستفيدين من الإفطار "المحمول" برحابة وسعة صدر كبيرين "الانتماء إلى الطبقة الاجتماعية الفقيرة والإدلاء بشهادة الاحتياج.. هذان شرطان ضروريان للاستفادة من الإفطار المحمول"، يقول عبد الله ، المسؤول عن لجنة الإعلام والتواصل بجمعية "الإصلاح والإرشاد". وأكد احد المتطوعين انه في الوقت الذي كانت مثل هذه الأعمال الخيرية مقتصرة على المحسنين وبعض الجمعيات الخيرية، دخلت بعض المقاهي والمطاعم في بعض المدن غمار التنافس في ما بينها لتقديم إفطار مجاني للصائمين. فما إن يهل شهر رمضان حتى يرفع أرباب هذه المقاهي مجموعة من اللوحات والعلامات الإرشادية بمحيط محلاتهم، لتسهيل وصول الصائمين إلى مواقعها وعلى مستوى بلدية الدار البيضاء، نُصبت العديد من موائد الإفطار بجوار المساجد ووسط العديد من الأحياء الشعبية، وتشهد هذه الموائد، التي تقدم وجبات إفطار مجانية في رمضان، تزايدا ملحوظا في عدد المقبلين عليها.