تحولت مراكز البريد الموزعة على مستوى العاصمة قبل يومين من حلول عيد الفطر إلى شبه أسواق شعبية تتبادل فيها الشتائم وتفريغ المكبوتات بسبب الاكتظاظ ونقص السيولة أحيانا وانقطاع وضعف الأنترنت ويزيد الوضع سوءا هو عزوف المواطنين عن استخدام آلات السحب الإلكترونية. لطيفة مروان شهد معظم مراكز ومكاتب البريد توافد أعداد كبيرة من المواطنين لسحب أموالهم المتبقية لتأمين مصاريف العيد، ما أدى إلى حالة من الاكتظاظ والفوضى ببعض المراكز التي تتوفر على كميات محدودة من السيولة وهي حال أغلب مراكز البريد، حيث تشهد هذه المراكز إقبالا كبيراً للمواطنين من أجل سحب ما توفر من المال لتغطية نفقات العيد الفطر المبارك بمقرات ضيقة مما دفع بالمواطنين إلى الانتظار خارج المبنى والتعرض لأشعة الشمس من أجل بلوغ أكشاك المركز. وهو نفس الوضع الذي ضاعف من معاناة زبائن حيث انه لا يشهد الازدحام والتدافع فقط، بل أن ضيق مقره جعله يبدو مثل قاعة صغيرة أو مقهى يتدافع عليه الناس، من جهة أخرى أشار بعض الزبائن بالمركز البريدي ببلكور بالعاصمة إلى الانقطاعات المتكررة التي تصاحب عمليات البحث عن بيانات الزبون على شبكة الانترنت التي تتدفق بصورة بطيئة جداً. وقد تعذر علينا خلال الجولة الاستطلاعية التي قادت "الحياة العربية" إلى عدد من مراكز ومكاتب البريد، الانتظار الطابور للحصول على المال على غرار مركز البريد بساحة أول ماي، الذي يسجل نقصا كذلك في التزود بالسيولة أكد العديد من مستخدمي البطاقة المغناطيسية أن آلات السحب لم تعد من أولوياتهم، لأسباب عديدة تتقدمها الأخطاء التي ترتكبها في حقهم من عدم ضخ القيمة المالية التي تم تدوينها مسبقا على لائحة الأرقام. والأمر المثير للانتباه أن كل الأخطاء التي تم تسجيلها كانت ضد مصلحة الزبون فبمجرد تقديم الطعون في هذه الحالات من أجل استعادة حقوقهم يستغرق الوقت أكثر من 72 ساعة ما دفع بالمواطنين إلى إعلان مقاطعة هذه الخدمة والكثير يلجأ إليها عند الضرورة. موازاة مع ذلك، أبدى المواطنون الذين اقتربنا منهم تذمرهم من هذا الوضع بعد أن تعذر عليهم الحصول على المال في أقرب مركز بريد بالنسبة إلى مقر سكناهم، ما دفع العديد منهم إلى التنقل بين مراكز البريد بحثا عن السيولة ، هذا الوضع الذي خلق حالة اكتظاظ وفوضى في بعض المراكز البريدية على غرار مركز البريد ببئر خادم الذي توافد عليه مواطنون من مختلف بلديات العاصمة، اضطر فيه البعض إلى الانتظار لمدة لا تقل عن ساعتين.