ستعرف حديقة الحيوانات والتسلية "الوئام المدني" لبن عكنون التي تعد متنفس العاصمة عما قريب عملية إعادة تهيئة واسعة بعد مدة طويلة من الإهمال والتسيير السيئ. وأشار وزير الفلاحة والتنمية الريفية، خلال زيارة تفقدية لهذه الحديقة التي أنشئت سنة 1982، إلى أن "الحديقة توجد في وضعية كارثية". كما اطلع الوزير على القرية الإفريقية والعيادة البيطرية لسيرك الحيوانات البرية وفندق مونكادا وفندق الأروية الذهبية وحديقة الألعاب التي أصبحت كلها منشات في حالة متدهورة مضيفا انه "بالرغم من أنها حديقة قادرة على تمويل والمساهمة في إنشاء حدائق أخرى". وأكد قاضي الذي أعاب "التسيير السيئ" لفضاء التسلية هذا أن وزارته قامت مؤخرا بتغييرات على مستوى المسيرين و"ستتخذ قرارات أخرى عما قريب". وقال في نهاية الزيارة انه "سيكون هناك تغيير لكي نحاول إعادة تهيئة هذه المنشاة التي وضعت تحت تصرف المواطنين ولكنهم مع الأسف لا يستفيدون منها". وأردف الوزير يقول انه "تم اتخاذ الإجراءات الأولى اثر تسجيل إهمال كبير للحديقة وسيتم اتخاذ إجراءات أخرى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه"، متطرقا إلى إمكانية اللجوء إلى تمويل بنكي لانجاز عمليات التجديد. وتمتد الحديقة على مساحة 307 هكتار، وتضم ثلاثة وحدات (التسلية وحديقة الحيوانات والفندقة)، حيث تحتل الغابة ثلثي مساحتها. وتتربع حديقة الحيوانات على مساحة 70 هكتارا تنقسم على ثلاثة مناطق تحتضن 1555 حيوان و 137 سلالة وعيادة بيطرية ووحدة خدمات، وتعاني حديقة الحيوانات من مشكل تغذية الحيوانات. وتعد منشات النقل متوقفة (المصاعد الهوائية والقطار) بينما فضاءات اللعب والتسلية التي تحتل مساحة 76 هكتار في حالة جد متدهورة، وبالرغم من ذلك تمكنت الحديقة من استقطاب 460000 زائر خلال السداسي الثاني لسنة 2014. ومن جهة أخرى حضر الوزير عرض دراسة الجدوى التقنية لمشروع إعادة تهيئة وتطوير غابة التسلية لبن عكنون الذي قدمه مسؤول المكتب الوطني للدراسات حول التنمية الريفية وشريكه مكتب الاستشارات بلاك بوكس سانتر. وتتضمن هذه الدراسة التي ترتكز على أساس مبدأ تحقيق مردود للحديقة حتى تتمتع باستقلالية مالية إنشاء فضاءات استراحة وثقافية ورياضية وعلمية جديدة، على غرار أرضية فلاحية يمكن أن تحتضن المعارض الكبرى واستعراضات وقطب سمعي بصري. وقيمت الدراسة تكاليف إعادة تهيئة الغابة ب 20 مليار دينار.