تحتضن مدينة التيطري بداية من 30 سبتمبر إلى 5 أكتوبر المقبل فعاليات الطبعة العاشرة للمهرجان الوطني للمسرح الفكاهي الذي يخلد هذه السنة ذكرى الفنان الرحل محمد محبوب اسطمبولي. وستشهد هذه الطبعة تنافس ثمانية عروض مسرحية تجمع بين الدراما والفكاهة من أجل الفوز بجائزة " العنقود الذهبي" الخاصة بهذا المهرجان الذي ينتظره هواة الفن الرابع بشغف كبير والذين يتنقلون بأعداد كبيرة إلى دار الثقافة "حسن الحسني" بمدينة المدية لاكتشاف وتشجيع الممثلين الشباب، وعلاوة عن البرنامج الرسمي الذي يضم مشاركة فرق للمسرح قادمة من ولايات بجاية وتيزي وزو، سعيدة، عنابة، سطيف، باتنةوالمدية، إلى جانب الفرقة المحلية " ابن شنب" فإن هذه الطبعة ستتميز أيضا بتقديم نحو 15 عرضا خارج المنافسة وعرضا فرديا من تنشيط وجوه معروفة للكوميديا الجزائرية. وفي سياق متصل ذكر محافظ المهرجان ميلود بلحنيش أن هذه العروض ستقام بقاعة العلوم القانونية بحي المصلى ومركز الترفيه العلمي بعاصمة الولاية والإقامات الجامعية ودار الثقافة وساحة شارع جيش التحرير الوطني ووسط مدينة المدية لتمكين عدد كبير من المواطنين من متابعة هذه التظاهرة الثقافية. وأضاف المتحدث أنه سيتم تنظيم لقاءات متبوعة بالنقاش وورشات خاصة بمختلف تقنيات المسرح ينشطها أساتذة مختصين في مجال المسرح، كما سيجري حسبه اغتنام فرصة هذا المهرجان لتعريف الجمهور أكثر بالفنان الراحل محمد محبوب اسطمبولي من خلال استعراض مسيرته الفنية، باعتباره أحد أهم أعمدة الثقافة والفن الجزائري في وقته، وأكد المتحدث في هذا السياق أن هذا التكريم أضحى تقليد للمهرجان، حيث ترفع كل دورة من دوراته إلى أحد شخصيات صنعت الفن المسرحي بالجزائري، على غرار الفنان الراحلة كلثوم التي رفعت لها الدورة الأولى من المهرجان، وعبد القادر علولة، بعدها حسن الحسني الذي احتفت به دورة 2012 بمناسة مرور ربع قرن على رحيله، والدورة السابقة كانت على شرف الثنائي الراحل الفنان الحاج عبد الرحمان والفنان يحيى بن مبروك، ودورة هذه السنة ترفع لروح الفنان المبدع محمد محبوب اسطمبولي الذي كان من أهم أعمدة الفن الجزائري في وقته. و الجدير بالذكر أن الفنان محمد المحبوب اسطمبولي هو أحد أعمدة الثقافة والفن الجزائري ولد عام 1913 بالمدية، كان أول لقاء له بخشبة المسرح سنة 1920 وعمره آنذاك لا يتجاوز السبع سنوات، في سنة 1935 أسس نادي الهلال الرياضي الذي ينشط في المجال الرياضي والفني والمسرحي بعدها انتقل إلى الجزائر العاصمة سنة 1939 ثم التحق بالنضال السياسي وانخرط في حزب الشعب وانشأ فرقة مسرحية حملت اسم رضا الباي خلال هذه الفترة كتب العديد من القصائد والأناشيد الوطنية للكشافة الإسلامية مثل قصيدة من جبالنا وناداني وطني فأجبت النداء. وفي عام 1948 التحق محبوب اسطنبولي بصفوف جبهة التحرير الوطنية. في عام 1957 عمل بالإذاعة الوطنية ليشرف على عدة حصص شعرية وغنائية بعد الاستقلال انظم إلى المسرح الوطني الجزائري طيلة مسيرته الفنية ألف ما يزيد عن 5000 قصيدة كما ترجم واقتبس عشرات المسرحيات العالمية والمسرحيات الغنائية من أشهرها حب وجنون في زمن المحبوب، كما يتوفر في رصديه الأدبي أربعة روايات وأربعة مسلسلات موسيقية، وله ثلاثون مسرحية منها مسرحية"الهمج" و"لغة الأجداد في باب الواد"، نظم قصيدتا من 200 بيت يعلم فيها الصبيان قواعد اللغة بعنوان حماية اللسان من عثرات اللسان، ومن أشهر مسرحياته الغنائية "حب وجنون في زمن المحبوب".