دعا مشاركون في لقاء دولي ببومرداس إلى إدراج دور الزوايا والمدارس القرآنية في الحفاظ على الهوية الوطنية ضمن المقررات والمناهج المدرسية. ونوه المشاركون في فعاليات ملتقى دولي حول الشيخ العلامة عبد الرحمن الثعالبي للقرآن الكريم بعنوان "دور التعليم القرآني في تحصين ثوابت الأمة" إلى "أهمية أن تحتل الزوايا والمدارس القرآنية مكانتها اللائقة في الكتاب المدرسي من خلال إدراج النصوص والإنتاجات الأدبية والعلمية لأشهر وكبار علمائها". وتأسف الدكتور مأمون القاسمي شيخ الطريقة الرحمانية في مداخلته من "الصورة غير الحقيقية" التي تعطيها المناهج التربوية لهذه القلاع والمنارات (الزوايا والمدارس القرأنية) التي حصنت قيم الأمة وحافظت على مرجعية الوحدة. ومن هذا المنطلق حث الشيخ مأمون على ضرورة إعادة كتابة تاريخ الزوايا ودورها الذي غيب كما قال بقصد أو بغير قصد في كل مراحل تاريخ الجزائر من طرف مؤرخين وكتاب جزائريين على أن تكون هذه الكتابة "بكل موضوعية وبعيدا عن الخلفيات المغرضة التي تسئ إليها وإلى تاريخ الجزائر". وذكر المؤرخ محمد الأمين بلغيث في مداخلته حول "واقع التعليم القرآني في تحصين لغة الأمة" بأن بجاية في القرن 16 بزواياها ومدارسها القرآنية خرجت علماء كبار في كل التخصصات الدينية والعلمية والأدبية أفادوا الإنسانية ككل بمنجزاتهم المتنوعة. وكانت الجزائر العاصمة إلى غاية 1830 وبداية الاحتلال الفرنسي، حسب ذات المؤرخ تضم 138 جامع كبير وزاوية وروادهم هم "أول من بدأ مقاومة الاستعمار والدفاع عن الجزائر" كما أكد عليه. ولعبت الزوايا في المرحلة الاستعمارية ككل، يؤكد المؤرخ بلغيت دورا مهما في محاربة المستعمر وإيقاظ الروح الوطنية والشعور الديني والحفاظ على الهوية وسط الجزائريين. كما خدمت هذه الأخيرة الثورة التحريرية قبل وبعد اندلاعها لذلك حاول المستعمر تحييدها عن المجتمع بكل الطرق والأساليب الوحشية، خاصة منها الزاوية الرحمانية والقادرية وجماعة زاوية غلام الله وزاوية الأندلسيين وعدد كبير من الزوايا بكل منطقة القبائل. وتضمن برنامج هذه التظاهرة التي تقام للسنة الثانية على التوالي والتي حضرها عدد كبير من الباحثين والأساتذة من مختلف جامعات الوطن ومن الخارج، إلقاء محاضرات متبوعة بنقاش مفتوح. ويتضمن البرنامج كذلك تنظيم رحلة لبعض الزوايا النموذجية عبر الولاية، إضافة إلى تكريم عدد من العلماء، على غرار العلامة الشيخ طاهر أيت علجات والشيخ محمد قاهر وعدد من الأساتذة والمشايخ عبر الوطن.