ما يجري من سجال سياسي بين الأمين العام للأفلان، عمار سعداني وبين زعيمة حزب العمال، لويزة حنون، يلخص مدى الانحدار الذي اتخذته الحياة السياسية في البلد. في الواقع هذا التراشق اللفظي الذي وصل إلى حد النعوت القبيحة والأوصاف السوقية لشخصيات سياسية تسجل حضورها في الساحة السياسية، إنما تنم عن إفلاس سياسي، بل وأخلاقي تعيشه الطبقة السياسية، ومرد هذا الإفلاس، يمكن تلخيصه في غياب برامج حقيقية وواقعية، ودخول لعبة المصالح الضيقة أبواب القصر، فلم يعد للنيابة ولا الوزارة ولا الحكومة ولا الرئاسة أي معنى سوى خدمة مصالح ضيقة، وضمن هذا المنطق يتصرف كل من لويزة حنون وسعداني وبقية الساسة ممن ملؤا الدنيا ولم يشغلوا الناس.. أن ما يجري اليوم في الساحة السياسية لا يمكن إلا أن يؤدي إلى تنفير الشعب من الممارسة السياسية، وتكريس للقطيعة التي ارتسمت في السنوات الأخيرة بين الشعب والحكومة.