دعا حرفيون يشاركون في الطبعة الثالثة للصالون الوطني للصناعة التقليدية، الذي تتواصل فعالياته بوهران إلى غرس نبتة الخيزران بالمناطق الرطبة بمختلف ولايات الوطن للحد من غلاء أسعارها. وفي هذا الإطار، ذكرت الحرفية أمزيان تساعديت المتخصصة في مجال صناعة السلال "أن غلاء أسعار المنتجات التقليدية المصنوعة بالخيزران يعود إلى غلاء هذه المادة الأولية المستوردة، مما يتطلب فتح المجال للحرفين لغرس هذا النوع من النباتات بالمناطق الرطبة المتواجدة عبر الوطن". وأكدت السيدة أمزيان من تيزي وزو، التي تعرض نماذج رائعة من المنتجات التقليدية المصنوعة من مادة الخيزران، "أن الحرفين لديهم المهارة الكافية لغرس الخيزران بالمسطحات المائية، فضلا على أن أنهم يحوزون على التقنيات في هذا المجال، مما سيجعل من عملية الغرس ناجحة وتوفير اليد العاملة". وترى ذات الحرفية " إن توفير هذه المادة في السوق الوطنية سيشجع حرفيين على تطوير منتجاتهم والحفاظ عليها من الزوال مبرزة" أن صناعة الخيزران التي تدخل ضمن التراث الجزائري تعتبر مصدر رزق لكثير من الحرفيين، ومنهم القاطنين بقرية عين مزياد بترونة من تيزي وزو التي لها شهرة كبيرة في هذا النوع من الصناعات التقليدية الفنية ". ومن جهته قال أحد العارضين المختصين في صناعة السلال بوهران، أن الزراعة المحلية للخيزران الذي يتم جلبه، لاسيما من اسبانيا "سيسمح ببيعه بأسعار معقولة حتى تكون في متناول جميع العائلات الجزائرية"، مشيرا إلى أن سعر المادة الأولية "يصل إلى 1200 دج للكلغ وهي مرشحة للارتفاع ". يذكر أن صناعة السلال المصنوعة بالخيزران تلقى اهتماما من قبل الحرفيين بوهران، وقد نظمت غرفة الصناعة التقليدية والحرف للولاية في منتصف السنة الجارية تكوينا في هذا المجال، فضلا عن تكوين المكفوفين للأول مرة على مستوى الوطن في صناعة الخيزران بمبادرة من مكتب وهران للمنظمة الوطنية للمكفوفين الجزائريين في إطار برنامج إدماجهم المهني إطار مشروع " وميض مكفوفي وهران". وقد خصص المنظمون للصالون الوطني للصناعة التقليدية جناحين لعرض تشكيلة من المنتجات التقليدية المعتمدة على مادة الخيزران، على غرار السلال بمختلف أحجامها وأشكالها وقطع من الأثاث المنزلي وعلب للحلوى الخاصة بالأعراس، والتي تتميز أغلبها بالدقة في الصنع غير أنها مرتفعة الأسعار، حيث يصل الكرسي الواحد إلى 50 ألف دج. للتذكير يشارك في هذه التظاهرة المنظمة من قبل غرفة الصناعة التقليدية والحرف بالتنسيق مع مديرية السياحة والصناعة التقليدية لوهران 321 عارضا و 40 غرفة عبر الوطن و13 جمعية مهتمة بتطوير المنتجات التقليدية.