رفعت الجزائر درجة الإستنفار إلى الدرجة الثالثة، على الحدود مع ليبيا وتونس، وهي أعلى درجة بسلم المخاطر الأمنية عبر الحدود، وعزز الجيش تواجده بالمراكز الأمنية عبر الحدود لمواجهة أي طارئ ومنع تسلل إرهابيين من ليبيا بعد الغارة التي شنها الطيران الأمريكي على موقع لتدريب عناصر داعش الإرهابي الجمعة الماضية. وقال العقيد المتقاعد من الجيش، رمضان حملات ، " إن الغارة الأمريكية في لبيا، ليست هي الأولى ولن تكون الأخيرة وسبق للقوات الأمريكية أن قصفت مواقعا بدرنة كما احتجزت مواطنين بطرابلس للإشتباه بتورطهم في مقتل السفير الأمريكي شهر سبتمبر 2013″، ودعا حملات إلى إقامة حزام أمني بعمق 30 كيلومترا في ليبيا. من جهته، أعتبر الدبلوماسي الجزائري، ووزير الإتصال الأسبق، عبد العزيز رحابي، أن " ما حصل في ليبيا يندرج في سياق الدفع بالحل الدبلوماسي إلى الأمام ، فليبيا بلد غير مستقر، والأمريكون إختاروا تغيير المعطيات بالميدان، على نمط أن كلما تعطلت العملية الدبلوماسية، يكون هناك عمل عسكري". ودعت الجزائر إلى ضرورة محاربة الإرهاب في ليبيا" في إطار الشرعية الدولية"، في تحفظ على الغارة الأمريكية التي استهدفت، الجمعة، مركزا لتدريب عناصر تنظيم الدولة في صبراتة الليبية، التي تبعد عن الحدود الجزائر بنحو ألف كيلومترا. وقال وزير الخارجية و التعاون الدولي رمضان لعمامرة، امس "إنه من الضروري محاربة الإرهاب في ليبيا "في إطار الشرعية الدولية وفي ظل احترام سيادة وأمن واستقرار هذا البلد". وتابع لعمامرة ، عقب المحادثات التي جمعته بنائب كاتب الدولة الأمريكي للشؤون السياسية، توماس شانون، أن الطرفين "استعرضا بإسهاب الوضع في ليبيا". وتسود حالة نفير وسط الجيش الجزائري على الحدود مع ليبيا، بعد الغارة الأمريكية التي استهدفت مركزا للتدريب يستغله تنظيم "داعش"، وأسفر عن مقتل العشرات من الأشخاص. لكن تصريح توماس شانون، أثار جدلا واسعا، باعتبار بلاده قد استبقت لعمل عسكري في ليبيا، وتتخوف دول الجوار، الجزائر وتونس، من تبعات لا يحمد عقباها في حال جدد الأمريكيون، ضرباتهم بالجارة الشرقية للجزائر.وطرحت تساؤلات بالجزائر، حيال دعوى متكررة لمسؤولين أمريكيين بضرورة الدفع بالعملية السياسية في لبيا وانتهاج الحل السياسي، بينما تقوم واشنطن بعملية عسكرية على الأرض في ليبيا. لكن رمضان لعمامرة، أراد وضع المسؤول الأمريكي أمام واقع الأمور ومجرى الأحداث في ليبيا والحل المبتغى من أجل حل الملف ، عندما دعا إلى "ضرورة انتهاج الحلول السياسية المطابقة للشرعية الدولية بشأن كل الأزمات والنزاعات لا سيما في منطقتنا". وأفاد كاتب الدولة الأمريكي للشؤون السياسية، توماس شانون، الذي يزور الجزائر منذ السبت، أن واشنطنوالجزائر "ملتزمان بضرورة الحل السلمي والسياسي للازمة الليبية،على أن تكون محاربة الإرهاب في إطار الشرعية الدولية وفي ظل احترام سيادة وأمن واستقرار هذا البلد". لكن هذا التصريح يطرح تساؤلات كبيرة بخصوص ازدواجية الخطاب الأمريكي اتجاه الأزمة الليبية، فبينما قصفت القوات الأمريكية مدينة صبراتة، الجمعة الماضي، يطل المسؤول الأمريكي لدى زيارته للجزائر ليؤكد أن موقف بلاده منسجم مع موقف الجزائر الداعي إلى الحل السياسي و السلمي، للأزمة، في خطاب مزدوج، ومعلوم أن الجزائر رافعت منذ البدايات الأولى للأزمة الليبية عن الحل السياسي، وإختلفت مع مصر التي دعت في البداية إلى التدخل العسكري قبل ان تعيد النظر في موقفها تحت ضغط الجزائر التي لا ترغب في أن تتحول حدودها الشرقية إلى ساحة للمعارك الضارية، لكن الموقف اللأمريكي بات يطرح إستفهامات عدة، حول ما إذا كانت واشنطن، مرتبكة في تبني موقف ثابت من الأزمة الليبية.