تلجأ بعض السيدات إلى كسر الرتابة التي يقعن فيها في حياتهن الزوجية إلى القيام ببعض التصرفات كاشعال نار الغيرة لدى أزواجهن بطرق تختلف بين امرأة وأخرى، حيث تنتهي مثل هذه المواقف بكوارث حقيقية يكون الطلاق أفضعها والعيش تحت طائل الشك هاجسا في الحياة. م/ ر الغيرة إحساس طبيعي يتواجد عند كل الاشخاص خصوصا الأزواج لكن هذا الشعور الطبيعي أو الغريزة تكون في بعض الأحيان مسيطرة على بعض الزوجات مما يؤدي في عديد من الحالات إلى مجموعة من المشاكل الكثيرة التي تهدم العلاقة بين الزوجين و تصل هذه البلبلة إلى حد الطلاق، فناهيك عن تكزن هذه الغيرة مستقصدة، حيث أن افراط الزوجة في غيرتها يجعلها تخنق الزوج ويحس بذلك بالتقيد والمراقبة طوال الوقت كما أنه يولد عنده شعور بأن الزوجة تشك فيه ولا تثق في حبه لها. ترى ثريا أنَّ تعمُّد إثارة غيرة الرَّجل قد تكون شرارة البداية لنار يصعب السيطرة عليها فيما بعد، وزرعاً للظَّن والشَّك في قلب الزَّوج، وهذه مصيبة قد تكون نهايتها دماراً للاستقرار الأسري. وتقول أمينة "أنا مع وضد في الوقت نفسه، من خلال خبرتي وسنوات زواجي الطَّويلة، وأعتقد أنَّ الزَّوجة قد تتعمَّد إشعال غيرة زوجها؛ لإثارة مشاعر حبِّه ولفت انتباهه؛ للاهتمام بها، كالبهارات التي تجدد الحياة الزوجيَّة، فالمرأة بطبعها تحب الرجل ذا الدم الحامي، والذي يتدخَّل في حياتها وتصرُّفاتها إلى حدٍّ ما، وهذا يُشعرها باهتمامه ويُسعدها، ولكن أن تتعمَّد هي هذا، فأعتقد أنَّ الأمر ليس سهلاً أبداً، فهذا الأسلوب قد يصل أحياناً لحدِّ خراب البيوت". أمَّا رزان ربة المنزل والمتزوجة منذ أربع سنوات، فكان لها منظور ووجهة نظر مختلفة للأمر، وقالت "في الواقع، أنا مع إشعال غيرة الزَّوج، وأحياناً يكون هو السبب في ذلك التصرُّف من قِبل الزَّوجة، فعندما يقوم بعمل أو موقف؛ ليجعلها تغار، سواءً كانت تغار بطبعها وهو يعلم، أم قام بذلك بهدف استفزازها لتغار، فأنا مع أن ترد له ذلك بالمثل، وتثير غيرته، ورغم أنني شخصياً لا أحتاج لذلك، ولم أحاول حتى القيام أو التفكير بذلك مع زوجي، فهو من الأساس غيور جداً وعصبيّ بطبعه، وهذه الأمور لا تحتاج إلى تدخَّل مني وإلا فسأشعل الموضوع". في حين تذهب رشا إلى القول "في فترة الخطوبة وبداية الزَّواج، كنت أشعر بأنَّ زوجي يحاول إظهار مشاعره واهتمامه بكل الطُّرق، ولا يترك مناسبة أو موقفاً إلا وكان يغار عليَّ فيه، وبالطَّبع كان هذا الشُّعور يسعدني ويُشعرني بحبه، ولكن بعد فترة من الزَّواج بدأت هذه المشاعر والاهتمام يقل تدريجياً، لذا بدأت أحاول استفزاز مشاعره؛ لأشعر مرة ثانية بحبِّه، والقصَّة لا تتعدَّى كونها إيقاظاً لمشاعره، والتنبيه بأنني أحتاج لاهتمامه والشُّعور بذلك منه". .. الأسلوب مرفوض عند الطرف الآخر الرجال على الجانب الآخر يرون أن تعمد الزوجة إثارة غيرة زوجها عن قصد، تصرف متهور يؤدي إلى تأزم العلاقة بينهما، يقول خالد "أولاً يعتمد الموضوع على شخصية الزوجة، وبما أنها وصلت إلى هذا التصرف؛ فيعني أنها عديمة الثقة بالنفس، وأيضاً بالشخص المقابل (الزوج)، وعموماً لا يمكن لأنثى عاقلة ناضجة أن تقوم بهذا التصرف؛ لأنها تجهل مدى ردة فعل الزوج". أما محمد فكان رأيه "طبعاً تعمد القيام بأفعال وتصرفات لإثارة غيرة الزوج مرفوض وغير مقبول تماماً، فالرجل الشرقي بطبيعته وفطرته غيور، وليس بحاجة لتدخل من قبل الزوجة لزيادة الوضع، خاصة وأن الأمور قد تتطور، وأحياناً تنقلب الموازين، فبدلاً من أن تشعل غيرته، ينقلب الأمر إلى شك ومشاكل". من جهته إبراهيم قال "بالنسبة لتعمد الزوجة إثارة غيرة زوجها، تختلف نتائجه من طبيعة زوج لآخر، بعضهم يعجبه هذا ويستلذ به، والبعض الآخر يكره ذلك، ويثير الشك والمشاكل بينه وبين زوجته، وقد يصل هذا إلى حد الطلاق لا سمح الله". "سلبية من الزوجة تؤدي إلى تشويه العلاقة الزوجية وزعزعة الثقة بينهما" أخصائية العلاج السلوكي الدكتورة ندى الأطرش، اعتبرت إثارة غيرة الزوج تصرفاً سلبياً من قبل الزوجة، لا يرتبط لا بعمر معين أو مدة محددة للزواج، وإنما يرجع لشخصية الزوجة، التي تلجأ لهذا الأسلوب، إما لشعورها بإهمال زوجها، وإما لغيابه عنها لفترات طويلة، أو عندما تفتقد الشعور بالثقة بنفسها وعدم الرضا عنها، ولا تدرك أن هذا الأسلوب يؤدي إلى تشويه العلاقة الزوجية وزعزعة الثقة المتبادلة بين الشريكين. الرأي الاجتماعي "استفزاز الزوج.. وضع غير سليم" حذَّرت الأخصائية الاجتماعية فاديا العبد الواحد الزوجة من الإقدام على إثارة غيرة الزَّوج مهما كانت الدواعي والأسباب، مشيرةً إلى أنَّ هذا الوضع غير سليم، وبالتالي فنتيجته ستكون غير سليمة، وقد يؤدِّي إلى مشاكل وخلافات تصل إلى حدِّ الطَّلاق أحياناً؛ ما يؤثِّر على كيان الأسرة بأكملها، خاصَّة أنَّ الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن تثير بها غيرة زوجها ستكون مبنيَّة على رجل آخر.