أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، أن ملف مجسمات الشهداء ورموز الجزائر يحظى بمتابعة خاصة نابعة من ضرورة ايلاء عناية كبيرة لرموز الجزائر سواء كانت شخصيات تاريخية أومن الشهداء الذين بفضل تضحياتهم تنعم الجزائر اليوم بالحرية والاستقرار والنمو. وأوضح الوزير في رده عن سؤال النائب حسن عريبي عن جبهة العدالة والتنمية وعضولجنة الدفاع الوطني، المتعلق بمجسم الذي يمثل الشهيد العربي بن المهدي الذي تم تنصيبه مؤخرا بوسط مدينة عين مليلة ولاية أم البواقي وكذا مجسم العلامة إبن باديس الذي نصب وسط مدينة قسنطينة واللذان أثارا الكثير من الجدل، انه قد تم اتخاذ الإجراءات اللازمة بخصوصهما، وأشار إلى أن الحكومة تحرص كل الحرص على الحفاظ على رموز الجزائر تخليدا لتاريخ الجزائر. وقال الوزير، "بالنسبة إلى الحالة الأولى والتي تزامنت مجرياتها مع مناسبة إحياء الذكرى 59 لاستشهاد البطل الرمز محمد العربي بن مهيدي، حيث انه تلبية لطلب الأسرة الثورية ورفقاء الشهيد وجهت تعليمات لغرض انجاز مجسم نصفي للشهيد تخليدا له وتثمينا لتضحياته الجسيمة من اجل استقلال الجزائر"، وأوضح انه قد أسندت العملية بعد إجراء المناقصة إلى فنان ساب من الولاية قام بنحت المجسم وتم وضع الأخير بعد انجازه يوم 03 مارس 2016 بمفترق الطرق بمدينة عين مليلة باتجاه ولاية باتنة، إلا إن هذا المجسم كانت تعتريه بعض النقائص والشوائب في ملامح الشهيد مما خلف بعض التعاليق السلبية واستياء بعض الجمعيات المحلية. وأضاف بدوى، انه أيام قليلة بعد ذلك اتخذت السلطات الولائية قرار إزاحة المجسم لتدارك النقائص وكلفت مدير التجهيزات العمومية للولاية للاتصال بأحد الفنانين من الجزائر العاصمة خريج مدرسة الفنون الجميلة لانجاز مجسم جديد خاصة وان هذا الفنان له مراجع وسبق له انجاز العديد من المجسمات والتماثيل على مستوى الوطن، وأشار إلى انه قد فرض على الفنان ضرورة الاتصال بعائلة الشهيد للحصول على صورة له، كما تم الاتفاق معه على أن عملية التركيب لن تتم الا بعد موافقة لجنة مختصة مشكلة من السلطات المحلية، الأسرة الثورية وعائلة الشهيد، وقد شرع الفنان في أشغال الانجاز قصد تحضير المجسم وتدشينه خلال مناسبة وطنية لاحقة. وبخصوص الحالة الثانية فقال الوزير "إن مجسم العلامة عبد الحميد ابن باديس هوعبارة عن هبة من احد المقاولين المحليين الذين شاركوا في عملية تهيئة ساحة احمد باي والذي أبى إلا أن يساهم في هذه التظاهرة مجانا دون أن يكلف الخزينة العمومية دينار واحد وقد تم تصميم المجسم طبقا لصورة العلامة عبد الحميد ابن باديس بواسطة تقنية ثلاثية الأبعاد، إلا أن هذا المجسم كان مصدر تعاليق سلبية لذلك وتفاديا إلى أي تفسيرات يمكن أن تؤدي إلى المساس بحرمة هذا الرمز الوطني، اتخذت السلطات المحلية الإجراءات اللازمة من اجل إزالة المجسم من المكان موضع التساؤلان حيث تمت حمايته والاحتفاظ به في مكان لائق".