الجزائر عالجت مأساة التسعينيات بحكمة وصبر وشجاعة دعا رئيس الجمهورية, عبد العزيز بوتفليقة, الأربعاء الشباب الجزائري إلى التجند من أجل بناء إقتصاد وطني "متحرر من التبعية المفرطة للمحروقات" ولضمان اطراد مسار التنمية الإقتصادية والإجتماعية. وفي رسالة له عشية إحياء الذكرى الستين لليوم الوطني للطالب, أوضح رئيس الجمهورية أنه "حان الوقت اليوم, أكثر من أي مرحلة مضت, لكي يتجند شبابنا عامة ونخبتنا خاصة لكي يكون في مقدمة الصف في معركة بناء اقتصاد وطني متحرر من التبعية المفرطة للمحروقات ولكي نضمن اطراد مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية الذي قطع مشوارا معتبرا لحد الآن". ودعا الرئيس بوتفليقة شباب الجزائر إلى التدبر في هبة أسلافهم للنهوض بالثورة التحريرية المظفرة وعقد العزم على "رفع هذا التحدي خدمة لمستقبلكم, وخدمة لازدهار شعبكم وحفاظا على استقلال وطنكم, استقلال يتعزز ويصان باستقلال بلادنا ماليا واقتصاديا, وبقدرة الجزائر على مغالبة المنافسة العالمية التي لا ترحم وتبوء مكانتها المشروعة في ركب الدول مكانة تكون في مستوى قدراتها المادية والاقتصادية والبشرية خاصة". من جهة أخرى, ذكر رئيس الجمهورية بحرص الجزائر المستقلة على وضع رهان اكتساب أبنائها وبناتها العلم والمعرفة في طليعة أهدافها "انتقاما لحرمان شعبنا من العلم أثناء حقبة الاستعمار الغاشم وحرصا على تسلح أجيالها الصاعدة بالعلم والمعرفة لكي يساهموا بكل جدارة في الجهاد الأكبر جهاد البناء والتشييد". وأبرز أن أكبر انتصار صنعته الجزائر المستقلة "تحقق بتكوين أبنائها وبناتها عبر العقود منذ الاستقلال, وأحسن دليل على ذلك كون الجزائر اليوم تزخر بارتياد ربع سكانها يوميا المدارس والمعاهد ومراكز التكوين والجامعات وهذا حتى في الضائقة المالية التي ألمت بها جراء الانخفاض الفادح لأسعار النفط في السوق العالمية". وفي سياق حديثه عن الثورة , أوضح الرئيس أن إنضمام الطاقات الفكرية والعلمية الجزائرية إلى صفوف الثورة التحريرية في 19 ماي 1956 "أعطاها نفسا جديدة"., ذكر إن "انضمام ما كان يملكه الشعب الجزائري من طاقات فكرية وعلمية إلى صفوف الثورة جدير بأن نعده المحطة التاريخية الثالثة للثورة التحريرية بعد إعلانها في أول نوفمبر 1954 وأحداث 20 أوت 1955 ذلك لأنه أعطى نفسا جديدا للثورة وسفه محاولات القوة الاستعمارية التي كانت تراهن على كسب النخبة الجزائرية المتعلمة لتجعل منها نموذجا يحمل بقية الجزائريين على تقبل الاندماج المعروض عليهم". وشدد على أنه كان لهذا الحدث "فضل عظيم في مجريات تطور العمل المسلح والدبلوماسي والسياسي في تلك الحقبة", مشيرا إلى أنه "بوأ الثورة مقاما رفيعا في المحافل الدولية وكسبت به تعاطف كل أحرار العالم في ذلك الوقت, شعوبا وحكومات, وتأييدهم". ونوه الرئيس بوتفليقة بتمكن الجزائر من معالجة المأساة التي مرت بها خلال التسعينيات من القرن الماضي "بحكمة وصبر وشجاعة وهي الفضائل المستمدة من تلك القيم التي غرستها فينا الثورة التحريرية المباركة". وأردف قائلا "فبفضل الشعب انتصر السلم والوئام والمصالحة على التقاتل والأحقاد والبغضاء, وبنفس الإرادة والتصميم والوعي سيغالب شعبنا كل التحديات, ببنائه دولة الحق والقانون على شروط موضوعية وأسس دستورية تكون فيها مؤسسات الشعب هي الحكم والمرجع الذي يقرر مستقبل الأمة".