تتحدث النجمة العالمية والبطلة الأولمبية حسيبة بوالمرقة في هذا الحوار الجريء والساخن عن المنتخب الوطني الجزائري والنتائج الضعيفة التي يسجلها من لقاء لآخر، “المنظومة الكروية في الجزائر فاشلة“ “تطبيق الاحتراف يحتاج إلى دعم مالي كبير“ “يجب تعديل القوانين التي تنظم الاحتراف“ إضافة إلى مشاركته الأخيرة في مونديال جنوب إفريقيا والخروج المبكر منه، وكذلك المنافسات القارية والعربية التي لعبتها في مصر والكيفية التي كنت تعامل بها الوفود الجزائرية هناك.. مساء الخير بوالمرقة ومرحبا بك في مدينتك قسنطينة. شكرا جزيلا على الترحيب. ما هو سبب الزيارة يا ترى ؟ الزيارة كانت من أجل إتمام أشغال الجمعية العامة لفريق مواهب أتليتيك قسنطينة، وهو ما حصل فعلا وقمنا كذلك بتكريم الرياضيين المتفوقين وكذا المدربين وكل من ساعد هذه الجمعية التي تعمل على تكوين المواهب الشابة، بالإضافة إلى أن هناك مموّلين جددا للفريق تم التعاقد معهم مؤخرا من أجل تدعيمه وهو السبب الذي جعلني أكون هنا اليوم في قسنطينة. بما أن المنتخب الوطني الجزائري يصنع الحدث هذه الأيام سواء بالانتصارات أو بالهزائم نود أن نعرف إن كانت حسيبة تتابع المنتخب الوطني الجزائري أم أن متابعتك للأفناك جد عادية ؟ أتابع المنتخب بصفة عادية كأي مواطن عادٍ. كيف ترين مستوى المنتخب الوطني الجزائري الآن ؟ اعتقد أنه من الخطأ أن نتحدث عن منتخب وطني قوي لأن فريقنا لازال ضعيفا وبعيدا كل البعد عن المستوى العالي، كما أنه يحتاج إلى المزيد من العمل لمدة أطول من أجل تحسين طريقه لعبه، والشيء الغريب أنه رغم المساندة الشعبية الكبيرة إضافة إلى الدعم المالي الكبير من طرف الدولة الجزائرية والإمكانيات الهائلة التي تم توفيرها منذ مدة إلا أن هذا المنتخب لا يزال ضعيفا نوعا ما مقارنة بالفرق العالمية الكبرى. ما هو الحل في رأيك ؟ هناك الكثير من الحلول، فعلى سبيل المثال العمل القاعدي على المستوى البعيد والمتوسط والتحضير الجيد والقيام بتربصات خاصة قبل أي لقاء إضافة إلى الابتعاد عن البلبلة وافتعال المشاكل لأي شخص يريد العمل لأن هذا لن يقودنا لأي نتيجة إيجابية. هل المشكلة تكمن في المنتخب الوطني فقط أم أنها أكبر من ذلك ؟ مشكلة المنتخب الوطني تكمن في العجز الذي تعاني منه المنظومة الكروية الجزائرية، لأن الجميع يعرف أن كرة القدم تعاني منذ مدة طويلة جدا من الضعف في المستوى الفني، ولا يجب أن ننسى أن المنتخب الوطني الجزائري لم يتأهل إلى كأسي إفريقيا 2006 و2008، كما أن المشكلة ليست في كرة القدم فقط بل هي في كافة المجالات الرياضية، فأنت تجد كل أنواع الرياضات تعاني من نقص فادح في الإمكانيات وكل ما نقوم به بصفة عامة اليوم هو بريكولاج. على ذكر البطولة الوطنية هذه السنة تم تكوين الرابطة الأولى والثانية المحترفة هل ترين أن تطبيق الاحتراف الآن ممكن في الجزائر ؟ الجزائر بأي حال من الأحوال ليست مستعدة للاحتراف حاليا، خاصة أن الحديث عن هذا المصطلح يعني الحديث عن مئات الملايير التي يجب استثمارها في هذا المجال، ولا اعتقد أن الدولة تستطيع أن تموّل جميع الفرق خاصة أن الاقتصاد الوطني ضعيف إضافة إلى أنه لا توجد الآن شركات جزائرية أو دولية باستطاعتها أن تموّل فرق كرة القدم، كما أن المسألة مسألة ذهنيات خاصة أن الجزائريين اليوم لا زالوا يعيشون في وسط رياضي قديم نوعا ما، ويجب علينا أن ننتظر ونصبر لعل وعسى تتحسّن الأحوال في المستقبل، كما أن هناك أمرًا آخر. ما هو ؟ من الضروري أن يعلم الجميع أن نجاح الاحتراف في أوروبا أو حتى في دول أقل تطورا كتركيا مثلا كان مؤتبطا بشروط عديدة، حيث يجب أن نشجع المستثمرين على القدوم إلى الجزائر وتمويل جميع الرياضات من دون أي استثناء، كما أن هناك الكثير من المنظمات الرياضية الدولية تتكفل بهذه الأمور، إلا أننا للأسف لا زلنا نجهل أو نتجاهل هذه المنظمات التي من شأنها أن تحسّن الوضع المالي للبطولة، كما أنه من الضروري تعديل القوانين التي تسيّر الاحتراف الذي لن يتم إلا بتوفير كل ما قلناه. هل تابعت كأس العالم الأخيرة بجنوب إفريقيا ؟ طبعا تابعت البطولة في بيتي لأنه كانت هناك الكثير من الفرق العالمية الكبيرة التي أحبها كثيرا مثل الأرجنتين والبرازيل وانجلترا، وهي الفرق التي تتمتع بسمعة كبيرة وتملك لاعبين من المستوى العالي. كيف تقيّمين مشاركة المنتخب الجزائري ؟ كانت مشاركة المنتخب الوطني الجزائري ضعيفة جدا من خلال النتائج المسجلة في اللقاءات الثلاثة التي لعبها، وهو أمر متوقع جدا خاصة أن هذا الفريق لم يحضّر بالشكل المطلوب من أجل مقارعة الكبار، وكان يحتاج إلى عمل أطول وأكبر من الذي قام به في التربصين، كما أنه كان بحاجة إلى لعب لقاءات ودية كبيرة وفي المستوى العالي، كما أن الطريقة الدفاعية التي لعب بها مرفوضة وكان على المدرب انتهاج اللعب الهجومي، حتى وإن لم نتأهل إلى الدور الثاني فإن تسجيل هدف على الأقل كان من شأنه أن يغيّر الكثير من الأشياء. كرياضية شاركتي من قبل في الكثير من البطولات الدولية، بماذا يشعر الرياضي وهو يمثّل بلده خاصة أن أنظار أكثر من ملياري شخص مصوبة تجاهه ؟ أول شيء نعاني منه هو الضغط الكبير الذي ينتاب الرياضي مهما كانت المنافسة التي سيلعبها، وصدّقني أن الضغط الذي يتولّد عن الأصدقاء والعائلة والوطن أكبر من ذلك الضغط الذي ينتاب اللاعب وهو يعلم أن الملايين يشاهدونه على شاشة التلفاز، وهنا يظهر الدور الذي يقوم به المدرب والطاقم الفني والمختصون في علم النفس حيث يبقى الجميع مطالبا بمساعدة الفرق من أجل التخلص من كل الاضطرابات التي من شأنها أن تفشل اللاعب في المنافسة، لأن المنهج التدريبي تغير كثيرا اليوم خاصة أن كل شيء يتطور من حولنا والبلدان الكبرى تتقدم بسرعة في جميع المجالات الرياضية في الوقت الذي لا زلنا فيه نعمل بالطرق القديمة كما أن التسيير له أناسه. ما رأيك في الاستقالة الأخيرة للناخب الوطني رابح سعدان وتعيين عبد الحق بن شيخة ؟ شيء طبيعي أن يستقيل المدرب الوطني من على رأس المنتخب خاصة أنه أمر عادٍ يحدث في أكبر المنتخبات العالمية كما حدث في الأرجنتين والبرازيل وغيرها من الدول التي لها سمعتها الكبيرة في هذا المجال، اعتقد أن المدرب الوطني سعدان فشل في كأس العالم الأخيرة وكان من الأفضل له وللمنتخب أن يستقيل بعد نهايتها مباشرة، وعدم الانتظار إلى غاية الوصول إلى طريق مسدود بينه وبين الجماهير التي كانت تحبه، وأظن أن الانسحاب ثقافة يمتلكها الكثير من المدربين العالميين وهو أمر عادٍ. هل يستطيع المدرب الحالي عبد الحق بن شيخة أن يستمر مع المنتخب وينجح في تحقيق الأهداف المنشودة ؟ بن شيخة مدرب معتاد على تدريب الأندية خاصة الأندية الجزائرية والتونسية وبرز، لكن تدريب الفريق الوطني أمر آخر عليه أن يجرب حظه ونتمنى له التوفيق، الفريق لا يزال في التصفيات وعلينا أن نصبر قليلا لأنه ما زالت هناك الكثير من اللقاءات في اللعب وعلى المنتخب الفوز بها. من هي الشخصية التي تعتبرينها الأكثر تأثيرا في المنتخب الوطني سواء كان لاعبا أو مسيرا أو من الطاقم الفني ؟ رفيق حليش بطل ببساطة. تعتقدين أن حظوظ الجزائر لا زالت قائمة في التأهل إلى كأس إفريقيا القادمة ؟ بالطبع فحظوظنا لا زالت قائمة إلى غاية الآن، إضافة إلى أن لقاء إفريقيا الوسطى ليس مصيريا إلا أنه كان مهما، والآن علينا أن نرى ماذا سنفعل. من دون شك فإنكي شاركت من قبل في تجمعات رياضية في مصر ؟ (تضحك) على كل حال أنا شاركت في كل المنافسات وأخذت كل الألقاب القارية والعالمية والأولمبية والخاصة بالبحر الأبيض المتوسط، ومن بين هذه البطولات كانت هناك بطولة في مصر، وما استطعنا أن نستنتجه هو أن المصريين لا يمتلكون الروح الرياضية اللازمة عند الخسارة والتي تسمح لهم باكتساب الاحترام من طرف الفرق الأخرى، كما أنهم يلعبون بحماس زائد عن اللزوم ولا يتحكمون في أعصابهم بعد الخسارة، إضافة إلى أن جميع المنافسات التي لعبناها في مصر كانت في غاية الصعوبة، وهذا دون الحديث عن مضايقات الصحافة المتكررة والتي نعاني منها بصفة متكررة. ما هو رأيك فيما حصل للفريق الجزائري في القاهرة ؟ اعتقد أن الأمور ضُخمت نوعا ما من الجانبين وتم تغليط الرأي العام الجزائري والمصري، والرياضة وجدت من أجل توحيد الشعوب وليس تفريقها ونحن نرى اليوم نتائج ما فعله الإعلاميون. شكرا بوالمرقة وسعيدون لمحاورتك ونبلّغك تحيات طاقم الجريدة. لا شكر على واجب وتحياتي للجميع.