تناولت ''الجزائر نيوز'' الإشكال المطروح من طرف أغلب المتتبعين لشؤون كرة القدم الجزائرية، والمتمثل في مدى قدرة استجابة الأندية الجزائرية للاحتراف الذي أصبح مطلبا محتوما وإجباريا تطبيقه ابتداء من الموسم المقبل· وفي هذا الصدد، ارتأينا أخذ مجموعة من وجهات النظر لمختلف الفنيين والخبراء· نصر علي عقل (خبير من جامعة السابع من ليبيا): هناك ضوابط ضرورية من أجل نجاح الاحتراف الرياضة تعتبر عصب الحياة ومقياسا لتطور المجتمعات في عصرنا الحديث وأصبحت إحدى المحركات الاقتصادية في العالم بعدما طغى العالم عليها· وبصفة عامة، فإن تطبيق الاحتراف الذي يعتبر لغة التعامل في العصر الرياضي الحالي يحتاج إلى تنظيم وربط التفاعل بين الرياضيين والأندية الرياضية، وتحتاج الأندية إلى وجود لجان محترفة لإدارة شؤون اللاعبين المحترفة، إلى جانب ضرورة تطبيق الاحتراف بصورته الحقيقية على ضوء لوائح الاتحاد الوطني للعبة، إضافة إلى ضرورة بناء استراتيجية واضحة للاحتراف الرياضي ووضع اللوائح الخاصة والمنظمة للعمل الاستثماري داخل مجال الاحتراف· توفيق قريشي (مدرب ومحلل): مستوى المسؤولين على الأندية أكبر عائق لدخول الاحتراف الجولة الجزائرية وفّرت جميع عوامل إنجاح الاحتراف في كرة القدم سواء من الناحية المالية أو المادية، غير أن السؤال الذي أطرحه هل نملك العنصر البشري الكفء والقادر على تطبيق مناهج الاحتراف، نحن نرى اليوم طريقة تسيير عشوائية للأندية الجزائرية ومسيرين لا علاقة لهم بالكرة، ومن غير الممكن وضع الثقة فيهم للنهوض بالكرة ببلادنا إلا القلة فقط منهم· الوصول إلى الاحتراف يجب أن يمر بداية بالمسؤول، هذا الأخير مطلوب منه توفير عدة شروط لإنجاح العملية على رأسها المستوى الثقافي الذي لا نجده في أغلبية مسؤولي الكرة عندنا، وللأسف فاقد الشيء لا يعطيه، و بالتالي فإن هذا المشكل يشكل عائقا لدخول عالم الاحتراف، الذي لا بد له من وضع ضوابط وشروط ملزمة للأندية حتى نتحوّل من التسيير الهاوي إلى الاحترافي· بيرة عبد الكريم (مدرب و محلل): دخول الإحتراف يتطلب بعض الوقت لفهم أبجدياته الاحترافية في كرة القدم أصبحت اليوم حتمية ضرورية لأنديتنا الجزائرية من أجل مواكبة العولمة، وما وصلته أكبر الأندية عبر مختلف دول العالم، رئيس الجمهورية قدم جميع الإمكانيات لتجسيد هذا المشروع على أرض الواقع انطلاقا من السنة المقبلة· وبالنسبة لتحويل الأندية إلى شركات اقتصادية على غرار شركات ذات أسهم، فلن يشكل عائقا بالنسبة للفرق الجزائرية باعتبار أن النصوص القانونية واضحة في هذا المجال، غير أن هذا يتطلب بعض الوقت خاصة وأن هناك عدة إجراءات يتطلب وضعها وتخطيط سابق قبل الانطلاق في الاحترافية· ومثل هذه الملتقيات لديها دورها الكبير في التعريف بالإجراءات التي تسبق دخول الاحتراف في كرة القدم من جميع الجوانب عن طريق التدخلات التي يقدمها المحللون والخبراء· كابويا محمد (خبير من جامعة المسيلة): تأخرنا كثيرا لولوج عالم الإحتراف الاحتراف يجب ترسيخه في ذهنية جميع أطراف فريق كرة القدم سواء كان مسيرا أو لاعبا، الإشكال الذي جعلنا نتأخر في ولوجه يتعلق أساسا بسوء التسيير الذي يميز الأندية ببلادنا، فالدولة قدمت أموالا طائلة للفرق عن طريق التمويل الرياضي و التي صرفت في جهات غير تلك التي حددت لها، فالمسير لا يفكر بطريقة احترافية مستقبلية، و كل ما يبحث عنه هو مصلحة فريقه لفترة زمنية قصيرة لا تتجاوز الموسم الواحد، ويبقى الجهل بقاعدة التفكير في مستقبل الفريق، نحتاج لأشخاص مسيرين ذوي كفاءة وثراء كروي· الاحتراف اليوم سوف يحول الأندية إلى مؤسسات اقتصادية ويجعل من رياضة الكرة مؤسسة تجارية· قاسمي فيصل (خبير من جامعة سوق أهراس): النموذج الاحترافي الفرنسي أفضل ما تقتدي به الجزائر تعاني بلادنا من اختلاف كبير من ناحية النموذج الاقتصادي للأندية مقارنة بدول أوروبا، إضافة إلى افتقادها لملكية الملاعب والمنشآت الرياضية، إلى جانب محدودية مداخيل الفرق من الإشهار والتمويل ومبيعات التذاكر التي تبقى محدودة أو منعدمة، وقد أثر ضعف المنافسة الاقتصادية في تمويل الأندية الجزائرية سلبا على نتائج كرة القدم وانعكس على تراجع الترتيب على المستوى القاري والدولي رغم أن الدولة الجزائرية تشجع على دخول الاحتراف· ولتجاوز هذه الظاهرة لا بد من الاقتداء بالنموذج الفرنسي الذي تبناه الاتحاد الأوروبي المتمثل في تحديد كتلة الأجور الكلية للأندية وحماية الفرق المهتمة بالتكوين على مستوى الفئات الصغرى·