استطاعت حسيبة بوالمرقة أن تصنع اسما لامعا في عالم الرياضة النسوية، لاسيما بعد أن وقعت أوراقها من ذهب، وحققت ما عجز عنه الاولون، بالوصول إلى المستوى العالمي والأولمبي، فاتحة بذلك باب التألق للفتيات الجزائريات اللواتي واصلن المسيرة على نفس المنوال، وما يزلن يحققن نتائج إيجايبة الى وقتنا الحالي· وكانت البداية مع حسيبة المولودة بتاريخ 10 جويلية 1968 بقسنطينة في ألعاب القوى تحت إشراف المدرب شريف قرايسي لتتنقل بعدها الى العاصمة، حيث انخرطت في فريق شباب ميكانيك بلكور تحت قيادة عمار بوراس (رئيس الاتحادية الجزائرية لألعاب القوى)··· تحصلت حسيبة على أول لقب عربي للعدو في البطولة العربية التي جرت فعالياتها ببغداد (صنف وسطيات)، وبالعمل الجاد والإرادة، تمكنت أن تقفز إلى العالمية لتكون أول امرأة عربية تفوز بلقب عالمي في مونديال طوكيو 1991، حيث نالت ميدالية ذهبية في سباق ال 1500م، في وقت زمني قدره 04 د، 2 ثا و21 ج، وبعدها انتزعت ميداليتين ذهبيتين في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط في أثينا (اليونان)· وطرقت حسيبة باب الأولمبياد سنة 1992 التي أقيمت ببرشلونة بقوة، بحصولها على ميدالية ذهبية محققة زمنا قدره 3 د 55 ثا و40ج، وفي نفس العام تحصلت على المرتبتين الأولى والثانية في سباقات 800 و1500م، وهذا في دورة الألعاب المتوسطية التي أقيمت في ناربون·· وفازت بعدها ببرونزية في سباق 1500 م بزمن قدره 04 د، 4 ثا و28 ج في بطولة العالم الرابعة لألعاب القوى، التي أقيمت في اشتوتغارت (ألمانيا)·· ولم يتوقف حصادها عند هذا الحدّ، بل واصلت البروز لتحرز ذهبية أخرى في سباق 1500م، وهذا في كأس العالم السابعة التي أقيمت بلندن عام 1994، حيث سجلت زمنا قدره 04 د 1 ثا و5 ج، كما حققت المركز الاول في سباق 1500م بأولبياد طوكيو ، وفازت بالميدالية الذهبية لسباق 1500م في بطولة العالم الرابعة لألعاب القوى التي أقيمت في غوت بورغ بالسويد سنة 1995، وهذا في ظرف 04 د، 2 ثا و42 ج· واستقطبت بوالمرقة إعجاب مسؤولي الرياضة الإفريقية، حيث كرمت في مارس الماضي من طرف جمعية "جابو" بداكار، ومنحتها درع المجد تقديرا لها على المجهودات التي بذلتها كرياضية إفريقية وتقديرا لما قدمته للقارة الإفريقية، وكان تكريمها بمثابة جائزة يمنحها المجلس الأعلى للرياضة في إفريقيا كل سنة لنجم إفريقي، وزيادة على ذلك، فقد عينتها الجمعية رئيسة اللجنة لاختيار المتوجين السنة الموالية في اجتماع أبوجا 2008· وعن حسيبة قال الجمهور: - "ن· ك" من باش جراح: "من منا لا يتذكر زغاريد النساء التي كانت تتعالى في شرفات العمارات، وكذا أهازيج الشباب الذين كانوا يخرجون إلى الشوارع للتعبير عن فرحتهم عندما تفوز حسيبة، وترفع العلم الوطني في خرجاتها الدولية"· - "ص· ر" من الجزائر العاصمة: "كانت سعادتنا محدودة في ذاك الزمن، لكن أمثال حسيبة ونورالدين مرسلي وبنيدة مراح، كانوا مناسبات يجتمع فيها الجزائريون، كيف لا والنشيد الوطني على مرأى ومسمع العالم؟!"· - "ج· ن" من القبة: "نود لو تعود بنا الذاكرة الى ذاك الزمان أين كان العنصر النسوي يشرف العلم الجزائري، ونتمنى أن يتكرر نفس السيناريو في الوقت الحالي، حتى يكون فيه خلف لحسيبة بأخد مشعل النضال وحب الوطن الذي هو مصدر العزيمة"·