عاد شباب قسنطينة بنقطة التعادل من السفرية التي قادته أول أمس إلى سكيكدة أين تبارى مع الشبيبة المحلية برسم الجولة ال 23 من عمر بطولة القسم الثاني، وهي النتيجة التي مكنت أبناء سيدي راشد من الحفاظ على آمالهم في التنافس على البطاقة الوحيدة التي تخوّل لصاحبها اللعب في دور الأضواء العام المقبل، في انتظار تأكيد أحقيتهم في الصعود خلال الجولات القادمة خاصة وأن الفارق الذي يفصل الشباب عن صاحبة المرتبة الأولى مولودية سعيدة هو 5 نقاط فقط. استقبال أخوي ورياضي يبدو أن مبادرات الصلح التي أطلقها العديد من العقلاء من الجانبين القسنطيني والسكيكدي قد أتت بثمارها سريعا، وهذا بعدما حظي وفد الفريق باستقبال أقل ما يقال عنه إنه أخوي ورياضي بأتم معنى كلمة من قبل المسؤولين في سكيكدة، خاصة وأن الروح الرياضية العالية ميزت المواجهة قبل انطلاقها وحتى بعدها حيث لم يتم تسجيل أي تجاوزات تذكر، ما ينبئ بأن هناك نية صادقة من الطرفين لتحسين العلاقات بين الفريقين الجارين من الآن فصاعدا. اللاعبون فرحوا كثيرا بنقطة التعادل بالرغم من أن اللقاء انتهى على نتيجة التعادل هدفين في كل شبكة والشباب لم يعد بكامل الزاد، إلا أن فرحة اللاعبين بالنقطة التي حصلوا عليها كانت عارمة بعد نهاية اللقاء، خاصة وأنهم عاشوا أياما عصيبة بعد الخسارة في الجولة الماضية بحملاوي أمام اتحاد بلعباس، ما جعلهم يعقدون العزم على إثبات أن ما حدث في ذلك اللقاء لم يكن إلا كبوة جواد. ستساعدهم معنويا في باقي المنافسة من شأن هذه النتيجة التي تعتبر إيجابية على العموم أن ترفع كثيرا من معنويات أشبال “رواس” وتعطيهم جرعة أوكسجين لتجديد العهد مع الانتصارات والعودة إلى الواجهة من جديد كأبرز المرشحين للصعود، خاصة وأنهم عاشوا ضغطا نفسيا شديدا خلال الأسبوعين الأخيرين. عودتهم مرتين في النتيجة تؤكد رغبتهم في الفوز من أهم النقاط الإيجابية التي ميزت أداء التشكيلة أمام سكيكدة هي العودة القوية في كل مرة يكون فيها الفريق متخلفا في النتيجة، فبعد هدف بومدين من جانب المحليين لم يقف رفقاء إيديو مكتوفي الأيدي، بل ضاعفوا مجهودهم من أجل تعديل الكفة وهو ما كان لهم، ليكون رد الفعل نفسه بعد تلقي شباك ضيف للهدف الثاني. نحيلي لعب مدافعا أيمن بالنظر إلى محدودية التعداد وغياب البدائل الكفيلة بتعويض العناصر الأساسية في حال الإصابة أو العقوبة، اعتمد رواس على المدافع نحيلي ظهيرا أيمن في المباراة بالرغم من أن اللاعب لم يتعوّد على هذا المركز الذي يعتبر جديدا عليه خاصة وأنه يجد نفسه أحسن عندما يتم إشراكه على الجهة اليسرى، إلا أن نحيلي أدى ما عليه طيلة ال 90 دقيقة وغطى جهته جيدا، كما لم يتوان عن التقدم إلى الأمام لمساعدة المهاجمين ومساعدة فريقه على تحقيق نتيجة إيجابية. بوقوس عاد من الإصابة عاد المهاجم “بوقوس” إلى أجواء المنافسة وهو الذي غاب عن آخر لقاء بداعي الإصابة، كما أنه تخلف عن عدد معتبر من الحصص التدريبية بسبب الآلام، ومع هذا فقد تمكن ابن قسنطينة من تقديم لقاء في المستوى بفضل الحرارة التي لعب بها والتي عوض بها نقص اللياقة البدنية الناتج عن توقفه عن التحضير لعدة أيام. ... وتمكن من فك عقدة التهديف بعد أن عانى من هاجس نقص الفعالية أمام المرمى في الكثير من الجولات، جدد أخيرا بوقوس العهد مع التسجيل بعد أن وصل إلى شباك المحليين منتصف الشوط الثاني، وبذلك وضع اللاعب السابق لمولودية باتنة حدا لهذا المشكل الذي أصبح بمثابة العقدة التي لازمته طويلا، كما قد يكون هذا الهدف نقطة تحول في أدائه لما تبقى من لقاءات. وشام لم يكن في المستوى حظي المهاجم وشام باستقبال خاص من قبل أنصار سكيكدة الذين قابلوه بالهتافات والتصفيق كلما لمس اللاعب الكرة، ما يؤكد أن الأجواء بين الفريقين تحسنت كثيرا عما كانت عليه في المواسم القليلة الماضية وأن الحساسية الزائدة أصبحت من الماضي خاصة وأن إدارة الفريقين رحبت بفكرة الصلح وفتح صفحة جديدة، وعلى غرار أغلب المباريات التي خاضها هدا الموسم، لم يقدم الجناح الأيسر للشباب الشيء الكثير طلية مجريات اللقاء، حيث كان ظلا لنفسه ولم يشكل خطرا كبيرا على دفاع السكيكديين، وهو الأمر الذي يترك علامة استفهام في كل مرة بما أن اللاعب السابق لشباب باتنة لا يختلف اثنان عن الإمكانات الفنية الكبيرة التي يتمتع بها والتي لم يظهر منها إلا الشيء القليل إلى حد الآن. إيديو خلف بولمدايس في المركز والتسجيل قدم المدافع إيديو الذي لا يزال في صنف الأواسط مباراة قوية وكان أحد أحسن العناصر الموجودة على المستطيل الأخضر بالرغم من افتقاره للخبرة اللازمة في مثل هذه المواعيد، هذا وقد لعب ابن سيدي مبروك مدافعا أوسط مكان بولمدايس الغائب الأبرز عن لقاء سكيكدة، كما أن إيديو خلف أيضا بوالمدايس في مهمة التسجيل بعدما وصل صاحب ال 19 ربيعا إلى مرمى المحليين قبل دقيقتين من نهاية الوقت الرسمي للمباراة، مع العلم بأن هذا الهدف هو الأول له بألوان النادي. بوخدنة لم يرافق الفريق لسوء تفاهمه مع الإدارة على غير العادة، غاب مساعد المدرب بوخدنة عن سفرية سكيكدة، ويعود السبب إلى سوء تفاهم مع المسؤولين في النادي، الأمر الذي جعله يبتعد مؤقتا في انتظار أن يلتقي مع المسؤولين في الساعات القادمة من أجل وضع النقاط على الحروف فيما يخص مستقبله مع النادي.