عاد اتحاد العاصمة مرة أخرى بنتيجة إيجابية من خارج الديار بما أنه نزل ضيوفا على الجار اتحاد الحراش، حيث تمكن أبناء “سوسطارة“ من العودة بنقطة تعتبر جرعة أوكسجين مكنت الفريق من تجاوز الهزيمة التي تلقاها أمام شبيبة بجاية السبت الماضي. هذا التعادل كان بمثابة الدواء للجرح الذي خلفه التعثر الأخير الذي كان وقعه شديدا على الفريق خاصة أنه الثالث على التوالي داخل الديار. والغريب في الأمر أن الاتحاد يحسن التفاوض خارج الديار ففي الجولة الثالثة تمكن من الفوز في تلمسان وها هو اليوم يحرز تعادلا بطعم الفوز، وهو دليل على أن الاتحاد يحسن اللعب بعيدا عن ملعبه. عبدوني يؤكد أنه حارس كبير ولعل الفضل الأكبر في النقطة التي عاد بها الاتحاد يعود بالدرجة الأولى للحارس عبدوني الذي رغم الضغط الذي كان عليه كونه واجه الفريق الذي تدرج في أصنافه إلا أنه تمكن من تأدية مباراة في القمة، خاصة في الشوط الثاني أين أنقذ مرماه من ثلاثة أهداف محققة، وهو الأداء الذي يؤكد مرة أخرى أن عبدوني حارس من طينة الكبار. لأول مرة الدفاع كان في يومه الطرف الآخر الذي كان أداؤه إيجابيا في هذه المباراة هو الدفاع الذي ظهر بوجه مغاير تماما لذلك الوجه الذي ظهر به أمام شبيبة بجاية السبت الماضي وخلال الجولات الأربع الأولى عموما، حيث تلقى الفريق قبل مباراة أول أمس ثمانية أهداف لكن الفريق عرف كيف يرد الاعتبار لنفسه بسرعة وظهر بوجه مغاير تماما بالرغم من أن المدرب لم يجر تغييرات كثيرة، والنتيجة هي التعادل وعدم تلقي أي هدف في مفاجأة لم يتوقعها أشد المتفائلين في الاتحاد. رابحي وبن عيادة دون خطأ وإذا تحدثنا بالتفصيل عن مستوى الدفاع أمام الحراش فنقول إن أداء الظهيرين بن عيادة ورابحي كان متميزا، فرغم أن ظروف المباراة حتمت عليهما عدم الصعود كثيرا في الرواقين إلا أننا نقيّم أداءهما من الناحية الدفاعية فقط إذ نجحا إلى حد بعيد في غلق المنافذ على الرواقين ومعظم الفرص التي حصل عليها اتحاد الحراش كانت إما من ركنيات أو مخالفات. انسجام كبير بين شكلام وعوامري ولأول مرّة لعب شكلام وعوامري في محور الدفاع دون لاعب ثالث، وعلى العموم كانا منسجمين ف عوامري كان يساعد رابحي على الجهة اليسرى وشكلام كان يساند بن عيادة على الجهة اليمنى، وعموما كان الانسجام بين رباعي الدفاع في المستوى. خوالد دفع ثمن حرارته الزائدة وإذا كان العاصميون قد تمكنوا من العودة إلى الديار بنقطة ثمينة فإنهم سيفتقدون خدمات لاعبا من الركائز سيكون غائبا في الجولة القادمة وهو اللاعب متعدد المناصب نصر الدين خوالد الذي لعب هذه المباراة في منصب وسط ميدان دفاعي، حيث تلقى بطاقة حمراء بسبب حرارته الزائدة في اللعب. غازي دائما في المستوى وأداؤه متزن من جهته فإن غازي يعتبر الوحيد الذي يلعب بانتظام وينهي كل المباريات بالمستوى نفسه والأكثر من كل هذا أنه يسجل الأهداف إذ يملك في رصيده هدفين لحد الآن، حيث كان في مباراة أول أمس أحد العناصر التي ساهمت في تكسير هجمات اتحاد الحراش خاصة في الشوط الأول الذي كان فيه المنافس أكثر تنظيما وحماسا وأخطر هجوميا، لذا يمكن اعتبار غازي أحسن لاعب في الفريق خلال المباريات الخمس التي خاضها الاتحاد. عشيو كان أحسن في الشوط الأول أما اللاعب حسين عشيو فقد برز في شوط واحد فقط، ففي المرحلة الأولى كان يصعد على الجهة اليمنى وصنع فرصتين سانحتين للتسجيل هما الأخطر في تلك المرحلة، لكن مستواه تراجع في المرحلة الثانية وضيّع العديد من الكرات في وسط الميدان، ويبدو أن الطاقم الفني للحراش عرف أن الخطر كان يأتي من عشيو فكلف اللاعب زوّاق بمراقبته وكان كظله في المرحلة الثانية مما صعّب المهمة على اللاعب الدولي السابق. سايح وأوزناجي لا يمكنهما اللعب معا الغريب في الأمر أن اللاعب أوزناجي كان يتحوّل بين الرواقين الأيمن والأيسر طيلة المباراة، وبما أنه معروف عليه اللعب في الجناحين فإنه تارة كان يجد عشيو على الجهة اليمنى وتارة كان يجد سايح على الجهة اليسرى التي يلعب فيها أحسن لأنه يحسن اللعب بالرجل اليسرى، مما سبّب نوعا من الزحام بينه وبين سايح الذي لم يجد المساحات الشاغرة للانطلاق كما عوّدنا، لذا من غير المعقول أن يكون أوزناجي وسايح في المنصب نفسه. دحام كان معزولا وندم على فرصة الشوط الأول أما هدّاف الاتحاد نور الدين دحام فقد كان معزولا في الهجوم وهو ما جعله يصوم عن التسجيل لأول مرة منذ بداية الموسم، ففي الجولات الأربع الماضية كان يسجّل في كل مباراة يلعبها وحتى المباراة الودية التي لعبها الفريق خلال فترة توقف البطولة أمام اتحاد البليدة سجل فيها دحام الهدف الوحيد، والسبب أنه كان معزولا في الهجوم وسط الدفاع الحراشي الذي كان يراقب كل تحركاته، ولعل ما يندم عليه دحام هو ما ضيّعه في الشوط الأول، فقد أتيحت له فرصتان واحدة منهما ندم عليها كثيرا لأنه وجد نفسه وجها لوجه مع الحارس وسدد الكرة بسهولة فتصدى لها دوخة. التغييرات كانت متأخرة وطاتام كان يستحق الفرصة السمة الأبرز في اللقاء التي تؤكد أن المدرب سعدي جاء إلى الحراش من أجل العودة بنقطة، هي التغييرات التي كانت متأخرة كثيرا فأول تغيير كان في ربع الساعة الأخير من المباراة بإقحام آيت الطاهر مكان دحام، وبعدها وجد نفسه مضطرا إلى التضحية بمهاجم فوقع الاختيار على سايح وعوّضه بالشاب ربيكا لتغطية منصب خوالد الذي طرده الحكم. أما آخر تغيير قام به فكان اضطراريا هو الآخر حيث أقحم طاتام في الوقت بدل الضائع مكان أوزناجي المصاب. سعدي لم يخطئ لما استدعى ربيكا استغرب البعض أمسية الاثنين الماضي من استدعاء سعدي للشاب ربيكا لأن هذا اللاعب لم يلعب من قبل وحتى في المباريات الودية كان يلعب بضع دقائق فقط لأنه يلعب أول موسم له مع الأكابر، لكن إذا عُرف السبب بطل العجب فاستدعاء ربيكا كان من أجل تعويض المصابين سعيدون، هريات وآيت واعمر، والأكثر من كل هذا أن خوالد تم طرده فأقحمه المدرب لدقائق معدودة. =============== بن علجية يتألق مع الأواسط سجل اللاعب مهدي بن علجية تألقا لافتا رفقة الأواسط أول أمس في ملعب أول نوفمبر بالمحمدية، حيث كان وراء الفوز الذي عاد به رفاقه على حساب أواسط الحراش، إذ سجل هدفين وكان وراء الثالث وهو ما يؤكد أنه لاعب يستحق الحصول على فرص للعب مع الأكابر، فالفوز خارج الديار بثلاثية نظيفة كان من صنعه. كرّر سيناريو تلمسان وسبق للاعب بن علجية أن سجّل هذا التألق في لقاء الجولة الثالثة أمام تلمسان، حيث سجل هدفين في تلك المباراة التي فاز بها الاتحاد أيضا بثلاثية مقابل هدف واحد. وكان بن علجية حاضرا في كل لقاءات الفريق التي لعبها فريقه في ملعب بولوغين، لكنه خارج القائمة ويلعب مع الأواسط في مباريات الاتحاد خارج الديار. سيكون حاضرا في لقاء البليدة ومن المنتظر أن يكون بن علجية حاضرا في لقاء هذا السبت أمام اتحاد البليدة، حيث ينتظر أن يوجه له المدرب الدعوة في المباراة المقبلة، وربما يعتمد عليه أساسيا في تلك المباراة بسبب الغيابات التي يعرفها الفريق في الآونة الأخيرة، حيث يغيب أربعة عناصر من وسط الميدان دفعة واحدة. آيت واعمر اكتفى بالعلاج حضر اللاعب آيت واعمر إلى حصة أمس ولكنه اكتفى بالعلاج، إذ يعاني من إصابة على مستوى الفخذ حرمته من المشاركة في اللقاء الأخير أمام اتحاد الحراش، وهو الأمر الذي جعله يمنّي النفس بأن يكون حاضرا أمام البليدة غير أنه لسوء حظه أن تقارب المباريات لم يسمح له بأن يكون جاهزا للعب من جديد. مكلوش بدأ الركض استأنف المهاجم الشاب معاوية مكلوش التدريبات بعدما كان غائبا عن اللقاءين الأخيرين بسبب الزكام. مكلوش الذي كان حاضرا في اللقاءات الثلاثة الأولى تعرض إلى زكام حاد سبب له حمى شديدة، وهو الأمر الذي جعله يغيب عن عدة حصص تدريبية ومن ثمّ عن مباريات بجاية والحراش. ربيكا قد يكون المفاجأة أمام البليدة من المنتظر أن يكون الشاب إسلام ربيكا حاضرا في اللقاء المقبل أمام اتحاد البليدة، حيث شارك في عشر دقائق أمام اتحاد الحراش. وبما أن سعيدون، آيت واعمر وهريات مصابون بالإضافة إلى خوالد المعاقب، فإنه ربيكا قد يكون حاضرا في لقاء هذا السبت. ----------------- شكلام: “لن تغرّنا النقطة أمام الحراش، لأن لقاء البليدة أصعب” “مشكلتنا على أرضنا وعلينا حلّ هذه العقدة” سجلتم تعادلا أمام الحراش في أول “داربي“ هذا الموسم فما قولك؟ كان الضغط شديدا علينا قبل هذه المباراة، خاصة نحن المدافعون، لأننا انهزمنا في اللقاء الأخير على أرضنا وأمام جمهورنا، لكن الدفاع تم تحميله مسؤولية الهزيمة لأننا تلقينا ثلاثة أهداف كاملة، لذا كان إلتزاما علينا لعب اللقاء أمام الحراش مثل لقاء كأس وهو الأمر الذي حدث، حيث عوّلنا على عدم تلقي أي هدف، ومثلما نقول إن مسؤولية الأهداف التي تلقيناها من قبل يتحمّلها جميع اللاعبين، فإننا في لقاء الحراش كان أداؤنا جيدا ونتقاسم المهمة في الأداء الجيد. لكنكم أنتم المدافعون من يتحمّل المسؤولية في العدد الكبير من الأهداف التي سُجلت عليكم؟ صحيح أن الأهداف مسؤولية الدفاع والحارس، لكن كرة القدم الحديثة تعتمد على اللعب الجماعي. فمثلا عندما تكون كرة ثابتة سواء مخالفة أو ركنية، فحتى المهاجمون يشاركون في الدفاع، وإذا صعد مدافع الفريق المنافس من أجل تعزيز الخط الأمامي، فإن المهاجم أو لاعب الوسط هو من يتولى مراقبته، لذا فتصرّفه كمدافع يوقعه في أخطاء، ولكن في الأخير عندما تدخل الكرة الشباك تقع المسؤولية على الحارس والدفاع معا، في حين يخرج المهاجم وكأنه لم يرتكب أي خطأ. كرة القدم لعبة جماعية ومثلما يسجّل المدافع، فإن المهاجم ولاعب الوسط مطالبين بالمساهمة في الدفاع، لأن الفرحة في النهاية تكون جماعة ومرارة الهزيمة كذلك نتقاسمها معا. بالعودة إلى المباراة، كيف استطعتم تسيير الضغط؟ بما أن المباراة “داربي“، فإن هذا الأمر جعلنا نقوم بعمل مكننا من إيقاف كل محاولات المنافس. اتحاد الحراش يملك مجموعة من اللاعبين الجيّدين، وهذا الأمر الذي جعلنا حذرين من كل محاولاتهم، لقد عملنا كل ما في وسعنا لننهي المباراة دون تلقي أي هدف. خروج خوالد بالبطاقة الحمراء قبل عشر دقائق من نهاية اللقاء، ألم يجعلكم تتخوّفون من النقص العددي؟ صحيح أن خروج لاعب، خاصة إذا كان دوره دفاعيا يجعلك تشعر بالنقص، لكن المدرب عرف كيف يغطي ذلك النقص، وما ساعدنا أكثر هو أننا لم نبق في الخلف متحمّلين عبء المباراة، فقد بادرنا للهجوم وقمنا بمحاولات في تلك اللحظات الحرجة، وهو الأمر الذي سهّل علينا المهمة. لكنكم ضيّعتم بعض الفرص في الشوط الأول وبداية الشوط الثاني... تضييع الفرص كان من الجانبين. صحيح أننا حصلنا على فرص، لكن صراحة الضغط الذي كان علينا هو الذي حال دون مبادرتنا للهجوم، والحمد لله تمكنا من الحفاظ على نظافة الشباك وهو الأمر الذي جعلنا نرتاح من الناحية المعنوية. هل يمكن القول إن التعادل مريح لكم بعد الهزيمة أمام بجاية؟ صراحة نحن نحسن التفاوض خارج الديار، والدليل أننا عدنا بالفوز من تلمسان، وها نحن هذه المرة نعود بنقطة التعادل. مشكلتنا هي أننا لا نحسن التفاوض مع زوّارنا في ملعبنا، حيث ضيّعنا الكثير من النقاط وتلقينا العديد من الأهداف وهو الأمر الذي يجعلنا نقول إنه يتعيّن علينا حل العقدة في المباراة المقبلة، فلا نملك أي حجة في لقاء هذا السبت، لأننا مطالبون بإحراز النقاط الثلاث التي ستعيد الاستقرار إلى الفريق. المباراة أمام البليدة التي انهزمت على أرضها بثلاثية، كيف ترى المباراة؟ المباراة صعبة جدا، لأننا سنواجه فريقا جريحا، وهو مثلنا تماما حيث سجل نتائج جيدة خارج القواعد ومخيبة على أرضه، لذا فإننا مطالبين بالحذر من منافس سيخلق لنا مشاكل كثيرة. الضغط سيكون علينا بالرغم من أننا عدنا بنتيجة إيجابية من خارج الديار، فالمطلوب منا الآن هو اللعب من أجل النقاط الثلاث ومن أجل محو آثار التعثرات السابقة. ألا ترى أن العودة بالتعادل بعد ثلاثة أيام من التعثر أمام شبيبة بجاية مفيد من الناحية المعنوية؟ صحيح، فالضغط يكون أشد لما تكون في راحة عقب الهزيمة، لذا فالتعادل أنسانا الهزيمة أمام بجاية وسينسيها إياها نهائيا الفوز على البليدة هذا السبت. لحسن حظنا أننا نلعب مباريات متقاربة، ونمني النفس بأن نكون في الموعد ونسعد أنصارنا الذين خيّبناهم في المباريات الأخيرة.