اكتفت مولودية قسنطينة أول أمس من خلال مواجهتها للجار شباب قسنطينة في “داربي“ الولاية 25 بالتعادل السلبي في مباراة أدخلت نتيجتها الشك لأنصار الفريقين الذين راحوا يجمعون على أنه تم ترتيبها، هذا في الوقت الذي لم تقدم عناصر المولودية الكثير وما كان منتظرا منها ولم تقنع في المواجهة خاصة في مرحلتها الأولى، ورغم أن التعادل المحقق أرضى “السنافر“ أكثر إلا أنه يعد مفيدا من الناحية المعنوية لأشبال ألفيش نظرا إلى طابع المواجهة. شوط أول ممل لعناصر المولودية وعن مجريات اللقاء، فإن عناصر المولودية كانت خارج الإطار في شطره الأول حين كانت عناصر شباب قسنطينة الأحسن وبادرت بصناعة اللعب، ونستطيع القول إن مدافعي المولودية تحملوا عبء هذه المرحلة وكانوا يدافعون أكثر مما يهاجمون، وهو الأداء الذي تفاجأ له محبو وأنصار المولودية. شوط ثان ممتاز وأخطر الفرص من جانب “الموك“ وعكس المرحلة الأولى من اللقاء التي كانت فيها عناصر المولودية خارج الإطار، فإنه في المرحلة الثانية كان أداء زملاء القائد خنيفسي أحسن وصنعوا خلالها أخطر الفرص في هذه المواجهة خاصة محاولتي حنيدر وفرحات ثم البديل غازي في آخر فترات اللقاء. الوسط “كان يعوم“ رغم النصائح المقدمة كان وسط ميدان مولودية قسنطينة أول أمس أمام “السنافر“ بعيدا كل البعد عن مستواه، فقد ضيع كرات كثيرة وترك ثغرات كبيرة على مستواه ما جعل لاعبي الشباب يستحوذون على كرات كثيرة من هذا الخط ويقومون ببناء عدة هجمات وذلك رغم النصائح المقدمة من المدرب ألفيش، وعلى العموم فإن كلا من فرحات، مزياني وبورنان “كانو يعومو” إن صح التعبير وخارج الإطار تماما، الأمر الذي أخلط كل حسابات وخيارات الطاقم الفني. بعض اللاعبين “تخلعو” ودخلوا خائفين والملاحظ أن بعض عناصر مولودية قسنطينة دخلت مواجهة أول أمس خائفة من الخسارة خاصة أن منها من اكتشف أجواء “الداربي“ لأول مرة ولم تستوعب ذلك الضغط المفروض في أغلب فترات اللقاء خاصة أن منها من لم يتعود على اللعب أمام جمهور قياسي كما كان عليه الحال في لقاء أول أمس، وهو ما جعل “الموك“ تظهر بذلك المستوى حسب الكثير من المتتبعين. حتى نقص الخبرة “كان باديا“ كما لا بد أن نشير لأمر آخر هو أن معظم لاعبي مولودية قسنطينة الذين شاركوا في المواجهة شبان كانت تنقصهم الخبرة عكس منافسهم، إلا أن ذلك لم يمنعهم من الوقوف الند للند أمام ترسانة لاعبي شباب قسنطينة، ولعل اللقطة التي ضيعها غازي في اللحظات الأخيرة دليل على ذلك لأنه كان في وضعية سانحة لهز الشباك إلا أن نقص الخبرة حال دون ذلك. بدنيا “كانو ملاح“ نقطة إيجابية تحسب لتشكيلة مولودية قسنطينة وعناصرها هي أنهم كانوا من الناحية البدنية أحسن بكثير من نظائرهم من شباب قسنطينة وأكملوا المواجهة بالوتيرة نفسها رغم الضغط المفروض عليهم في معظم فترات المواجهة، إضافة إلى ثقل أرضية الميدان التي تهاطلت عليها كمية كبيرة من الأمطار. حنيدر ضيع القاضية على مرتين وكما تمت الإشارة إليه من قبل، فإن أخطر الفرص التي سجلت في المواجهة كانت من صنع لاعبي مولودية قسنطينة التي ضيع مهاجموها فرصا لا تعوض خاصة حنيدر الذي ضيع القاضية على مرتين وحرم فريقه من أهداف محققة وقد كان ينقصه التركيز لا غير في اللقطة الأولى التي كانت في (د58) حين تلقى كرة على طبق من بلحذروف وجها لوجه وضيع الفرصة، وفي (د60) بعدما تباطأ في إيداع الكرة في الشباك إثر مراوغته أحد المدافعين في مربع العمليات وهو الذي كان خارج الإطار طيلة الوقت الذي لعبه، وقد تأسف أنصار “الموك“ كثيرا على هاتين الفرصتين. دخول شرماط أنعش الهجوم ومن بين العناصر التي كان معولا عليها لصنع الفارق أول أمس أمام ااشباب نجد صانع ألعاب النادي أيوب فرحات الذي كان بعيد كل البعد عن مستواه المعهود رغم المخالفات المنفذة من طرفه والتي لم تكن مركزة عكس ما كان عليه الحال في المباريات الفارطة، فيما كان لدخول شرماط في المرحلة الثانية الأثر الإيجابي عن تشكيلة المولودية حين أنعش الخط الأمامي وحرك آلة “الموك“ وكان كلما يلمس الكرة يأتي الخطر، وقد تسأل الجميع عن سبب إبقائه على كرسي الاحتياط. عدم الاعتماد على بورقعة جبايلي وغازي غير مفهوم فضل مدرب مولودية قسنطينة ألفيش في مواجهة أول أمس الاعتماد على العناصر الأكثر خبرة والتي لم تقدم ما كان منتظرا منها خاصة على مستوى الهجوم في صورة تواتي وحتى البديل فلاحي، ويبقى السؤوال مطروحا بخصوص عدم الاعتماد على عناصر أكثر خفة وحيلة وسرعة في صورة المهاجم غازي وبورقعة الذي كخارج حسابات الطاقم الفني، وأجمع كل من تابع المواجهة أن مشاركة هذا الثنائي من البداية كانت ستعطي الإضافة سيما أنه بإمكانه إرباك دفاع “سي، أس، سي“ وزعزعته، حتى أن مقربين من النادي اعترفوا بعد المباراة بذلك، وحتى جبايلي كان يستحق المشاركة حسب العديد من المتتبعين طايبي “هايل” وخنيفسي “حيط صحيح“ وقد كان لاعبا محور الدفاع طايبي والقائد خنيفسي أحسن عنصرين على أرضية الميدان من جانب مولودية قسنطينة دون منازع، فقد كانا سدا منيعا أمام هجمات المنافس وصدوا كل محاولاته الخطيرة وبذلك يستحقان العلامة الكاملة في هذا اللقاء نظرا للمستوى الذي قدماه وبدرجة أقل زميلهما عياش، كما أن طوال أكد قوته في هذه المواجهة. ألفيش يعد بالفوز بتموشنت ويطالب لاعبيه بنسيان “الداربي“ رغم أن المدرب ألفيش أبدى في البداية غضبا شديدا في غرف تغيير الملابس تجاه لاعبيه وخاصة تجاه مهاجمه غازي الذي لامه على الفرصة التي ضيعها في اللحظات الأخيرة ولام البعض على الأداء المقدم، إلا أنه عاد ليطالب أشباله بنسيان اللقاء والتركيز على ما هو قادم، كما أنه في حديث جانبي بعد المباراة جمعه ب “الهداف“ تعهد بالعودة بنقاط المواجهة القادمة أمام تيموشنت وتدارك النقطتين اللتين ضيعهما فريقه بملعبه بعد الخسارة في المدية. مداني يمنح لاعبيه مليونا لتشجيعهم قامت إدارة مداني بعد نهاية اللقاء بتقديم مبلغ مليون سنتيم للاعبيها كتشجيع لزملاء عيساني، وهي الخرجة التي استحسنها لاعبو المولودية الذين كانوا ينتظرون خصم إدارة النادي مليوني سنتيم من مستحقاتهم بعد هذا التعثر وفق القانون الداخلي المبرم بين الإدارة واللاعبينّ، وقد زادت هذه الالتفاتة من عزم اللاعبين على رفع التحدي تحسبا للمواجهة المقبلة أمام تيموشنت ورد خير إدارتهم. حنيدر يتلقى الإنذار الثالث ويغيب عن تيموشنت تلقى مهاجم مولودية قسنطينة حنيدر أول أمس بمناسبة لقاء فريقه أمام شباب قسنطينة بطاقة صفراء تعد الثالثة له، وهو ما سيحرمه من المشاركة في لقاء الجولة القادمة أمام شباب تيموشنت. بلحذروف لأول مرة أساسيا عرفت مواجهة أول أمس أول دخول وسط الميدان الهجومي بلحذروف أساسيا، وقد كان أداء صاموا مقبولا للغاية قبل أن يتم تعويضه في العشرين دقيقة الأخيرة بزميله شرماط. وبوشتة لأول مرة في الاحتياط وعكس بلحذروف الذي سجل دخوله أساسيا، فقد أقدم المدرب ألفيش على إبقاء بوشتة على دكة الاحتياط لأسباب تكتيكية، وفضل وضع الثقة في طايبي وخنيفسي في الدفاع. أكبر حضور لأنصار “الموك“ منذ 1998 وختموها ب “الماتش مخدوم“ صنع أنصار مولودية قسنطينة لوحات جميلة أول أمس على المدرجات المخصصة لهم وقد صنعوا “ديكورا“ أقل شيء نقوله عنه أنه على طريقة الكبار، وزادت الألوان الزرقاء والبيضاء مدرجات الملعب روعة وجمالا. والحقيقة تقال أن “الموكيست” كانوا بحق اللاعب رقم 12 لفريقهم وساندوه حتى الصافرة النهائية رغم أن البعض منهم شكك في نتيجة المباراة واعتبروا ما جرى مهزلة في تاريخ الفريقين وختموها ب “الماتش مخدوم”، وأجمع كل من تابع المواجهة على أن حضور أنصار “الموك“ يعد الأكبر منذ موسم 1998. اللاعبون يعدونهم بالتدارك وإهدائهم الفوز بتيموشنت واعترف لاعبو مولودية قسنطينة أنهم خيبوا أنصارهم الذين حضروا بقوة ووقفوا إلى جانبهم، حيث وعدوهم بالتدارك ورد جميلهم في السفرية المقبلة أمام تيموشنت بملعب هذه الأخيرة، وأجمعوا على أن الفوز هناك سيكون أحسن هدية تقدم لأنصارهم. ----------- طوال: “نعد أنصارنا بإفراحهم أمام تيموشنت وقضية الماتش مخدوم ماكانش منها” ما تعليقك على النتيجة المسجلة أمام “سي أس سي“؟ في الحقيقة كنا نأمل الفوز في المباراة وإفراح أنصارنا الذين نشكرهم على الحضور القوي وندرك جيدا أننا خيبناهم لكن هذا هو “الداربي” ونعدهم بالتدارك في بيقة المشوار وخاصة في اللقاء القادم أمام تيموشنت. وكيف وجدت مستوى المواجهة؟ المواجهة في الحقيقة كان مستواها متوسط للغاية ونحن لم نكن في المستوى الذي كنا نعمل على الظهور به، هذه هي كرة القدم، علينا نسيان هذا اللقاء والتفكير في المستقبل أكثر لأن “اللي فات مات” وأود أن أضيف شيئا آخر. تفضل على الأنصار أن يعلموا أن كرة القدم هي هكذا وقد سمعنا بعد اللقاء كلاما مفاده أن اللقاء “مخدوم“ وهو الأمر “اللي ما كانش منو خلاص“، حيث أن الكل كان حذرا من منافسه ما جعل المستوى غير كبير، وعلى العموم ورغم ذلك كان بإمكاننا التسجيل لولا تسرع مهاجمينا خاصة في لقطتي حنيدر وإن شاء الله “نخلفوها“ في المباراة القادمة أمام تيموشنت ونعود بنقاط المواجهة التي تكون أحسن هدية تقدم لأنصارنا الذين نتأسف لهم كثيرا على هذا التعثر. نتائج الجولة خدمتكم لكن أي تعثر آخر سيدخل لكم الشك، أليس كذلك؟ صحيح ما تقول، أي تعثر مجددا سيدخل لنا الشك وهو ما لا نتمناه، والجميع يدرك ذلك جيدا وواع بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، سنعمل على التدارك والفوز فقط سيعيدنا للسكة وكما قلت نتائج الجولة خدمتنا وهو ما زاد من رفع معنوياتنا وسنعمل على التنقل لإحراز الفوز وبحول الله سنضع اليد في اليد لتحقيق هذا الهدف. كلمة أخيرة نشكر أنصارنا على وقوفهم إلى جانبنا وعليهم ترك قضية “اللقاء مرتب“ جانبا لأنه لا أساس لها من الصحة ونحن كلاعبين نعدهم بالتدارك في المواجهة المقبلة وسنهديهم الفوز بإذن الله رغم صعوبة المهمة.