مولودية قسنطينة 0 - شباب قسنطينة 0 طغى الاعتداء على مناصر ذبحا في الداربي القسنطيني على الأحداث التي خلفتها الجولة السابعة من الرابطة المحترفة الثانية، والتي شهدت عودة قوية لظاهرة العنف. ولم تف المواجهة المحلية بين مولودية قسنطينة والجار شباب قسنطينة بوعودها، وانتهت بالتعادل السلبي. كما تقاسم شباب باتنة والجارة المولودية الباتنية نقاط الداربي الأوراسي. وكان فريق نصر حسين داي المستفيد الأول من هذه الجولة، حيث سجل أثقل نتيجة عندما فاز برباعية في تنقله إلى المحمدية، ما جعله يحتل الصف الثالث. لم يف الداربي القسنطيني، الذي جمع مولودية قسنطينة بالجار شباب قسنطينة بوعوده، وعرف نهاية مأساوية، حيث لم يقتصر الأمر على تحطيم كراسي المدرجات ورشق اللاعبين بالقارورات فحسب، بل تعرض المناصر بوخيط إسلام، الذي لا يتجاوز سنه 19 سنة، للذبح في المدرجات التي كانت مكتظة عن آخرها بأنصار الفريقين. وقد تم نقله على جناح السرعة إلى المستشفى الجامعي بقسنطينة، حيث خضع لعملية جراحية ناجحة. وباشرت مصالح الأمن، فور وقوع الحادث، عملية البحث عن المتسببين في هذا الاعتداء. كما تعرض مناصر آخر لا يتعدى سنه 18 عاما إلى سقوط خطير على الأسلاك الشائكة التي تفصل المدرجات عن أرضية الملعب، ونقل هو الآخر على جناح السرعة إلى المستشفى. وانتهت القمّة الكروية بين مولودية وشباب قسنطينة دون تسجيل أي هدف، وافترق فريقا مدينة ''الجسور المعلّقة'' على نتيجة التعادل السلبي. وعرف الشوط الأول من ''الداربي'' سيطرة واضحة ل''السنافر'' الذين دخلوا مباشرة في صلب الموضوع وهدّدوا مرمى الحارس توال في مناسبات عديدة. وكان المهاجم حمزة ياسف بمثابة السمّ القاتل لدفاع ''الموك'' قياسا بتحركاته وقوته الهجومية واختراقه للدفاع، ما أرغم عناصر المولودية على ارتكاب عدّة أخطاء لإيقافه. قوة المهاجم حمزة ياسف سمحت لشباب قسنطينة بالاستفادة من كرات ثابتة، أخطرها في الدقيقتين التاسعة والسابعة عشرة، غير أن الشباب لم يحسن استغلالهما. وبالمقابل، وجد فريق مولودية قسنطينة صعوبات كبيرة في الوصول إلى مرمى الحارس لعمارة ضيف، الذي لم يتلق أي هدف منذ انطلاق الموسم. وكانت الفرصة الوحيدة من جانب تشكيلة المدرّب البرازيلي جواو ألفاز في الدقيقة 40 أهدرها تواتي الذي لم يحسن استغلال خطإ فادح من المدافع لمايسي. وأهدرت تشكيلة المدرّب الهادي خزّار عدّة فرص في الشوط الأول عن طريق ناصري في الدقيقة 32 بعد تمريرة من درّاحي، وفي الدقيقة 39 عن طريق شنيقر الذي فرضت عليه رقابة لصيقة من طرف زملائه السابقين في ''الموك'' لمعرفتهم الجيدة بقدراته الهجومية. الشوط الثاني عرف عودة مولودية قسنطينة إلى الواجهة، حيث أصبحت عناصرها أكثر خطورة في الهجوم، وأهدر حنيدر فرصتين في الدقيقتين 49 و51، رغم الوضعية الحسنة في الفرصة الأولى وتخلّصه في المرة الثانية من المدافع كابري، حيث وجد الحارس ضيف المتألق الذي أخرج قذفته إلى الركنية. وسبق ذلك محاولة حمزة ياسف من جانب شباب قسنطينة الذي فشل في التهديف في الدقيقة 47 رغم انفراده بالحارس توال. وأمام تراجع أداء لاعبي الفريقين، وتعمّد اللّعب السلبي، وركود اللّعب إلى درجة الملل، وجّه أنصار الفريقين انتقادات لاذعة للاّعبين متهمين إياهم بترتيب نتيجة المباراة وبالاتفاق على الاكتفاء بنقطة التعادل، في مباراة لم تف بوعودها لا من حيث العروض الفنية ولا من حيث الأهداف ولا حتى من حيث الإثارة، باستثناء الحضور الجماهيري الغفير. ست بطاقات في شوط واحد أدّى الاندفاع البدني للاعبي الفريقين خلال المرحلة الأولى، بالحكم الدولي جمال حيمودي إلى توزيع عدّة بطاقات صفراء، لدفع اللاّعبين على عدم ارتكاب أخطاء مجانية قد تسبّب إصابات خطيرة. ووزّع الحكم ست بطاقات صفراء خلال المرحلة الأولى، ثلاثا لكل فريق، حيث أنذر من جانب شباب قسنطينة كل من إيديو وبن ساسي ودرّاحي، ومن جانب مولودية قسنطينة طايبي وخنيفسي وحنيدر، غير أن حيمودي تفادى توجيه أي إنذار في الشوط الثاني، رغم بعض التدخلات الخشنة، وبدا واضحا بأنه تحاشى توجيه الإنذار الثاني لبعض لاعبي الفريقين حتى لا يكون مجبرا على إشهار بطاقته الحمراء. جمهور قياسي عرفت مباراة مولودية قسنطينة بشباب قسنطينة حضورا قياسيا للجماهير، وسجّل ملعب الشهيد حملاوي رقما جديدا، كون المدرّجات لم تتسع للأعداد الكبيرة من مناصري الفريقين. وأمام التدفق الكبير للجماهير، تم فتح أبواب الملعب على الساعة العاشرة، ولم تمر دقائق كثيرة حتى اكتظ الملعب عن آخره. الأنصار يحطّمون كراسي الملعب لم تشفع تحذيرات مدير المركّب الرياضي للشهيد حملاوي من مغبّة تخريب المرافق العامة للملعب قبل المباراة، وعرفت نهاية المباراة أعمال شغب، حيث حطم أنصار الفريقين كراسي الملعب وألقوها فوق أرضية الميدان. وحدث ذلك بعد تعبير أنصار الفريقين عن سخطهم للأداء السلبي للاّعبين، على حد تقديرهم. كما قام الأنصار بشتم اللاّعبين على أدائهم غير المقنع واتهموهم بترتيب نتيجة المباراة. جواو ألفاز ''واجهنا فريقا قويا ونقطة واحدة ترضينا'' ثمّن البرازيلي جواو ألفاز، مدرّب مولودية قسنطينة، تعادل فريقه أمام شباب قسنطينة، معتبرا أن نقطة واحدة من مباراة ''الداربي'' ترضي فريقه. وأوضح المتحدث: ''المباراة كانت مفتوحة وكان بمقدور كل فريق تسجيل انتصار ويحسم المباراة لصالحه، لكنني أقول بأن الخروج بنقطة واحدة من مباراة صعبة وأمام منافس قوي، يعتبر إنجاز جيدا''. وقال ألفاز بأنه انبهر بأجواء ''الداربي'' القسنطيني ''الذي عايشته لأول مرة، فقد شدّ انتباهي الحضور الغفير للجماهير لمتابعة المباراة''. الهادي خزّار ''منافسنا رفض اللّعب والتعادل يخدمنا'' اعتبر الهادي خزّار، مدرّب شباب قسنطينة، أن تحقيق انتصار في ''الداربي'' صعب للغاية، كون المنافس رفض اللّعب من خلال انتهاجه لخطة دفاعية محضة. وقال خزّار: ''حين تلعب مباراة في كرة القدم، يجب أن يكون أمامك منافس، وما حدث أننا لم نجد منافسا فوق أرضية الميدان، لأن فريق مولودية قسنطينة رفض اللّعب واكتفى بالدفاع عن مرماه''. مضيفا: ''كنّا نتوقّع أن يغيّر المنافس من طريقة لعبه في الشوط الثاني، غير أن ذلك لم يحدث، فلم يكن هناك أي ردّ فعل من المولودية''. وأضاف المدرّب خزّار بأن نقطة واحدة تخدم فريقه ''لأننا على الورق لعبنا مباراة خارج قواعدنا، وسنحضّر للمباراة المقبلة أمام ترجي مستغانم''.