يبدو أنّ نهائيات كأس إفريقيا للمحليين التي ستقام مع مطلع شهر فيفري من السنة المقبلة بالسودان صارت نقمة على المنتخب الوطني الأول الذي يعوّل كثيرا على المباراة الودية.. التي سيخوضها في التاسع من ذات الشهر أمام المنتخب التونسي كآخر محطة تحضيريه له قبل موقعة ملعب 5 جويلية التي تجمعه يوم 25 مارس بالمنتخب المغربي تحسبا للجولة الثالثة من تصفيات كأس إفريقيا 2012، حيث طرأت حالة لم يعمل لها الجميع حسابا من قبل، وتتمثل هذه الحالة في تنقل المنتخب التونسي هو الآخر إلى السودان من أجل المشاركة في نهائيات كأس إفريقيا الخاصة بالمحليين، حيث بلغنا أن اتحاديته اتخذت قرار التنقل ل“الخرطوم” بمعظم اللاعبين الأساسيين الذين يكوّنون المنتخب الأول، وهو ما طرح التساؤل هنا وهناك بتونس عن التشكيلة التي سيلجأ لها “التوانسة“ من أجل مواجهة الجزائر في التاسع من ذات الشهر. نواة المنتخب التونسي في محلييه الذين سيتنقلون للسودان والمعروف عن المنتخب التونسي الذي يشارك في التصفيات القارية حاليا، ويتلاعب بحظوظه في التأهل بعد خسارته في بوتسوانا مؤخرا، أن أغلبية لاعبيه الذين يكوّنون منتخبه محليون، ينشطون في أقوى الأندية التونسية في صورة الترجي، النجم الساحلي، النادي الإفريقي وغيرها من الأندية الأخرى، بالإضافة إلى عدد قليل وقليل جدا من المحترفين، وهو ما يعني أن هؤلاء المحليين سيكونون بداية من الرابع من شهر فيفري في السودان للدفاع عن حظوظ تونس في نهائيات كأس إفريقيا للمحليين، ليبقى عدد قليل من المحترفين تحت التصرف، لكن دون أن يصل عددهم لتكوين منتخب متكامل قادر على خوض مباراة ودية صارت مبرمجة الآن بصفة رسمية. “التوانسة” بأنفسهم حائرون في كيفية التعامل مع المعضلة وكان الجيران قد تناولوا ملف هذه القضية أخيرا في إحدى حصصهم التلفزيونية، وطرحوا تساؤلا حول الحل الذي سيلجأ له مسؤولوهم يوم مباراة الجزائر في ظل تنقل رفاق أسامة الدراجي صانع ألعاب الترجي التونسي إلى السودان للمشاركة في “الشان”، وأجمعوا في الأخير على أن الإتحادية التونسية أو الجامعة التونسية لكرة القدم كما تسمى هناك قد وقعت في ورطة حقيقية لما وافقت على برمجة هذه المباراة. سيستنجدون حتى بالمحترفين الجدد وباحتياطيي المحليين وحسب المعلومات التي بحوزتنا من تونس فإن الجامعة التونسية ستلجأ إلى الاستنجاد بكافة محترفيها الذين ينشطون في مختلف الأندية الأوروبية بمن فيهم اللاعبين الذين لم يستدعوا منذ فترة، أو أولئك الذين لم يستدعوا أصلا من قبل، بالإضافة إلى جمع كافة اللاعبين المحليين الذين لم تتح لهم فرصة التنقل إلى السودان، من أجل لم شمل منتخب متكامل يكون بوسعه أن يواجه “الخضر” في التاسع من شهر فيفري من السنة المقبلة، وهو أوّل وآخر حل لمواجهة المعضلة التي تسبب فيها تزامن موعد اللقاء الودي وانطلاق نهائيات كأس إفريقيا للمحليين. بهذه الطريقة لن يكون هناك اختبار حقيقي لأشبالنا وحتى إن تمكن التوانسة من إيجاد حل لهذه المعضلة بالاستنجاد بمختلف المحترفين واللاعبين المحليين الذين لم يسعفهم الحظ في التنقل إلى السودان، فإن الأمور لن تخدم مصالح منتخبنا، لأن تلك المباراة تعتبر بمثابة آخر محك أو اختبارا حقيقيا من أجل ضبط الأمور والتعداد قبيل لقاء المغرب الهام، وبالتالي فلن يكون هناك اختبار حقيقي إن اضطر بوڤرة ورفاقه لمواجهة محترفين تونسيين قد يأتون فقط من أجل ملء القائمة والفراغ الذي سيخلفه محليوهم، فضلا على أن مواجهة محليين من الدرجة الثانية لا يخدم مصالح منتخبنا، بما أن هؤلاء المحليين الذين ستستنجد بهم الجامعة التونسية محدودو الإمكانات، وإلا ما الذي جعلهم لا يحجزون أماكن لأنفسهم للتنقل إلى السودان والدفاع عن ألوان تونس في البطولة القارية المحلية. بن شيخة كان يعوّل كثيرًا على المباراة لضبط قائمة المغرب ولا ندري إن كان بن شيخة قد أحيط علما بهذه المعطيات الجديدة أم لا، وهو الذي يعوّل كثيرا على تلك المباراة الودية من أجل ضبط قائمته النهائية والتعداد الأساسي المقرر أن يواجه به منتخب المغرب يوم 25 مارس المقبل، ومن أجل ضبط الخطط التكتيكية التي سيلجأ لها يوم المباراة الهامة التي تنتظر “الخضر” أمام الأشقاء المغاربة. الظروف دائمًا تخونه في كل مباراة ومرة أخرى يتأكد أن الظروف تخون الناخب الجديد منذ مجيئه وتعطيه بظهرها، وإلا كيف نفسر تعرض عدد من الركائز للإصابات قبيل مباراة إفريقيا الوسطى ومؤخرا لوكسمبورغ، فالرجل إلى حد الآن لم يستفد من نفس التعداد الذي استفاد منه الناخب السابق رابح سعدان، ولا من الوقت الذي أتيح لهذا الأخير من أجل تكوين منتخب قوي وتنافسي حقق به كل ما حققته الجزائر من انجازات سابقا، وها هو الحظ يخونه من جديد في لقاء تونس الذي قد يواجهنا فيه المنافس بتشكيلة من الدرجة الثانية أو الثالثة في ظل التزام كافة محلييه بنهائيات كأس إفريقيا للمحليين.