ستلعب شبيبة القبائل ظهيرة اليوم إحدى أهم مبارياتها في إطار بطولة هذا الموسم، وهذا عندما يحل أشبال المدرب “ڤيڤر“ ضيوفا على مولودية سعيدة، في مواجهة متباينة الأهداف لكلا الطرفين، ولو أن الشبيبة ستدخلها بأسبقية نفسية وبدنية معتبرة بعد آخر فوز لها على حساب وداد تلمسان، والذي أعاد الروح والثقة إلى الفريق بشكل كبير. الشبيبة نحو تكرار سيناريو 2008/ 2009 وتعود آخر مرة إلتقى فيها الفريقان إلى الموسم ما قبل الماضي، عندما عادت الشبيبة بالزاد كاملا من ملعب 19 أفريل وبرباعية كاملة مقابل هدفين أغرقت بها السعيديين، وهو السيناريو الذي يعتزم زملاء تجار إعادته أمسية اليوم، بالرغم من أن المعطيات مختلفة، وسعيدة التي ستواجهها الشبيبة اليوم لن تكون نفسها التي واجهتها قبل عامين. القبائل سيرفعون التحدّي في سعيدة ويُجمع لاعبو الشبيبة، على أنه لا خيار أمامهم سوى رفع التحدي في سعيدة، واللعب بكل قوة أمام لاعبين يملكون من الخبرة الكثير، ويبقى الأكيد أن مثل هذه المواجهات لا تخيف القبائل إطلاقا، المعتادين على كل السيناريوهات الصعبة والتي لم تكن أبدا سببا يجعلهم يتراجعون إلى الخلف عن هدفهم الدائم وهو الفوز ولا شيء سوى ذلك. سعيدة لن تضمّد جراحها هذا الجمعة ولعل الأكيد، أن سعيدة ستحاول بشتى الطرق تضميد جراحها أمام الشبيبة، خاصة بعد الصفعة القوية التي تلقتها في بجاية مؤخرا، الأمر الذي يُدركه الطاقم الفني القبائلي جيدا، حيث أكّد أن سعيدة لن تحقق الوثبة النفسية على حساب فريقهم، ولن يضمّد أشبال روابح جراحهم على حساب زملاء يحيى شريف الذين يريدون تأكيد الاستفاقة. الهدوء يعود إلى البيت القبائلي ومع استئناف دودان لمهامه مع الشبيبة بعد انشغاله بأمور خاصة -أرادت بعض الأطراف تهويلها-، وفتح حناشي لباب الفريق أمام القدامى، وكسبه دعم القبائل في صراعه مع بعض الجهات مؤخرا، يكون الهدوء قد عاد أخيرا إلى البيت، وجاءت نتيجة تلمسان لتكون بمثابة أحسن خاتمة لكل ما سلف ذكره، الأمر الذي سيعود بالفائدة على الشبيبة لا محالة. العديد من العوامل في صالح “الكناري” ولعل الشيء المؤكد، هو أن العديد من العوامل ستكون في صالح الشبيبة أمسية اليوم لعل أبرزها العلاقات الجيدة التي تجمع الإدارتين منذ مواسم عديدة، إضافة إلى طبيعة الجمهور السعيدي المعروف بروحه الرياضية العالية، وصولا إلى أرضية ميدان ملعب 19 أفريل الجيدة والتي ستساعد اللاعبين على تطبيق كرة جميلة فيما بينهم. نتيجة تلمسان تحتاج إلى تأكيد وبعيدا عن كل ما سلف ذكره، يبقى من الضروري أن نشير إلى أن مهمة لاعبي الشبيبة لن تكون سهلة، خاصة مع النتيجة التي حققتها في الجولة السابقة أمام وداد تلمسان، حيث تفرض على اللاعبين أن يتحلوا بالإرادة اللازمة من أجل تأكيد الثلاثية الفارطة والتي جاءت بأداء جميل، والفرصة جاءت أمسية اليوم لفعل ذلك. الضغط ثم الضغط وعدم ترك المبادر أمام المنافس ومهما يكن، فإن الضغط على المنافس من البداية وعدم ترك الفرصة للاعبي سعيدة لفرض أنفسهم، أفضل طريقة يمكن للاعبي الشبيبة أن يعتمدوا عليها إذا أرادوا أن يطبقوا طريقة لعبهم في المواجهة، خاصة وأن زملاء عكوش من الجهة المقابلة سيحاولون نقل الخطر إلى الدفاع القبائلي من الوهلة الأولى، وهو ما على لاعبي الشبيبة إدراكه. الهجمات المعاكسة السريعة ستكون سلاحا نقطة أخرى ينبغي الإشارة إليها، وهو أن اندفاع لاعبي سعيدة إلى الهجوم سيترك فراغات لا محالة في دفاعهم، الأمر الذي ينبغي على “ڤيڤر“ وبوهلال قراءة حسابه جيدا، والاعتماد على الهجمات المعاكسة الخاطفة والمنظمة بالاعتماد على الظهيرين وبمساعدة المهاجمين، إضافة إلى أن الشق الدفاعي يتطلب مساهمة الجميع من المهاجمين إلى آخر مدافع. لا بد من إستغلال الكرات الثابتة جيّدا وإذا كان هناك أمر يمثّل بشهادة الجميع نقطة اختلاف الشبيبة عن باقي الأندية، فهو الكرات الثابتة التي رجحت كفتها في العديد من المناسبات، وينبغي على لاعبي الشبيبة أن يتأكدوا أنه سلاح أصبح من الضروري الاعتماد عليه في كرة القدم الحديثة، وعليه، فإن استغلالها الجيد أمسية اليوم أكثر من ضروري، من يدري، لعل مفتاح الفوز يكون في إحداها. التركيز والحذر مطلب رئيسي في الدفاع ويبدو أن الخط الخلفي استوعب جيدا الدروس من المواجهات الفارطة، حيث قلّت الأخطاء التي شاهدناها في لقاء الجولة الفارطة مقارنة بباقي اللقاءات، حيث كان من الضروري أن يكون هناك حد لبعض الهفوات التي كلفت نادي جرجرة غاليا، ومباراة سعيدة أحسن اختبار لزملاء “كوليبالي“ المطالبين بالحيطة والحذر من بداية اللقاء إلى نهايته. الحديث عن اللقب الشتوي يبدأ من سعيدة ولطالما أشرنا في أعدادنا السابقة إلى أن مسألة إنهاء الشبيبة للشطر الأول من البطولة في ثوب البطل الشتوي ليست بعيدة، وأحسن وسيلة لتحقيق ذلك هو اللعب بقوة في سعيدة وعدم الاكتفاء باقتسام نقاط المباراة، حيث يبقى الفوز هو أحد الأمور التي ستقرب الشبيبة أكثر من منصة التتويج الأوّلي في انتظار إنهاء النادي القبائلي للمنافسة بطلا. “ڤيڤر“ إستعاد الثقة في النفس ولم تمر التصريحات التي أدلى بها حناشي بخصوص موقفه من الكلام الكثير الذي قيل عن “ڤيڤر“ دون أن يثير رد فعل التقني السويسري، حيث استعاد هذا الأخير الثقة في النفس وأصبح أكثر جدية بعد مرحلة الفراغ الرهيبة التي مر بها على غرار كل الفريق في المرحلة الفارطة، والكرة في مرماه في سعيدة للبرهنة على أنها انتهت. كلام حناشي رفع كثيرا معنوياته وفي ذات السياق، فإن حناشي لم يستثن بوهلال من خلال تأكيده على أنه و”ڤيڤر“ ثنائي متكامل في الفريق وكل واحد يعرف جيدا المهمة المنوطة به، وكلام مثل هذا سيجعل الثنائي يضاعف من مجهوداته ليكون عند حسن ظن المسؤول القبائلي الأول اعتبارا من لقاء سعيدة، والذي سيكون أحسن اختبار لدهاء “ڤيڤر“ الذي برهن عنه في العديد من المناسبات. مُغادرة محرز لن تُؤثر ولعل الحدث البارز في ال48 ساعة التي تسبق مواجهة سعيدة هو مغادرة سيد احمد محرز للعارضة الفنية القبائلية، حيث حصل إجماع من حراس الشبيبة الثلاثة على أن هذا الأمر لن يؤثر فيهم على الإطلاق، بما أن كل واحد منهم يعرف ما ينتظره، كما أن التحاق إلياس إيزري بالشبيبة سيكون مفيدا من كل الجوانب بما أنه يعرف البيت جيدا، إضافة إلى أنه يحظى بثقة الجميع في البيت القبائلي. ------------ بوهلال: “الروح القتالية عادت إلى اللاعبين“ كان لنا حديث مع المدرب المساعد، كمال بوهلال، تطرقنا فيه إلى لقاء الشبيبة القبائلية أمام مولودية سعيدة، حيث أشار التقني القبائلي إلى هذه النقطة قائلا: الرسالة التي كنا نود إيصالها للاعبين هي أننا نريد مشاهدة الوجه الطيب الذي عوّدونا عليه أمام الأندية التي واجهتنا سابقا في منافسة كأس رابطة إفريقيا، وهو ما حصل فعلا، حيث عادت الروح القتالية التي ألفناها فيهم، وهذا يُبشّر بالخير في المواعيد القادمة والبداية بمباراة سعيدة”. “من الخطأ القول إن هناك عاملا إسمه التعب يجب الإستثمار فيه” وعما إذا كانت الشبيبة ستحاول الإستثمار في أزمة النتائج السلبية التي دخلت فيها مولودية سعيدة في اللقاءات الأخيرة، صرح بوهلال قائلا: “لكي أكون صريحا معكم، فإننا سنلعب دون أي حسابات ودون أن نفكر فيما يعيشه منافسنا، لأنه من الخطأ القول أننا سنستثمر في مشاكله، بما أن الشبيبة ليست من الأندية التي تفكر بهذا المنطق، مع احترامنا الشديد إلى كل منافسينا”. “كل الأندية ستُضاعف مجهودها أمامنا، لكن لن نبقى مكتوفي الأيدي” ولم ينس المدرب بوهلال أن يشير إلى نقطة مهمة جدا عندما صرح قائلا: “أعلم جيدا، على غرار اللاعبين، أن مواجهة الأندية لنا لن تكون بنفس الطريقة التي يواجهون بها أي منافس، حيث سيسعون إلى الفوز علينا بشتى الوسائل، لكن هذا الأمر لن يثني عزيمتنا لأننا لن نبقى مكتوفي الأيدي، حيث سنلعب من أجل الفوز ولا شيء سوى الفوز، نحن بحاجة ماسة إلى نقاط المباراة لأجل الحفاظ على روح المجموعة“. “التشكيلة جاهزة وكل لاعب يُريد المساهمة في العودة بنتيجة” وعن مدى جاهزية الفريق، صرح بوهلال أن هذا الأمر يُريحه كثيرا على غرار المدرب “آلان ڤيڤر“، حيث أكّد أن لا شيء يمنع أي لاعب من المشاركة في اللقاء، وصرح في هذا الصدد: “الجميع على أتم الإستعداد، وهذا الأمر يريحنا كثيرا، وإلى غاية موعد اللقاء لا ندري ما سيحصل، لكن ما أنا على علم به هو أن الجميع يريد المشاركة كأساسي والمساهمة في العودة بنتيجة إيجابية تضمن لنا تأكيد الفوز الماضي أمام تلمسان الذي كان بمثابة الوثبة“. “السفر برا لن يُعيقنا” وكما هو معلوم، فقد شدّت التشكيلة القبائلية الرحال إلى سعيدة برا، ما دفعنا لاستقصاء مساعد مدرب الشبيبة عن تأثير هذا الأمر على اللاعبين، فقال: “هذا الأمر ليس مشكلا بالنسبة لنا، لأننا لا نقوم بمثل هذه السفريات دائما. سيكون لنا الوقت الكافي لاسترجاع الأنفاس والتحضير بشكل جيد، إضافة إلى كل هذا، سنسافر في حافلة فيها كل المواصفات العصرية، إضافة إلى نوعية الطريق الذي يربط وسط البلاد بغربها والذي يعتبر مريحا إلى حد بعيد، أعتقد أنه لن يكون أي عذر لنا يوم اللقاء لأداء مواجهة في المستوى”. “حضّرنا الخطط المناسبة” وختم المدرب بوهلال كلامه قائلا: “أعتقد أن الخطة المناسبة للفوز حاضرة، كما أننا حضّرنا كل الطرق التي قد نلجأ إليها في حال ظهور سيناريوهات جديدة خلال المباراة، وما على اللاعبين سوى تطبيق التعليمات بحذافيرها، إضافة إلى أننا طلبنا منهم في الحصص التدريبية الأخيرة أن يكونوا أكثر واقعية يوم اللقاء والتركيز على الفوز وفقط، إضافة إلى التضامن الشديد بينهم من بداية المواجهة إلى نهايتها والذي سيكون أحد مفاتيح الفوز“. -------------- نساخ: “أفضل سيناريو تسجيل هدف من البداية“ aكيف هي المعنويات داخل الفريق؟ على ما يرام والحمد لله، التدريبات تجري في أحسن الظروف وكل لاعب يعي جيدا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه وهو الأهم حسب رأيي، ومن الضروري أن نحافظ على هذا الأمر يوم اللقاء الذي ينتظرنا أمام سعيدة، خاصة وأنه مهم جدا في هذه الفترة بالذات. على ذكر سعيدة، كيف سارت استعداداتكم لمواجهتها؟ أكذب عليك إن قلت لك إننا أولينا لها أهمية خاصة، لكن كل واحد منا حاول أن يضاعف من حجم العمل حتى يكون في المستوى المطلوب، والسبب في كل هذا يعود للثقة التي استعدناها في النفس بعد لقاء تلمسان الذي فزنا به، وأصبحنا نسير شيئا فشيئا حتى نعيد الشبيبة إلى الطريق الصحيح. ما هي آخر النصائح التي قدمها لكم “ڤيڤر“؟ طالبنا بأن نحافظ على برودة أعصابنا ونعلم أن المشوار لا يزال طويلا، خاصة وأن الفوز الأخير لا يمكن أن يخفي حقيقة ظاهرة للعيان وهي أن عملا كبيرا ينتظرنا إذا أردنا أن نصحح الحقائق التي طرأت على أدائنا في اللقاءات الأخيرة، لكن المهم هو أن نتيجة تلمسان جاءت في وقتها. هل يمكن القول إنكم حققتم الوثبة النفسية أمام تلمسان؟ دعوني أوضح في البداية أنه يجب أن لا نضخم من فوزنا المحقق أمام تلمسان، صحيح أنه كان ضروري لكن ينبغي أن لا يكون هو موضوع حديثنا في كل مرة، بما أن المشوار لا يزال طويلا كما صرحت به، لذا سنعمل على تحقيق ذلك بداية من سعيدة، ولم لا تحقيق نتيجة التعادل على الأقل؟ وهل ستكتفون بنقطة أمام سعيدة؟ إذا جاء الفوز مرحبا به ولن نقول لا، لكن هذا متوقف على أدائنا، يجب أن نلعب من أجل الوصول إلى هذا المبتغى في نهاية المطاف، حتى لا تكون مجرد أماني، ينبغي أن نضاعف المجهودات لأنني أعرف بأننا نملك الإمكانات للعودة بالزاد كاملا من سعيدة. ألا تخشون انتفاضة سعيدة أمامكم بعد هزيمتها في بجاية؟ أنا أتكلم عن فريقي وفقط، أما المنافس فلا يهمنا مع احترامي له، لأن المعطيات في المباريات مختلفة، هم يبحثون عن الفوز وهذا حقهم، لكن حتى نحن سنبحث عن الانتصار، لأننا لن نرضى بالمرور جانبا في هذا اللقاء، ونعود بذلك إلى نفق النتائج السلبية المظلم. هناك أيضا عامل التعب الذي أصاب سعيدة وقد يكون في صالحكم. كلها أمور سطحية، المهم بالنسبة لنا أن نكون على أتم الاستعداد للفوز وكفى. شاهدناك تلعب بتحرر كبير في لقاء تلمسان مقارنة بمواجهة بلوزداد، إلام يرجع هذا الأمر؟ هذا يرجع إلى الطريقة التي أشركني بها “ڤيڤر“ لما وضعني في وسط الميدان، فأنا أشعر بتحرر كبير من هذا الجانب، إضافة إلى أني أساعد كثيرا زميلي أوصالح على الجهة اليسرى، وهذا أفضل بالنسبة لي من منصب الهجوم الذي لعبت فيه أمام الشباب. إذن منصبك الأصلي هو وسط الميدان. إضافة إلى مدافع أيسر، فأنا أجد راحتي كثيرا في هذا المنصب وأؤدي في كل مرة لقاءات جميلة بشهادة الجميع، وأتمنى أن أواصل على هذا المنوال لأنه في الأول والأخير أبحث عن مصلحة فريقي وتشريف ثقة المسيرين والأنصار وليس شيئا آخر. وما هو أحسن سيناريو تتوقعه للمباراة؟ لا يوجد أحسن من تسجيل هدف من البداية، لأن هذا الأمر سيكون الخطوة الأولى للعودة بالزاد كاملا من سعيدة، إضافة إلى أننا نتحرر بمجرد التسجيل في الشوط الأول من اللقاءات، لأننا نتحكم جيدا في زمام الأمور بعدها. ماذا تريد أن تضيف؟ أتمنى أن نكون في مستوى تطلعات أنصارنا في خرجة سعيدة، إضافة إلى كل هذا، لا حديث بيننا إلا عن العودة القوية، بما أننا نملك كل المؤهلات التي تسمح لنا بتحقيق ذلك دون أي مشكل يُذكر، نحن فريق عملته الأساسية اللعب على الأدوار الأولى وهي قاعدة قارة في فريق كبير إسمه الشبيبة لا ينبغي لنا أن نحيد عنها مهما كانت الدواعي والأسباب.