بلقاسم زوبيري واحد من المهاجمين الجزائريين الأصل الذين خاضوا في وقت سابق تجربة قصيرة بالجزائر كانت الموسم الفارط عندما حمل ألوان سطيف، تجربة سرعان ما انتهت لأن اللاعب لم يهضم تهميشه المتواصل الذي تعرض له من طرف المدربين، فعاد أدراجه سريعا إلى البطولة الفرنسية أين يلعب حاليا لنادي “أميان” الناشط في بطولة القسم الوطني (القسم الثالث)، ويتألق باستمرار بتسجيله هدفا على الأقل في كل جولة خلال الثلاث جولات الأخيرة، ولم يكن يمر هذا التألق علينا دون أن نتصل به للحديث معه في أمور عدة. البعض نسي أنك جزائري لعبت في وفاق سطيف، وتلعب وتتألق حاليا في أميان بفرنسا، لكننا لن ننسى ذلك، ولذلك اتصلنا بك.. شكرا لكم لأنكم فكرتم في شخصي، وتذكرتموني، حتى أنا لا أنسى بلدي الأصلي وأبقى أذكره كل يوم، وأتابع أخباره وأخبار الكرة هناك، وكل جديد يتعلق بالبطولة الوطنية أو المنتخب أيضا. يبدو أنك تمرّ بفترة زاهية هذه الأيام مع فريقك “أميان” ؟ الحمد لله الأمور تسير معي مثلما سطرت له لدى قدومي إلى هذا الفريق، كان هناك مشروع سطرته الإدارة يتمثل في تحقيق الصعود إلى الدرجة الثانية، حيث وفّرت لنا إمكانات ضخمة من أجل ذلك، وهو ما حمّسنا لتحقيق نتائج جيدة حتى الآن ترشّحنا لتجسيد ذلك المشروع، وتحقيق النجاح في نهاية المطاف. أنت تسجل باستمرار وعلى ما أعتقد فإن الهدف الذي أمضيته أمس في مرمى “كان” (الحوار أجري أمس) هو الثالث لك على التوالي هذا الموسم، فهل هي العودة القوية لزوبيري ؟ سجّلت حتى الآن أربعة أهداف، ثلاثة منها في البطولة وهدف آخر في كأس فرنسا، وأنا عازم على المواصلة بنفس المنوال بتسجيل العديد من الأهداف من أجل مساعدة فريقي على تحقيق هدف الصعود الذي سطرناه مع بداية الموسم، وأعتقد أننا نملك الإمكانات البشرية التي تسمح لنا بذلك، لأن تعدادنا شاب وصلب ولديه قدرة على التواجد ضمن مصاف الكبار الموسم المقبل. وهل وجدت ضالتك في هذا الفريق ؟ الحمد لله، والدليل على ذلك أني أسجل من أسبوع لآخر، والفضل في ذلك يعود إلى التسهيلات التي وجدتها منذ قدومي من طرف الزملاء، بالإضافة إلى الرغبة التي كانت تحذوني من أجل ترك بصمتي في هذا الفريق، وعلى كل حال أنا لا أعتبر نفسي وصلت إلى ما أطمح إليه، لأن مشوارا صعبا وشاقا لا زال ينتظرني، وإن شاء الله سأسجّل أهدافا أخرى وأتألق بشكل متواصل، وكما نقول في الجزائر “ما زال الخير القدام”. صرت تشكل أنت وصايفي ثنائيًا رائعا في الأمام، فهل لك أن تعطي لنا صورة عن ما أتى به صايفي منذ قدومه ؟ لو تلاحظ جيدا أني بفضل صايفي صرت أسجل، فمنذ قدومه سجلت كل أهدافي، وهذا خير دليل على الدور الكبير الذي يقوم به في الهجوم، وخير دليل على الإضافة التي قدمها للفريق، فأمس فقط ساهم بكرته في الهدف الثاني الذي سجلته لفريقي، وسأكون معك صريحا في نقطة هامة، وهي أنه لشرف كبير بالنسبة لي أن ألعب إلى جانب لاعب كبير من طينة صايفي الذي يرفض أن يكبر، فمهما طالت السنين، إلا أنه لا زال فوق الميادين شاب يتمتع بكافة الإمكانات الفنية التي كان يتمتع بها شابا لدى قدومه إلى فرنسا، وأعتقد أن الإدارة أحسنت فعلا يوم استقدمته لأن خبرته ساعدتنا كثيرا على تطوير أدائنا وتحسين نتائجنا. تألقك هذا مع فريقك، ألا يدفعك إلى الحلم باللعب يوما للمنتخب الوطني ما دامت الأبواب مفتوحة لكل لاعب جزائري يتألق مع فريقه ؟ بطبيعة الحال أرغب في تقمص ألوان المنتخب الوطني، وأحلم بذلك كأي لاعب جزائري يلعب في أوروبا أو في الجزائر، لكني أعتقد أن المنتخب يعتمد في الوقت الحالي على لاعبين أفضل مني، لاعبين “موندياليين” أهّلوا “الخضر” إلى “المونديال” بعد غياب طويل دام أكثر من عشريتين من الزمن، ففي الهجوم هناك مهاجمون جيدون يلعبون في أعلى المستويات، وهم أجدر حاليا، لكن ذلك لا يمنعني من العمل والمثابرة من أجل الحصول على فرصتي يوما ما. هم صحيح يلعبون في أعلى المستويات، لكنهم عاجزون عن التهديف منذ فترة زمنية طويلة، ألا يدفعك هذا إلى الحلم للحصول على فرصتك التي حصل عليها مثلا لاعب مثل بن يمينة الذي يلعب في القسم الثاني بألمانيا ؟ ثق أنه حلمي وحلم والدي الذي يتمنى أن يرى ابنه وهو يدافع عن ألوان بلده الأصلي يوما ما، أنا مناصر وفيّ ل“الخضر” أتابع أخبارهم يوميا، أحزن لخسارتهم وأفرح لإنجازاتهم، وكما ذكرت لمَ لا أكون معهم يوما ما وأحصل على فرصتي، وأضيف لك شيئا. تفضّل.. حاليا هدفي هو التسجيل ومساعدة فريقي على الصعود إلى القسم الثاني، وحينها ستكون الفرصة مواتية أمامي للتألق في مستوى أعلى، ولفت انتباه مدرب المنتخب الوطني إن شاء الله. بصفتك مهاجمًا وهدافا من هدافي فريقك حتى الآن، أين يكمن الخلل في هجوم المنتخب الوطني في رأيك ؟ لست مع المجموعة حتى أجد لك مكمن الخلل، لا يمكنني وأنا بعيد أن أعطي الأسباب الجوهرية التي تجعل هجوم منتخبنا عاجزًا عن التهديف في كل مرة، ربما العقدة نفسية بما أن الصيام عن التهديف طال منذ فترة، وفي اعتقادي أن مجرد إمضاء هدف في مباراة ما سيحرر مهاجمينا ويجعلهم يسجلون في كل مباراة مثلما كانوا عليه في التصفيات المزدوجة لكأسي إفريقيا والعالم 2010، النوعية في المنتخب موجودة، الإمكانات متوفرة، ولا ينقص مهاجمينا سوى هدف وكفى وينطلق العداد من جديد، ومن هذه الجهة لست قلقا لأني أدرك أن مهاجمين كبارا من طينة جبور، وغزال وزياية قادرون مستقبلا على فك عقدة الهجوم، وإعادة قطار المنتخب إلى سكته الحقيقية. هل لديك أصدقاء في المنتخب ؟ أعرفهم من بعيد فقط، وأصدقائي هم لاعبو وفاق سطيف فقط، في صورة لموشية، مترف، شاوشي ورحو الذي لعب لسنوات عديدة في المنتخب، هؤلاء أصدقائي أما الآخرون فأعرفهم من بعيد. أنت من واد سوف مثل لموشية، أليس كذلك ؟ أجل أبي من واد سوف، وهي نفس أصول زميلي السابق خالد لموشية. على ذكر وفاق سطيف، هل ما زلت تحتفظ ببعض الذكريات مع هذا الفريق ؟ أجل، وفاق سطيف فريق كبير، وحتى إن لم أبرز وأتألق معه، وحتى إن كانت الفترة التي حملت فيها ألوانه قصيرة، إلا أني أعتز بأني لعبت في الجزائر لفريق كبير مثله. لكن ذكرياتك معه لا تبدو سعيدة بما أنك لم تلعب إلا نادرا ؟ لا، لا، مهما حصل وحتى إن لم أحصل على فرصتي مثلما كنت أرغب مع الوفاق، إلا أني ربحت أشياء عديدة في الحقيقة، عرفت الرجال من لاعبين كبار مثّلوا سطيف والمنتخب أحسن تمثيل، أنصارا من ذهب يساندون فريقهم في السراء والضراء، صحيح أني لم ألعب إلا شوطا ضد شباب بلوزداد في منصب ليس بمنصبي الأصلي الذي يعد مهاجمًا أيمن، وصحيح أني لم أحصل على فرصتي لكني أحتفظ بصورة جيدة عن الوفاق الذي أتمنى له حظا سعيدا في المستقبل. طويت صفحة الجزائر الآن وصرت تتطلع للتألق في فرنسا، أليس كذلك ؟ نعم، لكن عليك أن تدرك أني لم أندم للعب في الجزائر مهما حصل لي، بالعكس هي تجربة مفيدة لي ساعدتني اليوم كثيرًا، لأن التحدي الذي رفعته بعد ذلك سمح لي اليوم بالتألق والتسجيل مع فريقي، وسيمسح لي بأن أساهم في تحقيق مشروع فريقي أميان بالصعود وبعدها البروز في القسم الثاني الموسم المقبل. وبعدها المنتخب الوطني... نعم أتمنى ذلك، أتمنى أن أحصل على الفرصة لكي أبرهن على إمكاناتي، وحتى إن لم أحصل عليها سأبقى مناصرًا وفيا لمنتخب بلدي الأصلي. في الأخير لك الحرية لكي تقول ما شئت... بلّغ تحياتي لكل الجزائريين في البلاد، لرفاقي في وفاق سطيف كيخلف، رحو خالد لموشية وغيرهم، وإلى صحفي الهدّاف الكبير سمير بشير، والسلام.