ليس من السهل إجراء حوار مع أي لاعب يتلقى العلاج بمستشفى أسبيتار (متخصّص في مجال الطب الرياضي وجراحة العظام)، بحيث يجب أولا أخذ موافقة المسؤول الإعلامي، وفي حالة قبول الطلب عليك بتقديم الأسئلة مسبقا وذلك قبل تحديد موعد مقابلة اللاعب، وبما أن العملية كانت صعبة فقد قامت جريدة “الهدّاف” بالاتصال مباشرة بمدير وكيل أعمال هذا اللاعب الذي سهل لنا مهمتنا، حيث قام بدوره بالاتصال باللاعب وتم تحديد مكان وزمان إجراء الحوار. وعند حضورنا في الوقت والمكان المناسبين جاء اللاعب ومعه المنسق الإعلامي بمستشفى أسبيتار، وقبل الشروع في إجراء الحوار طلب منا اللاعب ورقة الأسئلة حتى يطّلع عليها، وقد قام بشطب بعض الأسئلة موضحا لنا أنها طريقة تعامله مع وسائل الإعلام بصفة عامة، وليس مع الصحفيين الجزائريين فقط، وما كان علينا إلا احترام أسلوبه في التعامل مع الصحافة. إنه عدلان ڤديورة لاعب وسط منتخب الجزائر لكرة القدم ونادي ولفرهامبتون الإنجليزي (بريمر ليغ) الذي ما زال يزاول العلاج بمستشفى أسبيتار بالعاصمة القطرية الدوحة، بعد أن كان قد تعرض الى كسر في قصبة الساق إثر تدخل قوي من المدافع ستيف سيدويل. لقد ساقنا الحديث مع عدلان لمواضيع عديدة ومختلفة ولكن للأسف الوقت المحدد لم يكن كافيا لطرح المزيد من الأسئلة ومعرفة كل صغيرة وكبيرة عنه. ومن دون إطالة فيما يلي نص الحوار: كيف تسير عملية العلاج بالنسبة لڤديورة بأسبيتار؟ الحمد لله أشعر براحة تامة. هل صحيح أنك انبهرت بما شاهدته بأسبيتار؟ نعم هذا صحيح، بحيث أول ما وطئت قدماي المكان انبهرت بالإمكانيات الكبيرة التي يحتويها مستشفى أسبيتار، لقد التقيت بالدكتور حكيم شلبي الذي قدم لي يد المساعدة، وعلى اعتبار أن هناك علاقات جيدة واتفاقا كبيرا بين الإتحاد الجزائري لكرة القدم ومستشفى أسبيتار فضّلت المجيء هنا للعلاج، وأعتقد أن مجيئي الى هنا سيكون له أثر إيجابي على الإصابة بعد كل ما رأيته هنا. هل نفهم من كلامك أن كل الأمور تسير على أحسن ما يرام وكما كنت تتوقع لها من قبل؟ بصراحة، لم أكن أتصوّر أنني سأشاهد هذا الصرح الكبير الذي لم يسبق لي أن شاهدته في أكبر الأندية الرياضية في أوروبا، أعتقد أنه مكان مناسب لأي لاعب للعلاج هنا بالدوحة، لأنها بحق مؤسسة جيدة ورائدة في مجال الطب الرياضي. لحد الآن كل الأمور تسير على أحسن ما يرام بحيث أسبيتار يمتلك فريقا طبيا عالي المستوى وخدمات متميزة في الطب الرياضي وعلاج الإصابات. هل تم تحديد فترة علاجك بأسبيتار ومتى ستغادر الدوحة؟ لا، لحد الآن لم يتم تحديد المدة. حاليا ما زلت أمارس العلاج بشكل يومي وطبيعي وأتمنى أن تستمر الأمور مثلما هي عليه حاليا، وأن أعود للميادين في أقرب وقت ممكن. ألا تعتقد أن الإصابة جاءت في توقيت غير مناسب، خاصة أن الفترة الماضية شهدت تألق ڤديورة بشكل كبير مع المنتخب؟ نعم لقد جاءت هذه الإصابة بعد فترة انتعاش كبيرة مع فريقي ولفرهامبتون، حيث كانت تنتظرني مباريات في غاية الأهمية والصعوبة أمام تشيلزي ومانشيستر سيتي وأرسنال، أكيد أن الإصابات لا تأتي إلا في الأوقات الحرجة وغير المناسبة، ولكن هذا يعتبر ضمن مسيرة أي لاعب كرة قدم، ولا بد علي أن أتقبل مثل هذه الظروف والمفاجآت. علي أن أتعامل مع هذه الإصابة بعقلية احترافية، ولن أتأثر بهذه الإصابة أو أفقد الأمل في العودة مجددا مثلما كنت عليه سابقا أو بشكل أفضل سواء مع فريقي ولفرهامبتون أو المنتخب الجزائري، وأتمنى أن أقدّم الكثير والكثير. هل هذه المرة الأولى منذ مسيرتك الإحترافية تتلقى فيها إصابة من هذا النوع؟ نعم إنها المرة الأولى منذ 3 أو 4 أشهر (لا أتذكر بالضبط)، ولكن مثلما سبق أن قلت إن الإصابات جزء من حياة ومسيرة أي لاعب، وبالنسبة لي فلن أتأثر بهذا الظرف وعلي أن أواصل العلاج بانضباط، أتمنى أن أعود الى الميادين عودة قوية وأقدّم مستوى أفضل من الماضي. في ماذا فكّر ڤديورة أثناء تسجيله هدفه الأول مع المنتخب أمام تانزانيا؟ (يضحك) اعتقد وقتها أنه من الصعب التفكير في أي شخص أو جهة، لأنها لحظة سعادة وفرحة، كنت أريد فقط أعبّر عن فرحتي، لقد كانت فرحة من الصعب التعبير عنها لأن المنتخب كان بحاجة لهذا الهدف الذي أسعد كل الجماهير الجزائرية التي تابعت هذه المباراة، ولكن كنت أتمنى أن نحقق الفوز في تلك المباراة بعد هدف التعادل حتى تستمر الفرحة... نعم لقد سعدت كثيرا لأنها كانت أول مباراة رسمية لي منذ التحاقي بالمنتخب، بحيث كنت ضمن التشكيلة الأساسية التي لعبت المباراة من أول دقيقة، وهو ما لم يحدث لي من قبل سواء عندما لعبت في المباريات التصفوية أو الرسمية عندما شاركنا في كأس العالم 2010. أعتقد أن تسجيل أول هدف وبطريقة رائعة مع المنتخب كلاعب أساسي ترك وقتها انطباعا جيدا في نفسيتي ولدى الجميع، ولكن كانت قد تكون فرحتى أكبر بكثير لو انتهت المباراة بتحقيق الفوز. هل كنت تتوقع أنك ستسجل هدفا في تلك المباراة ومن مسافة بعيدة؟ تعلمون، أنا لا أعلم الغيب ولكن لا أخفي عليك أنني كنت متحمّسًا لتقديم كل ما لدي في تلك المباراة من أجل مساعدة منتخب بلادي في تحقيق الفوز، لحظة استلامي الكرة لم أفكر في تمريرها لأحد، لقد حدث لي هذا الموقف بدون أي تفكير مسبق، أتوقع أنني كنت في موقع جيد مما سمح لي بتسديد الكرة من مسافة بعيدة وفرحت كثيرا لمّا شهدت الكرة تسير نحو المرمى وتسكن الشباك. لقد كان هدفا رائعًا. هل تتوقع أن المنتخب بإمكانه العودة بقوة والتأهل لكأس أمم إفريقيا؟ أكيد، هذا ما أتمناه من كل قلبي، أعتقد أن لدينا منتخبا جيدا لديه إمكانيات هائلة للعودة بقوة للمنافسة وقطع تأشيرة التأهل، كما أننا نملك مدربا جديدا جيدا، وعلينا كلاعبين أن نلقي بكل ثقلنا من أجل الفوز في جميع المبارايات القادمة، أعتقد أنه ليس هناك مستحيل في كرة القدم وبالتالي علينا مواصلة العمل وعدم فقدان الأمل. ولكن المنتخب تنتظره مباراة صعبة أمام المغرب الذي لن يكون منافسا سهلا. أدرك هذا جيدًا، المغرب منتخب محترم وللتغلب عليه يجب أولا أن نحترم جميع المنتخبات التي سنلعب أمامها في الفترة القادمة وليس المغرب فقط، ولكن مثلما قلت في السابق لدينا منتخب جيد وبإمكاننا الفوز لتحقيق حلم الشعب الجزائري، وأنا واثق من هذا وهو ليس مجرد حلم فقط. كيف تفسّر لنا تألقك في الدوري الإنجليزي (بيرمر ليغ)؟ كما تعلمون إذا رجعت قليلا للوراء فمسيرتي الإحترافية لم تكن سهلة أبدًا، لقد اجتهدت كثيرًا حتى وصلت الى ما أنا عليه حاليا، أعتقد أنهم في الدوري الفرنسي لم يمنحوني الفرصة الكاملة حتى أظهر بكامل إمكانياتي وقدراتي الفنية، وهو نفس الأمر الذي حدث لي عندما لعبت في الدوري البلجيكي، أعتقد أن الدوري الإنجليزي من الدوريات القوية والأكثر متابعة من الجماهير، لذلك حاولت استغلال أول فرصة حتى أحافظ على مكانتي في الفريق. هل تعتقد أنك حققت كل أحلامك باللعب في الدوري الإنجليزي أم ما زال لديك طموحات أخرى تسعى لتحقيقها مستقبلا؟ كل لاعب لديه طموحات وأهداف، أعتقد أن طموحاتي لن تقف عند هذا الحد. ما هي طموحات ڤديورة المستقبلية؟ آسف احتفظ بالإجابة لنفسي. ما هي الصورة التي يحملها اللاعب الجزائري بالدوري الإنجليزي؟ صراحة بعد مشاركتنا ببطولة كأس العالم بجنوب إفريقيا، الكل بإنجلترا بدأ يحترم اللاعب الجزائري ويقدّره أكثر من أي وقت مضى، لقد تركنا انطباعا جيدا لدى العالم وأثبتنا أن كرة القدم الجزائرية تمرض ولكن لا تموت. أتصوّر أن الإنجليز بالذات بدأوا يحترمون كرة القدم الجزائرية بصفة عامة واللاعب الجزائري بصفة خاصة، وهذا أمر إيجابي لنا كلاعبين. لقد كسبت في فترة قصيرة احترام وحب جماهير ناديك ولفرهامبتون، هل تشعر بالراحة مع هذا النادي؟ نعم الحمد لله، لقد كسبت ثقة المسؤولين والجماهير لهذا النادي وسأحاول أن استمر على هذا الحال وأقدم الأفضل مستقبلا. جماهير ولفرهامبتون تعتمد بنسبة كبيرة على عدلان ڤديورة خلال الفترة القادمة، هل تأثرت بهذه الثقة الكبيرة؟ أكيد أتأثر، لقد تلقيت رسائل كثيرة من جماهير ولفرهامبتون وأيضا من جماهير المنتخب الجزائري، وهذا من دون شك ترك لدي تأثيرا كبيرا، وأغتنم هذه الفرصة لتقديم التحية لهم، أعتقد أن من دون هؤلاء الجماهير كان من الصعب تحمل واجتياز الفترة الصعبة التي تلقيت فيها الإصابة، لقد تلقيت مساندة كبيرة وهذا الشعور يحمّلني مسؤولية كبيرة لتقديم ما هو أفضل وخدمة منتخب بلدي وفريقي. نفهم أنك ما زلت متفائلا وأنه ما زال لديك الكثير لتقدمه للكرة الجزائرية وفريقك ولفرهامبتون؟ نعم، ما زلت لاعبا في مقتبل العمر، يسودني حماس كبير، أظن أن كل المستقبل أمامي، أتمنى فقط أن أعود بقوة إلى خدمة منتخب بلادي وفريقي. متى سيبدأ ڤديورة المران بالكرة؟ لست أنا من يحدد، وإنما كل شيء يعود لتعليمات الفريق الطبي. ما هو أفضل ثناء تلقيته بعد عودتك من المشاركة من كأس العالم؟ أعتقد أنه بعد المشاركة من كأس العالم المنتخب كله تلقى التهاني والثناء، أتصوّر أننا خلال هذه المشاركة أظهرنا صورة طيبة عن الكرة الجزائرية، لقد لعبنا بكل قدراتنا وتركنا انطباعا جيدا عن كرة القدم الجزائرية التي تبقى دائما مدرسة للنجوم. ماذا تعني لك زيارة محمد روراوة رئيس اتحاد الكرة؟ أشكر روراوة على هذه الزيارة الطيبة التي تركت انطباعا جيدا في نفسيتي، أعتقد أنه أمر مهم من الناحية المعنوية عندما تتلقى اهتماما من رئيس اتحادية ويقوم بزيارتك للاطمئنان على صحتك. كلمة تختم بها هذا الحوار. شكرا لجريدة “الهداف” على هذا الاهتمام وإجراء هذا الحوار، أتمنى العودة في أقرب وقت ممكن للميادين ومحاولة تقديم كل ما لدي للمنتخب وفريقي ولفرهامبتون، كما أشكر كل من قام بالإتصال بي.