عشية انطلاق تصفيات كأس العالم ناشد الفرنسي أموروس- مدرب منتخب البنين- لاعبيه بالتركيز قبل المباراة الافتتاحية لفريقه المقررة أمام مالي بملعب الصداقة في العاصمة كوتونو، مشيرا إلى الأهمية القصوى للمباراة الأولى، وكان ذلك في تصريحات أدلى بها لموقع “الفيفا” يوم أمس حين قال: “اللعب في مواجهة مالي على ملعبنا يشكل تحدياً هاماً، فقد احتلوا المركز الثالث في كأس الأمم الإفريقية عام 2012 ويملكون لاعبين كبار بعضهم يلعب ضمن أندية أوروبية تشارك في دوري أبطال أوروبا، وبالتالي يتعين علينا أن نأخذ المباراة الأولى بجدية كبيرة... نشعر بوجود توقعات كبيرة عند أنصار المنتخب ولا نريد أن يشعروا بخيبة أمل”. وأشار أموروس أن فريقه يسعى إلى الثأر من مالي التي انتزعت أربع نقاط البنين في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم جنوب إفريقيا 2010 بقوله: “لم يسبق للبنين أن تغلبت على مالي، لكننا مصممون على محو التاريخ.” “أنا سعيد لأنني عملت مطولا مع اللاعبين في الأيام الأخيرة” ويدرك أموروس أن عملا كبيرا ينتظر فريقه إذا أراد بلوغ الدور الأخير من التصفيات، ويعترف بالقول: “رغم أن فريقي ليس مرشحا، إلا أننا لا نخشى مواجهة أي فريق، ندرك تماما أن الترشيحات تصب في مصلحة مالي والجزائر، لكن لكل مباراة حساباتها وكل شيء يمكن أن يحصل على مدى 90 دقيقة”. وتعد البنين ثاني منتخب يشرف على تدريبه أموروس بعد جزر القمر، كما سبق له أن خاض تجربة في الكويت وفي موطنه فرنسا، ويقول في هذا الصدد: “بالطبع... الإشراف على منتخب وطني يختلف عن الإشراف على ناد، فهنا أنت تعمل مع اللاعبين لبضعة أيام خلال الشهر استعدادا للمباريات الدولية... شهر جوان يعتبر استثناء لأنه يمكن الحصول على اللاعبين لفترة أطول، لقد أمضينا أسبوعا رائعا من التدريب نجحنا في نهايته من الخروج متعادلين مع بوركينافاسو 2-2، كانت المرة الأولى التي أتمكن فيها من العمل مع مجموعة من اللاعبين لهذه الفترة الطويلة، وبالتالي أنا سعيد بهذا الأمر.” “أعيش في البنين وأسافر بصفة منتظمة للقاء لاعبيّ في أوربا” وخلافاً لعدة مدربين أوروبيين في القارة الإفريقية، قرر أموروس- الذي يبلغ من العمر 50 عاماً وعيّن بدلا من آدمي كودجو في جانفي 2012- الإقامة في إفريقيا، وقال: “أعيش في البنين ومقر إقامتي في كوتونو، أشرف على تدريب المنتخب الوطني وأسافر بصورة منتظمة إلى أوروبا للقاء لاعبي فريقي الذين يلعبون في الخارج.” ويملك أموروس- الفائز مع منتخب بلاده بكأس الأمم الأوروبية عام 1984- مجموعة من اللاعبين المحترفين في الأندية الأوروبية يستطيع الإعتماد عليهم، لكن هذا لا يعني أنه لا يعتمد أيضا على اللاعبين المحليين، وكشف أموروس عن سياسته قائلا: “اللاعبون المحليون يملكون الفرصة، فالكرة في البنين في بداية حقبة جديدة، لقد تم إعادة إطلاق الدوري المحلي العام الماضي بمشاركة 12 فريقا، في حين سيتم رفع العدد إلى 14 نادياً في النسخة المقبلة، وبالتالي ستكون لدينا قاعدة أكبر لإجراء الخيارات.” “سيسينيون ورقتنا المربحة ونحتاج إلى الوقت والاستقرار” لا شك أن النجم الأبرز في صفوف منتخب البنين هو ستيفان سيسينيون الذي لفت أنظار أندية الدرجة الإنجليزية الممتازة في الآونة الأخيرة، بعد تألقه الموسم الفائت في صفوف سندرلاند عندما شارك أساسياً في 42 مباراة من أصل 43 لفريقه واختير لاعب الموسم في فريقه، ويقول عنه أموروس: “إنه ورقتنا الرابحة، فهو دائما يعير انتباها كبيرا ونشعر أنه يريد أن يتعلم دائماً، ما أقدر فيه أيضا ذلك الحافز الكبير الذي يملكه عندما يرتدي ألوان المنتخب الوطني والطموح الكبير لتقديم أفضل ما لديه للفريق.” وعندما سئل عن تطلعات فريقه، بدا أموروس واثقا من قدرته على مواصلة عملية تطوير منتخب البنين لجعله أكثر قوة، وقال: “هل يمكن أن تخلق البنين المفاجأة على الصعيد الإفريقي مستقبلاً؟... لمَ لا!، نحن نعمل في هذا الصدد لكن لا وجود لأي أسرار، فنحن نحتاج إلى الوقت والاستقرار.”