لقد فاجأت الجميع بظهورك الأول مع باريس سان جرمان في منافسة أوروبا ليغ، ما تعليقك على أول تجربة لك في هذا المستوى؟ صراحة، أحس وكأنني أعيش فوق السحاب، إنه حلم الصبى الذي تحقق على أرض الواقع، منذ صغري وأنا أناصر نادي باريس سان جرمان، إنه فريق القلب، وقد تدرجت في كل أصنافه واليوم وصلت إلى الهدف المسطر وهو اللعب مع الفريق الأول، إنه لشرف كبير لي ما وصلت إليه، لكنني لن أرضى بهذا فقط، بل سأعمل جاهدا لكي أرضي المدرب الذي وضع ثقته في. كيف كان شعورك وأنت تتلقى الاستدعاء للعب مع الفريق الأول؟ إنه المدرب (كامبواري) الذي جاء لرؤيتي أنا وثلاثة لاعبين من زملائي في الفريق الاحتياطي، كان يوم أحد وكنا في التدريبات، وقال: “تحدثوا مع المسؤول الإداري للنادي حول جوازات سفركم، غدا ستذهبون معنا إلى أوكرانيا”، صراحة لم نصدق ما رأته أعيننا وسمعته آذاننا، فوجئنا وتملكنا شعور لا يوصف من شدّة الفرح، ثم انطلقنا في تسوية الأمور الإدارية وأيضا فيما يخص الملابس الخاصة بالمباراة. وماذا كان رد فعلكم أنت وبقية الشباب في غرف حفظ الملابس؟ (سكت هنيهة)، لا أخفي عليكم، صراحة أصبحنا كالمجانين، لقد استهلكنا كل طاقتنا في التعبير عن فرحتنا، قفزنا وفرحنا طويلا بهذه الدعوة وبقينا نقول فيما بيننا: “هل هذا صحيح؟ سنلعب مع الفريق الأول، سيكون هناك جمهور وإعلام بكل أنواعه، إنه أمر كبير جدا”، تلك اللحظات ستبقى منقوشة في ذاكرتي إلى الأبد، إنها لحظات لا تنسى”. وماذا عن رد فعل العائلة؟ مثلنا، إنه حلم وتحقق لهم أيضا، العائلة الأصدقاء والأقارب، كلهم كانوا سعداء لنا، كلهم عاشوا فرحة مثلنا نحن تماما، إنها بداية مسيرة طويلة جدا. لقد علا شأنك في هذا الأسبوع كثيرا... (يضحك)، نعم ولا، إن أردتم، صحيح أن اللعب مع التشكيلة الأولى لباريس سان جرمان دافع قوي لكي تعمل أكثر، إنه بمثابة أجنحة ترفعك إلى الأعلى، لقد صعدنا في المستوى وزادت علينا المسؤولية، لكن بالمقابل سأبقى متواضعا وأقول ما هي إلا بداية والبقية ستأتي، سأضاعف العمل من أجل ترقية مستواي أكثر. مع أول تواجد لك في التشكيلة الأولى، كيف كانت الأمور بالنسبة لك؟ لقد تلقيت مساعدة كبيرة، وتقريبا الجميع جاء لرؤيتي أنا وبقية زملائي الجدد في التشكيلة الأولى، كما تمنوا لنا التوفيق. من تحدث معك أكثر؟ سامي طراوري، إنه الوحيد الذي أعطاني الكثير من الأشياء، قال لي بما أنك اليوم هنا، فهذا دليل على أن المدرب لاحظ أن لديك إمكانات، لم تتنقل معنا من باب الصدفة، طلب مني أن ألعب كرة القدم الخاصة بي دون تعقيد الأمور، إنه لأمر رائع أن تأخذ النصائح من عند أحد أعمدة الفريق. كنت متوترا قليلا في الميدان... نعم، قليلا، لكني كنت متوترا أقل مقارنة بما كنت عليه في أول مباراة لي مع أكابر الفريق الهاوي، ولم يمر وقت طويل حتى وجدت نفسي مرتاحا. ألم تتأسف لأن مشاركتك الأولى جاءت قبل لقاء واحد من توقف البطولة بمناسبة العطلة الشتوية؟ بالتأكيد، فقد كنت أمني النفس بأن أدخل منافسة البطولة وأواصل المسيرة بنفس الوتيرة، لكن سأنتظر العودة إلى المنافسة باشتياق شديد. علمنا أن مدرب المنتخب الأولمبي يفكر في توجيه الدعوة لك، كيف سيكون ردك إن وصلك استدعاء؟ سأكون سعيدا بالعودة مجددا إلى المنتخب الوطني، حتى وأنني لا أحتفظ بذكريات سعيدة مع المنتخب. لماذا، هل كنت من قبل في المنتخب؟ أجل، كان ذلك قبل عام أو أكثر بقليل، لقدت وُجّهت لي الدعوة من أجل لعب لقاء ودي مع المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة أمام تونس، وكنت متلهفا للعب لمنتخب بلادي، لكن بمجرّد مجيئي لم يرحبوا بي وأحسست أنه غير مرحب بي. ماذا قالوا لك بالتحديد؟ لم يقولوا أي شيء أمامي، لكن بعض اللاعبين تحدثوا فيما بينهم بالعربية وكانوا ينظرون إليّ بطريقة غير لائقة، صراحة ليست أساليب معاملة جيدة مع زميل لهم جاء من أجل الدفاع عن الألوان الوطنية، أخذت نظرة سيئة عن هذا، كما لا أخفي عليكم، المستوى متواضع جدا والفريق غير منظم على الميدان. وماذا شد انتباهك أيضا؟ اللاعبون يتكلمون كثيرا على الميدان ولا يلعبون جيدا من الناحية الجماعية، زد على ذلك التهميش الذي تعرضت له لما دخلت مع المجموعة، وصراحة لا أحتفظ بأشياء جيدة من هذه المباراة ولا داعي لكي أتحدّث عن التنظيم فيما يخص التكفل العام بالفريق. وما هو الشيء الذي أثر فيك لكي تتخذ قرار العودة إلى المنتخب الآن؟ لا شيء، سألعب للمنتخب بشرط ألا يحدث لي ما حدث في المرة الأولى، أريد اللعب للفريق الأولمبي في البداية، ثم إن كان مستواي يسمح لي باللعب للمنتخب الأول فذلك من دواعي سروري. وهل تملك جواز سفر جزائري؟ ليس بعد، لكنني جمعت كل الوثائق اللازمة التي تمكنني من تجهيز جواز السفر الجزائري، لم يبق إلا الذهاب إلى القنصلية من أجل دفع الملف، وكيل أعمالي هو الذي يتكفل بكل هذه الأمور، سيتم ذلك في يوم واحد، إذن لا يوجد أي مشكل من هذا الجانب. مدربك “ألان كومبواري”، هل هو على علم باختيارك الجزائر؟ نعم، إنه على علم مثل الجميع هنا، لكننا لا نتحدث عن هذا الموضوع. ما الذي دفعك لاختيار الجزائر مبكرا؟ إنه اختيار القلب بكل بساطة، لا أبي ولا أي شخص آخر من عائلتي أثر عليّ، اتخذت هذا القرار بمفردي وعن قناعة، وأظن أنني اتخذت القرار الصحيح، أعلم أن ذلك يسعد جدتي التي تعيش في الجزائر وكانت معنا في العطلة وعادت للتو إلى أرض الوطن. وماذا عن والديك، من أين تنحدر أصولهما؟ والدتي إيطالية، أما والدي فهو جزائري وبالضبط من عين الفكرون، أظنها مدينة قريبة من قسنطينة، لم يسبق لي أن ذهبت إلى هناك لكن لدي الرغبة في التنقل إليها قريبا، إنه لشعور خاص أن أرى أقارب أبي. كيف استقبلت تأهل المنتخب الوطني إلى كأس العالم؟ مثل كل الجزائريين، بكثير من الفرحة والبهجة، عندما رأيت مباراتنا أمام المنتخب المصري وكل ما تابعناه، لا أخفي عليكم قلت في نفسي يجب أن أعيش تلك اللحظات ولو مرة في حياتي، لقد صارت ظاهرة عجيبة أن ترى الناس يخرجون للشوارع ويحتفلون بمجرد فوز المنتخب بمباراة كرة قدم. هل يدفعك هذا أكثر للعب مع “الخضر”؟ بالتأكيد، بالرغم من أنني لا أحتاج لشيء يدفعني لذلك، لقد قمت بذلك طبيعيا وبدون أي دافع. وهل تتمنى أن تخرج الشعب الجزائري إلى الشارع يوم ما؟ أجل، بالتأكيد، إنه لمن دواعي السرور أن أكون وراء هدف الفوز في مباراة مهمة يفوز بها المنتخب الوطني (يضحك)، من لا يريد تحقيق ذلك؟ إنه حلم أريد تحقيقه، ما حدث بعد مباراة الجزائر ومصر في السودان أمر رائع. من اللاعبون الذين أعجبت بهم في المنتخب الوطني؟ أحب حسان يبدة، مراد مغني، نذير بلحاج وكريم زياني لما يكونون في أوج عطائهم، مثلما كانوا عليه في التصفيات. ماذا تتمنى في نهاية هذه السنة؟ الصحة والعافية ومزيدا من التألق مع فريقي، أسعى إلى التألق مع الفريق الأول، وبعدها نرى إن كنت أستحق اللعب للمنتخب من أجل إسعاد الجمهور، صراحة أريد أن أمنح العائلة أي شيء يفرحها، سواء عائلتي في الجزائر أو في فرنسا، دون أن أنسى كل الجزائريين الذين ينتظرون منا الكثير، كما أقول لكم عاما سعيدا.