“روح أم درمان" لن تعود إلاّ بوجود لاعبين متشبّعين بالروح الوطنية فاجأ “فلوريون راسبانتينو" اللاعب “الفرانكو – جزائري" (ولو أنه لا يحمل من اسمه أي شيء جزائري) الجميع في الندوة الصحفية التي عقدها الاثنين الفارط خلال عملية تقديمه لوسائل الإعلام الفرنسية بقميص ناديه الجديد أولمبيك مرسيليا، حين راح يؤكد أنه غير متحمس حاليا للاستجابة لأي طلب قد يصله لحمل ألوان المنتخب الوطني، وهذا في تصريح أوضح بشكل لا يدع مجالا للشك تردد اللاعب في اللعب للجزائر وتفضيله التركيز على ناديه فقط. من الآن فضّل مرسيليا على “الخضر" فكيف سيكون الأمر بعد ذلك؟ وإذا كان الحديث الفعلي عن إمكانية قدوم “راسبانتينو" لتقمص الألوان الوطنية لم يتم إلاّ بعد إنضامه إلى “أولمبيك مرسيليا" رغم أن “الهدّاف" كشفت منذ 6 أشهر عن أصوله الجزائرية، فإن تصريحات اللاعب جاءت لتضع أكثر من علامة إستفهام بخصوصه لأنه حتى قبل أن يلعب أول لقاء رسمي له بألوان نادي الجنوب الفرنسي يمنح الأولوية لناديه حتى في حال تلقيه إستدعاء من المنتخب، وهو ما يجعلنا نتساءل كيف سيكون الحال لو يبرز اللاعب مع ناديه الجديد ويضمن مكانة أساسية دائمة معه؟ لاعب عادي جدا ولا يمكن مقارنته ب غولام،براهيمي وبلفوضيل ولأن تصريح “راسبانتينو" حتما لن يتقبّله الجمهور الرياضي الجزائري خاصة أن منتخبه الوطني ضحى لأجله الرجال الذين حاربوا به الإستعمار الفرنسي ولن يرضوا بلاعب متردد للعب فيه، فإن حديثنا عن “راسبانتينو" يجعلنا نعرّج عن اللاعبين الآخرين مزدوجي الجنسية الذين تهتم “الفاف" بخدماتهم في صورة غولام، براهيمي وبلفوضيل، فبالنظر إلى سن هؤلاء ومشوارهم السابق في الفئات الشبانية للمنتخب الفرنسي وأنديتهم الحالية فإن ذلك يجعلنا نتأكد من فارق شاسع بينهم وبين “راسبانتينو" الذي سيكتشف هذا الموسم فقط دوري “ليغ 1" وهو الذي سيبلغ 24 سنة ولم يسبق له أن تلقى أي إستدعاء للعب مع المنتخب الفرنسي في فئاته الشبانية. فغولي قبل “الخضر" من “فالنسيا"، يبدة من “بنفيكا" وبلماضي وحمداني من “لوام" “راسبانتينو" الذي نشك في أن إجابته بشأن حظوظ تقمصه ألوان المنتخب الوطني كانت ستكون مثلما كانت عليه الاثنين الفارط لو أنه مازال يتقمص ألوان “نانت" في دوري “ليغ 2" الفرنسي، عليه أن يعلم بأن لاعبين كثيرن إختاروا الدفاع عن ألوان الجزائر وهم يلعبون في أندية أوروبية كبيرة في صورة فغولي الذي حسم قراره وهو مع “فالنسيا" الإسباني ويبدة وهو يلعب مع “بنفيكا" البرتغالي وحتى “مرسيليا" التي فضلها حاليا “راسبانتينو" على المنتخب الوطني فإنه في عز أيامها (ليس مثلما الأمر عليه الآن) قرر بلماضي وحمداني الإنضمام إلى المنتخب الوطني وهما يدافعان عن ألوانها. عنتر يحيى كان محقا لما قال: “الجزائر ليست بحاجة لتتوسل للاعبين مزدوجي الجنسية للدفاع عن ألوانها" ونحن نتحدث عن حال “راسبانتينو" وحتما يوجد لاعبون آخرون مزدوجو الجنسية في حاله مازالوا مترددين في حمل الألوان الوطنية رغم الحديث الكثير عن إهتمام “الفاف" بخدماتهم، تعود بنا الذاكرة إلى حوار عنتر يحيى الأخير الذي أجراه مع مبعوث “الهدّاف" (فريد آيت سعادة) إلى ألمانيا والذي تحدث فيه عن هذا الموضوع وقال يومها كلاما صحيحا ومؤثرا يؤكد حبه لبلده والتضحيات الكثيرة التي قدمها للدفاع عن ألوانه، حيث صرح: “الجزائر الفخورة والواقفة ليست بحاجة للركض وراء لاعبين كي يدافعوا عن ألوانها، لأن التوسل للاعب مزدوج الجنسية لا يمكن تقبله تماما، أقول فقط إن الجزائر ليست بحاجة للاعبين يتماطلون من أجل القدوم، الجزائري الأصلي يستجيب لنداء بلده وهو يجري حتى إن كان سيضحي بأي شيء لأجل ذلك، لكن للأسف هذا الأمر ليس حال الجميع". “الفاف" يجب أن تتفطن لمشاكل المنتخب الفرنسي وتتفادى “قنبلة" الهوية وسيكون تصريح “راسبانتينو" الأخير بمثابة إنذار صريح وتنبيه إلى رئيس “الفاف" روراوة والناخب الوطني “حليلوزيتش" من أجل إختيار العناصر اللازمة خاصة المتحمسة للعب في المنتخب الوطني من بين اللاعبين مزدوجي الجنسية الذين هم في مفكرتهما، لتفادي أن يعيش المنتخب الوطني نفس مشكل الهوية الذي يعيشه المنتخب الفرنسي حيث يوجد فيه لاعبون مزدوجو الجنسية لكنهم غير مقتنعين بحمل ألوانه وهو ما جعلهم لا يلعبون بقميص “الديكة" بنفس المستوى الذي يظهرونه أسبوعيا مع أنديتهم في صورة بن زيمة، ناصري وبن عرفة وقد خلق هذا الأمر مشاكل كثيرة لهم. زياني، عنتر، بلحاج وبوڤرة أمثلة يجب الإقتداء بها دائما وسيكون رئيس “الفاف" روراوة مطالبا بتوخي الحذر في موضوع اللاعبين مزدوجي الجنسية الذين قد يدعمون صفوف “الخضر" مستقبلا، حيث أنه نجح في إعادة بناء المنتخب الذي أوصله قبل سنتين من الآن إلى نصف نهائي “كان" أنغولا وإلى “مونديال" جنوب إفريقيا سنة 2010 بلاعبين يوجد فيهم الكثير من مزدوجي الجنسية، خاصة زياني، عنتر يحيى، بلحاج وبوڤرة الذين يجب أن يكونوا مثالا يقتدى به لتدعيم المنتخب مستقبلا، خاصة لما نعلم بأن هؤلاء اللاعبين تقمصوا ألوان “الخضر" في عز أيام الأزمة وفي وقت كان المنتخب غير قادر حتى للتأهل إلى “الكان" وبإمكانات مالية محدودة جدا عكس ما هو عليه الوضع حاليا.