أعادت تصريحات مدرب المنتخب الوطني وحيد حاليلوزيتش بخصوص نيته في انتداب بعض اللاعبين من المنتخب الفرنسي للشباب لتشكيلة الخضر خلال المواعيد القادمة الصراع بين الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ونظيرتها الفرنسية مجددا إلى السطح، حيث أشارت عدة صحف فرنسية لهذا الجانب وتكاد تكون النقطة الوحيدة التي ركزت عليها من مجمل ما قاله المدرب الوطني خلال الندوة الصحفية التي عقدها أول أمس، وهوما يعني أن المشاكل التي حدثت بين الطرفين قبل شهور بسبب أزمة " الكوطات"، التي أشعلها مدرب الديكة لوران بلان، قد تأخذ منحنى جديدا، ومن المنتظر أن تكون مهمة إقناع هؤلاء اللاعبين صعبة في ظل الضغوط التي تفرضها عليهم الاتحادية الفرنسية، حيث لا ترضى هذه الأخيرة بالسماح لهم بتقمص ألوان الخضر بعدما صرفت عليهم أموال ضخمة في التكوين، ويتعلق الأمر بكل من ابراهيمي، طافر وبلفوضيل الذين يلعبون للمنتخب الفرنسي للشباب، ومن جهته، فإن حاليلوزيتش يرى بأن هذا الثلاثي هو الأنسب في الوقت الراهن لتمثيل الكرة الجزائرية نظرا لإمكانياتهم الباهرة. روراوة يتحدى الاتحاد الفرنسي لكرة القدم من جديد وبدوره سيكون رئيس الفاف محمد روراوة أمام تحد جديد يبدو عسيرا هذه المرة مقارنة بذلك الذي قام به قبل سنتين عندما خطف كل من يبدة ومغني وبودبوز من المنتخب الفرنسي حتى لجأ مسؤولو الاتحاد الفرنسي إلى الفيفا للشكوى، ومن المؤكد أن قرار المدرب البوسني بالتحدث إلى اللاعبين الفرنسيين ذوي الأصول الجزائرية لإقناعهم بالانضمام إلى منتخب محاربي الصحراء لم يتم اتخاذه بصفة انفرادية بل بالتشاور مع روراوة، حيث أن هذا الأخير لا يزال مصرا على مواصلة تحديه للفرنسيين وذلك باستخدامه لأساليب إقناعية بارعة وفي حدود ما تنص عليه القوانين الدولية في هذا المجال، وبالتالي فلم يترك أي باب ليدخل منه الفرنسيون للاحتجاج، وفي الحقيقة فإن هذه الفكرة لم تكن وليدة اليوم لأن رئيس الفاف كان قد وضع وسط الميدان الهجومي لنادي رين ياسين براهيمي ضمن مفكرته، والعائق الوحيد الذي اصطدم به آنذاك هو عدم تمكن اللاعب من الفصل بين منتخب بلد مولده فرنسا ومنتخب بلد أجداده الجزائر، وصرح مرارا بأنه لا يزال صغيرا لاتخاذ قرار نهائي في هذا الشأن، وذلك رغم أنه ينشط حاليا ضمن المنتخب الفرنسي الأولمبي لأقل من 23 سنة.
بلاتيني قد يستغل منصبه للضغط على الفيفا لتغيير القوانين المتعلقة باللاعبين مزدوجي الجنسية هذا وكما هومعلوم ، فإن قضية اللاعبين المزدوجي الجنسية كانت قد أثارت ضجة كبيرة بفرنسا في مطلع السنة الجارية لما كشفت تحقيقات صحفية سرية وجود نية من اللجنة الفنية للاتحاد الفرنسي لكرة القدم بتحديد عدد اللاعبين المزدوجي الجنسية ضمن مدراس تكوين الأندية، وذلك بعدما لاحظت هذه اللجنة تفضيل العديد من هؤلاء اللاعبين تقمص ألوان منتخبات بلدانهم الأصلية لما يبلغون سن الرشد، وقد تدخل رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الفرنسي ميشال بلاتيني، في هذه القضية، حيث أكد على معارضته لفكرة اختيار بعض اللاعبين الفرنسيين اللعب لمنتخباتهم الأصلية، وقال بصريح العبارة "ماذا سيكون رد فعل الجزائر لوأخدت فرنسا منها لاعبيها "، وهو ما يعني أنه يؤيد مسؤولو الكرة ببلده وقد يستغل منبه للضغط على الفيفا لتغيير القوانين المتعلقة بهذا الموضوع. وجدير بالذكر أن قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم، المعدلة في شهر ماي سنة 2009 ، تسمح للاعبين المزدوجي الجنسية بتغيير المنتخب والانضمام إلى منتخب بلدهم الأصلي ولكن بشرط أن لا يكون اللاعب قد خاض مباراة رسمية مع المنتخب الأول.